حالة استقطاب من نوع جديد تسيطر علي المشهد السياسي حيث يتبادل قطبا المشهد شن حملات إعلامية, وكل فريق يسعي من خلال حملته لنزع الشرعية عن الآخر ففي الوقت الذي تكسب فيه حملة تمرد أرضية جديدة عبر المحافظات التي تنتقل إليها لجمع15 مليون توقيع لنزع الشرعية عن الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة, وهي دعوة تفتقد الأسانيد القانونية والسياسية, أطلقت الجماعة الإسلامية حملة مضادة تجرد للدعوة لتأكيد شرعية الرئيس المنتخب لجمع ملايين الأصوات المؤيدة لأن يكمل فترته الرئاسية. فحسب تقديرات حملة تمرد بلغ عدد المؤيدين مليونين و29 ألف مؤيد, خلال العشرة أيام الماضية, حيث أكد محمد عبدالعزيز عضو مؤسس الحملة وجود إرادة شعبية للتغيير وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة نظرا لما وصفه بفشل النظام الحالي في تحقيق وعوده طوال الشهور الماضية, وكشف عن تفاصيل الحملة, حيث جاءت القاهرة في المرتبة الأولي بجمع700 ألف توقيع, تليها الغربية200 ألف, والدقهلية195 ألفا, والشرقية100 ألف, والجيزة85 ألفا, ودمياط50 ألفا, وسوهاج40 ألفا, وكفر الشيخ16 ألفا, والسويس10 آلاف. قال محمود بدر مؤسس الحملة إن تلك النتائج دفعت منظمة الحملة لعقد مجموعة من المؤتمرات الجماهيرية داخل المحافظات للتوعية بغايات الحملة للمواطن البسيط. علي الجانب الآخر, أطلق الشيخ عاصم عبدالماجد عضو شوري الجماعة الإسلامية حملة مضادة تجرد خلال مؤتمر عقدته الجماعة وحزب البناء والتنمية مساء أمس الأول بمحافظة قنا, ودعا المواطنين لتوقيع استثماراتها لدعم وتأييد الرئيس المنتخب واستكمال ولايته الدستورية, بالتزامن مع إطلاق قناة فضائية الأنصار ذات توجه إسلامي للدفاع عن الرئيس والشرعية المنتخبة تجاه ما أسماه حملة قنوات الفلول التي تحلم بعودة النظام السابق. وعن تجرد قال عبدالماجد إنها ليست وليدة الأمس, بل أطلقت قبل أشهر بالتعاون مع هيئة الأنصار, موضحا معناها في أن يتجرد المصريون والقوي السياسية من جميع الخلافات والاحقاد, وتتركها جانبا من أجل العمل لصالح مصر, وأكد أنه حتي لو كانت هناك خلافات مع الرئيس, فلابد أن نتركها حفاظا علي الدولة, وتجنيبا للفوضي وحقنا لدماء المصريين, مشيرا الي ان الحملة جمعت منذ أطلقها أمس300 توقيع, فضلا عن إنشاء موقع الكتروني وحساب علي فيسبوك لتلقي توقيعات المؤيدين لها, ونوه الي انه حتي الآن لم تعلن أي قوة أو حزب سياسي الانضمام للحملة. إلا أن خالد الشريف المتحدث باسم حزب البناء والتنمية نفي وقوف الحزب وراء الحملة وقال: لا الحزب ولا الجماعة الإسلامية أطلقا حملة تجرد, وأنها مجرد جهود شخصية للشيخ عاصم عبدالماجد, وأن الحزب والجماعة يرفضان الرد علي الفوضي بالفوضي, واصفا حملة تمرد بعمل يرسخ الفوض في المجتمع, وداعيا الجميع لترسيخ الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة. من جهته أكد الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين أن فكرة تجرد لم تناقش بشكل رسمي داخل الجماعة, وأن فكرة جمع التوقيعات سواء المؤيدة والمعارضة غير دستورية أو قانونية, ودعا للانشغال بالعمل الذي يخرج مصر من أزماتها الراهنة وليس جمع التوقيعات. فيما أكد عبدالظاهر مفيد أمين التثقيف بحزب الحرية والعدالة أن الحملة جهد مشكور, إلا أن الأولي وضع هذا الجهد في سياق العمل الذي يرتقي بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, ودعا للانتقال من حال المواجهة والاستقطاب السياسي الي الالتزام بالمعايير الخاصة بالممارسة السياسية المتفق عليها.