في لحظة نادرة ووسط دهشة وذهول الحاضرين في قاعة المحكمة والمتهم داخل القفص ينتظر النطق بالحكم بإعدامه بعد تصديق فضيلة المفتي عليه وموافقته علي القصاص. دخلت هيئة المحكمة القاعة وسادت حالة من الصمت الرهيب جنبات القاعة لم تسمع فيها غير جلوس أعضاء هيئة المحكمة فوق منصة القضاة ثم صوت الأوراق وما هي الا لحظات حتي نادي سكرتير الجلسة علي قضية مصطفي محمد فرحات والمتهم بجريمة قتل فاقترب المتهم من أسلاك القفص متشبثا بأصابع يديه بين فتحاته ونظرات عينيه معلقه علي هيئة المحكمة منتظرا النطق بإعدامه وما هي الا ثوان معدودة ونطقت المحكمة بحكمها بمعاقبته بالسجن15 عاما فسقط المتهم مغشيا عليه من الفرحة بعد أن كتب الله له عمرا جديدا وعادت روحه اليه. الواقعة المثيرة التي شهدتها محكمة جنايات شبرا الخيمة أمس الاول برئاسة المستشار ابراهيم مصطفي كامل والمستشارين أبو العلا وأمير رمزي تتلخص وقائعها في أن المتهم مصطفي محمد فرحات اشترك مع اثنين من أصدقائه أيام مابعد الثورة بتكوين عصابة للسرقة بالاكراه وفي احدي المرات استوقفوا شابا لسرقته فحدثت مشادة بينهم جميعا تطورت لمشاجرة بالأيدي انتهت بقتل الشاب والقي القبض علي المتهم وتم حبسه واحالته للمحكمة وأمام المستشار زكريا عبد العزيز رئيس محكمة الجنايات ورئيس نادي قضاة مصر السابق تم الحكم عليه بالإعدام وأحيلت أوراق المتهم لفضيلة المفتي وجاء رأي الافتاء بالموافقة علي القصاص الا أن هيئة المحكمة كانت قد تغيرت وذهبت القضية لدائرة أخري بسبب الاختصاص الاداري لتوزيع العمل بين الدوائر وأمس الاول وفي جلسة النطق بالحكم قضت هيئة المحكمة الجديدة بالسجن المشدد15 عاما, وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن الواقعة ليست قتل عمد بل هي ضرب أفضي الي موت لأن المتهم لم تتوافر لديه نية قتل الشاب وأن شهادة الشهود وتحريات الشرطة أثبتت أنها مشادة كلامية انتهت بمشاجرة أسفرت عن سقوط الشاب وأن الحكم بمعاقبته بالسجن بدلا من الاعدام هي أقصي عقوبة له مادام انه لم ينطق بحكم الاعدام قبل ذلك.