موسكو, (ا ف ب) - اعلنت روسيا الجمعة موافقة النظام السوري المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب عقده مطلع الشهر المقبل، الا ان المعارضة وصفت هذا الموقف ب"الغامض" وشككت بنوايا النظام اجراء تفاوض فعلي يمهد لحكومة انتقالية. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الجمعة ان روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو. وقال لوسائل الاعلام "نلحظ بارتياح اننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر دولي، ليتمكن السوريون انفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة". الا ان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية وصف هذا الموقف ب"الغامض" ودعا نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى توضيح هذا الموقف بنفسه. وقال لؤي صافي المتحدث باسم الائتلاف لوكالة فرانس برس خلال اجتماع المعارضة في اسطنبول"نريد ان نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الاسد (...) نريد معرفة ان لديهم فعلا النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديموقراطية يشمل رحيل بشار الاسد". وردا على سؤال حول مشاركة الائتلاف بصفته ابرز مجموعة معارضة سورية في هذا المؤتمر الدولي الذي يعرف باسم "جنيف-2" واقترحت الولاياتالمتحدةوروسيا عقده لايجاد حل سياسي للنزاع، اعتبر صافي ان المعارضة بحاجة "لمزيد من الوضوح" لتتخذ قرارا في هذا الصدد. وتابع صافي الذي تحدث على هامش اجتماع الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول "كل ذلك يبقى غامضا جدا وحكومة الاسد كانت مراوغة حين تعلق الامر بتزويد معلومات او تصريحات حول الحلول السياسية". واضاف "سبق ان قال الروس ان الحكومة السورية لديها فريق للتفاوض، لكننا لا نعلم باي شروط. هل لديهم تفويض للبحث بحسن نية بالانتقال ام لا؟". كما دعا صافي موسكو الى تقديم "ضمانات" حول رحيل الاسد. ومؤتمر السلام الذي تقول بعض وسائل الاعلام انه سيعقد في 10 حزيران/يونيو يهدف الى انهاء نزاع دام في سوريا دخل عامه الثالث واودى بحياة اكثر من 90 الف شخص. وتطالب المعارضة السورية بان يشمل اي حل سياسي للنزاع رحيل الرئيس الاسد واعضاء نظامه الضالعين في اعمال العنف. وفي اطار المساعي الحثيثة لتعبيد الطريق امام نجاح مؤتمر جنيف-2 يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف لاجراء مباحثات تتناول النزاع في سوريا، وفق ما اعلن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية الجمعة. وقال المسؤول في بيان ان وزيري الخارجية سيلتقيان "لاستكمال المحادثات التي اطلقاها في لقائهما قبل اسابيع قليلة في روسيا، وعرض المستجدات على صعيد الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي حول سوريا". ميدانيا اعلن مصدر عسكري سوري لفرانس برس ان القوات النظامية السورية فرضت طوقا على مقاتلي المعارضة في شمال مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، والتي اقتحمتها الاحد في محاولة لاستعادتها من المقاتلين الذين يسيطرون عليها لاكثر من عام. من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ان المدينة تتعرض لقصف بالطيران الحربي، تزامنا مع اشتباكات عنيفة في ريفها الشمالي في محاولة من القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، عزل المقاتلين في شمال القصير. الى ذلك، تتواصل المعارك في مناطق مختلفة في سوريا، ما ادى الى مقتل 67 شخصا في حصيلة غير نهائية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا. وحول احتمال رفع الحظر الاوروبي عن ارسال السلاح الى سوريا اعربت فرنسا والمانيا الجمعة عن املهما في التوصل الى "توافق اوروبي" بشان هذه القضية الاثنين المقبل في بروكسل كما اعلن وزيرا خارجيتهما الجمعة. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اثر لقاء مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيلي في باريس ان "موقف فرنسا هو اننا نرغب في التمكن من تحقيق اكبر توافق ممكن على تسوية تسمح بان نقدم للمعارضة السورية وسائل الدفاع عن نفسها من الهجمات التي لا تتوقف للنظام" السوري. من جانبه قال فيسترفيلي "احترم كثيرا موقف اصدقائنا الفرنسيين. سنحاول بناء جسر لايجاد تسوية مشتركة". في جنيف طالبت الولاياتالمتحدة وتركيا وقطر الجمعة رئيس مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة بالدعوة الى اجتماع عاجل "الاسبوع المقبل" للبحث في "تدهور وضع حقوق الانسان وعمليات القتل الاخيرة في القصير". وفي رسالة تم تسليمها الجمعة الى رئيس المجلس البولندي ريميغيوز هينسيل، طالب سفراء الدول الثلاث في الاممالمتحدة في جنيف بعقد "مناقشات طارئة (...) في ضوء تزايد الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان وتدهور الوضع في سوريا، ما يؤدي الى سقوط عدد كبير من الضحايا يوميا". ونبه الرئيس اللبناني ميشال سليمان الجمعة حزب الله الى "الفتنة" بسبب مشاركته في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية لا سيما في مدينة القصير الاستراتيجية، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها خلال زيارته وزارة الدفاع الوطني. وقال سليمان "ان معاني المقاومة اعلى واسمى من كل المعاني ومن ان تغرق في رمال الفتنة، ان في سوريا، او في لبنان، اكان ذلك لدى شقيق او صديق"، وذلك في اشارة الى الحزب ذي الترسانة الضخمة من الاسلحة التي يشدد ان الهدف منها "مقاومة" اسرائيل. وطالبت دمشق الجامعة العربية الجمعة ب "الاعتذار" والغاء كل قراراتها المتعلقة بسوريا قبل النظر في اي دور يمكن ان تؤديه لحل النزاع في البلاد، وذلك في تصريحات لوزير الاعلام السوري عمران الزعبي. وقال الزعبي "ان محاولة بعض الانظمة العربية للبحث عن دور لها في سوريا عبثية وغير ممكنة وعلى الجامعة العربية ان تلغي كل قراراتها بحق سوريا وتعتذر علانية من الشعب السوري وحكومته ثم ننظر بالامر"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا). ويأتي الموقف السوري غداة اعلان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا الاتفاق على عناصر لم تحددها، من شأنها المساهمة في انجاح المؤتمر الدولي لحل الازمة السورية المتوقع عقده في حزيران/يونيو المقبل بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة، وذلك بناء على مبادرة من موسكو وواشنطن.