هنا في المعهد القومي للكبد بشبين الكوم بمحافظة المنوفية المرضي في انتظار المجهول, فقد ضاق بهم المكان, وأصبح غير قادر علي استيعابهم وتخفيف آلامهم, حيث ان طاقته بالكامل عبارة عن100 سرير, في الوقت الذي يتوافد عليه يوميا أكثر من500 مريض إما للكشف وطلب العلاج أو لعمل الفحوصات اللازمة وإما لإجراء العمليات الجراحية الدقيقة التي تستدعي المكوث بالمعهد لفترات طويلة كزراعة الكبد مثلا والتي يشتهر بإجراءها هذا المكان, بالتالي فإن قوائم الانتظار به لا تنتهي ومعها اوجاع وآلام ملايين مرضي الكبد في مصر الذين تقدر أعدادهم بنحو20 مليون مريض وكما يؤكد د. محسن سلامة استاذ الكبد بالمعهد أن هذا المعهد هو الوحيد المتخصص في أبحاث الكبد ويجيز لطلابه الحصول علي درجة أكماديمية معترف بها, لذا يأتي إليه طلاب ليس فقط من مصر بل من أغلب الدول العربية الا انه ومنذ عشر سنوات تحول من مجرد معهد بحثي الي مستشفي يتعامل مع كل مرضي الكبد ويقوم بعلاجهم منذ بداية المرض وهو في مراحله الاولي وانتهاء بالزراعة وهي اصعب المراحل.., ومع ذلك فإن وزارة الصحة تصر علي الا تعترف به الا كمعهد بحثي لا أكثر ولا أقل وتقوم بخصم20% من إيراداته بشكل دوري رغم انها مدينة له بنحو16 مليون جنيه, وفي ظل ان المعهد يقوم بعلاج الحالات الوافدة له إما من خلال التأمين الصحي أو العلاج علي نفقة الدولة والذي في الغالب يتأخر كثيرا مما يسبب غالبا في انتكاسة للمريض قد تصل لوفاته, وما أكثر مثل هذه الحالات بمعهد الكبد بالمنوفية فإن هذا المعهد لايمتلك ما يجعله يسد كل هذه الاحتياجات وعلي رأسها علاج المواطن الغلبان الذي لاحول له ولا قوة والذي لا يملك الا انتظار العلاج.. أو الموت. والمثير للدهشة ان هذا المكان مجهز علي اعلي مستوي من حيث الكوادر الطبيةالمتخصصة, ولكنه يفتقر لأبسط المقومات من ناحية الاجهزة والمعدات والتمويل ايضا لإجراء مثل هذه العمليات وخاصة ان تكلفتها عالية جدا, ولا يقدر عليها البسطاء. و يضيف د. سلامة أن كما هناك فقرا في المعدات والاجهزة والدواء الذي يعاني نقصا شديدا, فهناك ايضا فقر دم, حيث ان ندرة التمويل امام التكاليف الباهظة التي يتكبدها المعهد قد طالت أكياس الدم الموجودة بالمستشفي, فبالفعل توجد ازمة حقيقية في عدم توافر العديد من فصائل الدم المختلفة التي تعد العنصر الاول والاساسي في عمليات زراعة الكبد!! فكيف تسير الامور إذن في معهد بهذا الحجم وهذه الامكانات البشرية الرائعة وملايين المرضي؟.. في الوقت الذي لا يجد فيه التحويل والدعم اللازم لمواجهة هذه الازمات سواء من وزارة الصحة أو من رجال الاعمال او من اي مواطن يشعر بالآم هؤلاء؟!. يبقي ان نقول ان المرض هو المرض.. والألم هو الألم.. وربما يتضاعف, خاصة وأن مرض الكبد يعد أكثر الأمراض فتكا بأصحابه, حيث غالبا ما يكتشفونه متأخرا, ويحتاجون وقتها إلي فحوصات واشاعات وتحاليل وربما عمليات بمستلزماتها, وبالتالي إلي عدد كاف من الأسرة يحتضن المرضي الذين يظلون بالمعهد لفترات طويلة تحت طائلة العلاج. ولم يغفل استاذ الكبد أنه من الخسارة الكبيرة والفادحة أنه يوجد في بلادنا صرح عظيم كهذا المعهد بطاقات وإمكانات مهددة لا يستفاد منها علي نحو جيد في سلسلة الطاقات المهدرة في مختلف الاماكن والجهات.. لذا ننأشد كل المسئولين وأصحاب الكلمة في هذا البلد, وأيضا رجال الاعمال والقادرين التكاتف معا.. ومن ناحية أخري نناشد الجميع التبرع علي حساب309006447002 بنك الاسكندرية فرع شبين الكوم لهذا الصرح لكي يستطيع القائمون عليه استكمال حلمهم الجديد في المبني الذي توقف استكماله لنقص السيولة حيث يحتاج إلي250 مليون جنيه وسيكون هذا المبني بمثابة طوق النجاه للقضاء علي قوائم الانتظار بالمعهد, ورفع المعاناة عن كاهل مرضي الكبد في مصر..