إن الرد الذي أدلي به سفير ارمينيا لصحيفة الأهرام في12 مارس لعام2013 علي المقال المنشور بعنوان قاراباخ رؤية من قريب يستوجب توضيح بعض النقاط: قبل كل شيء ينبغي علي الجانب الأرميني ألا ينسي أن العدوان جريمة, وفي الواقع فهو يمثل أعلي مستويات الجرائم الدولية وذلك طبقا للتعريف الذي حددته محكمة نورمبرج, وبالتالي فإنه ارمينيا قد ارتكبت الجريمة الدولية الأكثر ترويعا وبشاعة وذلك من خلال أعمال العدوان والاحتلال التي قامت بها ضد اذربيجان وينبغي عليها تحمل مسئوليتها عن تلك الافعال. إن القرارات الصادرة عن مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والتي تحمل ارقام884,874,853,822 وقرارات الجمعية العامة, فضلا عن الوثائق والقرارات الصادرة عن منظمة الامن والتعاون الاوروبية ومنظمة التعاون الاسلامي, والتي تعرف ارمينيا بوصفها المعتدي وغيرها من قرارات المنظمات الدولية الاخري تؤكد في مجملها ان الاحتلال بالقوة لاراضي جمهورية اذربيجان يشكل انتهاكا صارخا من قبل جمهورية ارمينيا لوحدة اراضي جمهورية اذربيجان وللقانون الدولي. وبدلا من محاولات التشكيك في قرارات مجلس الامن التابع لمنظمة الأممالمتحدة من خلال تقديم الذرائع والحجج غير المنطقية التي لا أساس لها من الصحة, والاشارة الي التفسيرات المثيرة للجدل ينبغي علي الجانب الارميني قراءة النص الكامل للقرارات بعباراتها الواضحة المحددة التي تؤكد وحدة اراضي وسيادة اذربيجان وتطالب علي نحو واضح بالانسحاب الفوري الكامل غير المشروط لقوات الاحتلال من جميع الاراضي المحتلة لاذربيجان وعبر الذرائع غير الشرعية فإن ارمينيا لا تمتلك حق التشكيك في صلاحية وشرعية القرارات الصادرة عن مجلس الامن والتي سوف تظل سارية المفعول حتي تقوم ارمينيا بتنفيذها. تتحمل ارمينيا المسئولية عن الجريمة الاخري التي ارتكبتها ضد الانسانية لانتهاجها سياسة التطهير العرقي ضد السكان الآذريين الاصليين في ارمينيا ذاتها, حيث تم طرد250 ألف آذريا بالقوة وأكثر من750 ألفا من السكان الآذريين من اقليم قاراباغ الجبلي وسبع من المناطق المجاورة له والتي صارت هدفا بدورها للاعتداء الارميني. طبقا لصحيفة اللوموند في عددها الصادر في14 مارس لعام1992 فإن اذربيجان تحولت الي سرادق عزاء مرة أخري في الاسبوع الماضي ومكان لحداد اللاجئين وتجميع عشرات الجثث المشوهة ونقلها الي المشرحة المؤقتة التي أقيمت خلف الجامع وكانت جميعها لرجال ونساء واطفال آذريين عاديين من سكان خوجالي تلك القرية الصغيرة التي مزقتها أتون الحرب التي شنتها القوات الارمينية في25 و26 فبراير في اقليم قاراباغ الجبلي. ويصف مراسل صحيفة ازفيستيا الروسية أحداث خوجالي كما يلي: من وقت الي آخر يقومون باحضار جثث رفاقهم الآذريين لمبادلتهم بالرهائن الاحياء, ولن يمكنك مشاهدة هذا الامر حتي في الكوابيس العيون التي تم فقأها والآذان المقطوعة والرءوس المبتورة التي تم سلخ فرواتها ولم تبد هناك نهاية لهذا التعذيب. يقوم الجانب الارمني بالاختيار الانتقائي لكلمات الرئيس السابق لاذربيجان عياز مطاليبوف محاولين في ذلك التهرب من تحمل قدر من المسئولية عن خوجالي فقد كان عياز مطاليبوف باعتباره رئيسا للبلاد في ذلك الوقت مسئولا عن توفير الحماية واجلاء السكان المدنيين في الوقت المناسب, ولكن فشله في تحقيق هذا الامر لا يمنح ولا يفوض القوات المسلحة الارمينية في قتل السكان المدنيين في خوجالي, وعلي الرغم من تجاهل ارمينيا وانكارها فإن الحقائق حول الابادة الجماعية في خوجالي قد انتشرت حول العالم وقامت الهيئات التشريعية في كل من باكستان, والمكسيك, وكولومبيا, وتسع ولايات في الولاياتالمتحدةالامريكية بإصدار قرارات تؤكد أن ما جري في خوجالي يمثل إبادة جماعية وفي هذا الصدد صدر البيان الختامي لمنظمة التعاون الاسلامي في القاهرة معتمدا من قبل قادة الدول والحكومات الاعضاء في القمة التي عقدت يومي6 و7 فبراير لعام2013 داعيا جميع الدول الاعضاء الي بذل جميع الجهود الواجبة للاعتراف بأحداث خوجالي علي أنها من اعمال الإبادة الجماعية وجريمة ضد الانسانية علي الصعيدين القومي والدولي. وتلتزم اذربيجان بالحل السلمي للنزاع والقائم علي مباديء وحدة اراضيها وسيادتها وحصانة حدودها الدولية, وتؤمن بإمكانية نجاح الحلول الدبلوماسية بشرط أن تتحلي ارمينيا بحسن النية في التفاوض معها ولكن ينبغي الأخذ في الاعتبار أن اذربيجان لا تستطيع الانتظار الي الابد, وتحتفظ بكل الحقوق التي يمنحها لها الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة في الدفاع عن نفسها. لمزيد من مقالات شاهين عبد اللايف