أعلنت روسيا- أمس- أن النظام السوري وافق مبدئيا علي المشاركة في مؤتمر سلام دولي حول الأزمة السورية تعتزم القوي الكبري في عقده في جنيف في يونيو. منتقدة في الوقت نفسه مختلف مجموعات المعارضة السورية لأنها تقدم مطالب صعبة تشمل في بعض الأحيان استبعاد ممثلي الرئيس السوري بشار الأسد عن المفاوضات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية علي المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلي موسكو. وقال لوسائل الاعلام نلحظ بارتياح اننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية علي المشاركة في مؤتمر دولي, ليتمكن السوريون انفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة. وقال إن المطالب بتحديد موعد للمؤتمر لكن بدون القول بوضوح من سيتحدث باسم المعارضة وباي سلطة, لا يمكن أخذها علي محمل الجد. جاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه الائتلاف الوطني السوري المعارض يوما ثانيا من المحادثات في اسطنبول في محاولة لاتخاذ قرار حول اقتراح روسيا والولايات المتحدة الهادف إلي جمع كل الأطراف في مؤتمر يعرف باسم جنيف-2. وردا علي موقف دمشق, اعتبر الائتلاف الوطني لقوي المعارضة السورية أن إعلان موسكو عن موافقة مبدئية لدمشق علي المشاركة في مؤتمر السلام الدولي غامض ودعا نظام الرئيس السوري بشار الأسد الي توضيح هذا الموقف بنفسه. وقال لؤي صافي الناطق باسم الائتلاف لوكالة فرانس برس نريد ان نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الاسد نريد معرفة أن لديهم فعلا النية للتفاوض علي انتقال نحو حكومة ديموقراطية بعد رحيل بشار الأسد. وتابع صافي الذي تحدث علي هامش اجتماع الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول كل ذلك يبقي غامضا جدا وحكومة الأسد كانت مراوغة حين تعلق الأمر بتزويد معلومات أو تصريحات حول الحلول السياسية. وتطالب المعارضة السورية بان يشمل اي حل سياسي للنزاع رحيل الرئيس الاسد واعضاء نظامه الضالعين في أعمال العنف. وعلي الصعيد نفسه, فشل زعماء المعارضة السورية في دعم مبادرة اقترحها زعيم ائتلافهم المستقيل يسلم الرئيس بشار الاسد بموجبها السلطة تدريجيا, وتحث المبادرة المكونة من16 نقطة التي اقترحها معاذ الخطيب الاسد علي تسليم صلاحياته لنائبه او لرئيس الوزراء والسفر الي الخارج بصحبة500 من بطانته, ولم يحصل مقترح الخطيب علي تأييد يذكر فيما يبدو من المعارضة. وعلي الصعيد الميداني, أعلن الجيش السوري الحر انه تمكن من استعادة السيطرة علي ثلاثة مواقع في القصير بريف حمص من قوات النظام. وأكد الرائد عبدالحليم غنوم, عضو المجلس العسكري الأعلي في هيئة أركان الجيش الحر لجبهة القصير ان الجيش الحر صد هجوما ثالثا من قوات حزب الله علي مدينة القصير. وأضاف أن عدد قتلي حزب الله في المدينة يتجاوز150, موضحا ان جيش النظام مدعوما بقوات حزب الله, لم يتمكنوا من اقتحام القصير. وأضاف عضو المجلس العسكري الأعلي في هيئة أركان الجيش أن الجيش الحر صد محاولة ثالثة لاقتحام القصير عبر منطقة الحميدية. وفي السياق نفسه, شهدت العديد من مناطق دمشق وريفها اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة. وذكر سكان محليون لمراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط أن مواجهات عنيفة دارت في منطقة برزة بدمشق والمزارع المحيطة, وأشاروا الي أن اشتباكات عنيفة جرت بالقرب من الصالة الرياضية في منطقة جوبر حيث سقط العديد من القتلي والمصابين. وفي مدينة طرابلس بشمال لبنان, قتل23 شخصا خلال خمسة أيام في معارك علي خلفية النزاع السوري بين السنة والعلويين, بحسب ما افاد مصدر امني لوكالة فرانس. وأشار المصدر الي اصابة197 شخصا آخرين بجروح في المعارك التي بدأت الاحد بين منطقتي باب التبانة السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية, وجبل محسن العلوية المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد, والتي تعد الاكثر حدة بين المنطقتين منذ اعوام طويلة.