قال الشاعر والكاتب السوري الشهير أدونيس: إن الدكتاتوريات القديمة طابعها كان فرديا.. وهذا النوع من الاستبداد تفكيكه أسهل بكثير من محاربة دكتاتورية جماعية مثل دكتاتورية الإخوان المسلمين أو السلفيين. وقال أدونيس في حوار مع صحيفة الرأي الكويتية:إذا انتصر هؤلاء فسوف ننتظر قرنا كاملا علي الأقل كي نخرج منها. ثم قال: هؤلاء يقدمون صورة سيئة ومعادية ليس للحضارة والثقافة فحسب وإنما للإنسان. ويجب أن أشير إلي أن معظم المسلمين لا يشاركون هؤلاء المتطرفين أفكارهم وممارساتهم. أدونيس(1930 ..) ينتمي إلي الطائفة الحاكمة في دمشق, وهو علي المستوي الشخصي قريب جدا منها, وكان عضوا مهما في الحزب القومي السوري, ومولعا بحب زعيمه أنطون سعادة الذي أعدم عام1949 وكتب فيه إحدي قصائده. الحزب يؤمن بما يسمي القومية الفينيقية, التي تضم ما يعرف بالهلال السوري الخصيب بدءا من الخليج حتي قبرص ويشمل سيناء والبحر الأحمر, ويحارب بضراوة العروبة والحضارة الإسلامية وكل ما يمت إليهما بسبب. وقد اختار سعادة اسم أدونيس لعلي أحمد سعيد أسبر تعبيرا عن الانتماء الفينيقي وتيمنا بأسطورة أدونيس الفينيقية. يتمتع أدونيس بذكاء حاد, وقد حصل علي درجة الدكتوراه في الأدب عام1973 من جامعة القديس يوسف في بيروت, عن أطروحته الثابت والمتحول التي نسفت الحضارة الإسلامية وشككت في العقل الإسلامي, ولا يمكن إغفال تأثير أدونيس علي قطاع ضخم من المثقفين العرب العلمانيين وخاصة الشباب, لذا يحظي بحفاوة كبيرة في وزارات الثقافة العربية, ويلقي حفاوة غير عادية لدي الحظيرة الثقافية المصرية ومكتبة الإسكندرية, ويهتم به الغرب اهتماما ملحوظا, وتكررت دعوته أستاذا زائرا إلي مؤسسات ثقافية في فرنسا وسويسرا وأمريكا وألمانيا, ونال مجموعة جوائز عالمية وينتظر منذ التسعينات جائزة نوبل! أدونيس يرفض ثورات الربيع العربي, وينتقدها لأنها خرجت من المساجد, وقد هاجم الثورة السورية, ولم يقل كلمة من أجل الشهداء الذين قتلهم النظام المستبد الفاشي في دمشق, في حين كان من المؤيدين للثورة الإسلامية الشيعية في إيران ومن المدافعين عن ولاية الفقيه.( يتبع). لمزيد من مقالات د.حلمى محمد القاعود