المعادلة تبدو غريبة في تركيبتها.. مسابقة ضعيفة.. وجمهور خارج المشهد.. ورغم ذلك جري الاستغناء عن11 مدربا من بين اندية الدوري الممتاز حتي الان هذا الموسم.. الأسباب مختلفة في كل حالة.. البعض رحل لدواع مالية.. البعض الاخر نزولا علي رغبة الالتراس.. وثالث حزم حقائبه بعد ان ساءت النتائج.. وما بين كل هذه الحجج تلوح في الافق ظاهرة فريدة وغريبة في الوسط الكروي المصري تجعله يدخل موسوعة جينيس للارقام القياسية في عدد المدربين االمغضوب عليهم ز في تاريخ البطولة. لم يختلف الحال بالنسبة لقرار الاستقالة او الاقالة لهؤلاء المدربين سواء كانوا من اهل القمة او القاع.. الكل تساوي في هذه البقعة السوداء من مشوار المسابقة ونال نصيبه الكافي منها, بداية من الاهلي حامل اللقب مرورا بالاسماعيلي وطلائع الجيش والاتحاد والمقاولون العرب وانهاء بوادي دجلة والمحلة.. المحصلة في النهاية توقفت حتي الان عند الرقم11 لكن لا يزال في عمر المسابقة اسابيع أخري ربما تحمل بين طياتها المزيد من التغييرات, وترفع حصة دورينا الي رقم آخر قياسي. رغم ان البدري أحدث الراحلين من قائمة المدربين المسجلين في لائحة الدوري, الا ان رحيله كان صاحب الصوت العالي بين الاخرين ليس فقط لانه كان المدير الفني لحامل اللقب المحلي والافريقي, ولكن ايضا للملابسات التي احاطت بقرار عدم استمراره وتعاقده دون سابق انذار مع اهلي طرابلس الليبي لمدة عام في مغامرة جديدة للجزار داخل القارة السمراء بعد تجربته السابقة مع المريخ السوداني والتي كللها باللقب المحلي للفريق بعد غياب. ومع ان البعض تفنن في تفسير اسباب رحيل البدري عن القلعة الحمراء وحصرها بدرجة كبيرة في الجانب المادي وحصوله علي مقابل وصفه البعض بالخرافي, الا ان الشواهد تقول انه اذا كان الجزار اخطأ في عدم حسم قرار عدم الاستمرار مع الاهلي مبكرا.. الا انه كانت لديه بعض الاعذار القهرية التي دفعته للاقدام علي هذه الخطوة في مقدمتها ظروفه الاسرية, وعدم قدرته علي توفير الوقت اللازم للبقاء معها في كندا لتوالي بطولات الاهلي.. بالاضافة بالطبع الي خوفه من المستقبل نظرا لقدوم مجلس ادارة جديد في الانتخابات المقبلة وعدم قيام لجنة الكرة بدعم صفوف الفريق بالشكل الذي يعينه علي المنافسة بقوة سواء محليا او افريقيا. واذا كان رحيل البدري كان برغبته فان ما حدث مع صبري المنياوي المدير الفني السابق للاسماعيلي كان مفاجأة بجميع المقاييس.. فقد تعرض المنياوي لصفعة غير متوقعة من مجلس الادارة فعلي الرغم من عدم حصوله علي راتبه لمدة اكثر من شهرين ونجاحه في الصعود بالفريق إلي دور ال16 الثاني لكأس الاتحاد الافريقي( الكونفيدرالية) بالاضافة الي ضمانه مقعدا في التصفية النهائية من الدوري, الا ان قرار اقالته كان جاهزا بعد مباراة الاياب امام اهلي شندي السوداني في الكونفيدرالية, وتعيين محمد وهبة بدلا منه في غمضة عين, وان كانت المفارقة ان المدرب السابق للدراويش طلب من قبل اعفاءه من منصبه الا ان المجلس تمسك به ليطيح به بعد ذلك في ظروف غامضة. ولم يكن زعيم الثغر الاتحاد الاسكندري بعيدا عن هذه المأساة التراجيدية, ولكن الموقف هذه المرة كان بأمر الالتراس.. فبعد الاستغناء عن أحمد ساري لسوء النتائج تعيين البرازيلي كليبر بدلا منه.. بدأ الحديث حاليا يدور داخل اروقة النادي حول احتمال عدم بقائه بحجة سوء النتائج, علي الرغم من انه لم يبق في منصبه حتي الآن سوي اسابيع قليلة. ودخل غزل المحلة دائرة تغيير جلد المدربين في هذا التوقيت المبكر ايضا, فبعد ان حقق ابناء الغربية نتائج طيبة تحت قيادة المدير الفني ابراهيم يوسف تعثروا في مباراة واخري.. مما منح للالتراس الفرصة لفرضه وصايتهم علي الادارة دون وجه حق, وتبدأ المطالبة بضرورة اقصاء يوسف ورفاقه في الجهاز وبعد شد وجذب وخروج عن النص من الالتراس يتم التضحية بالاخير وتعيين عبد اللطيف الدوماني بدلا منه, وان كانت النتائج كما هي دون تغيير كبير.. ويبدو ان هناك تغييرا آخر قادما في الطريق. ولم يبتعد مصر المقاصة عن نفس الدائرة كثيرا.. فبعد رحيل طارق يحيي وجهازه الي هجر السعودي والاستعانة بالمدرب الشاب محمد عبدالجليل إلا ان الاخير لم يكن علي مستوي طموحات الادارة التي اسرعت للتعاقد مع التوأم حسام وابراهيم حسن لقيادة الفريق املا في تحسين مسيرته وتصحيح طريقه في المسابقة, ولكن حتي الآن لا يزال المقاصة يسير علي سطر ويترك الآخر دون ان يتمكن من استعادة سابق قوته وبريقه. ويبدو أن مسئولي بتروجت يعتبرون مختار مختار تميمة الحظ والسعادة لناديهم.. فبعد التعاقد مع رمضان السيد في بداية الموسم وتحقيقه نتائج لا بأس بها, لم يكن هناك مفر من التضحية به بعد اكثر من تعثر في الاسابيع الماضية, والعودة من جديد الي مختار الذي كان بالفعل قدم السعد علي الفريق البترولي وقاده لتحقيق فوز كبير وتاريخي علي الزمالك حرمه من خلاله من مواصلة أرقامه القياسية في المسابقة. وانضم الانتاج الحربي الي قائمة المجددين في جهازهم التدريبي مبكرا للغاية, البداية كانت مع اسامة عرابي الذي حاول كثيرا ان ينطلق بالفريق إلي آفاق واسعة من الانتصارات, ولكن عدم التوفيق لازمه بشكل غريب.. ويبدو انه كان في حاجة لدعم صفوفه بأكثر من لاعب قبل انطلاق الموسم لتكون النتيجة الطبيعية في النهاية الاستغناء عن خدماته والاستعانة باسماعيل يوسف تيجانا الكرة المصرية الذي لا يزال يتلعثم مع الفريق. ولحق طلائع الجيش بقرينه الانتاج في عملية الاحلال والتجديد في منتصف الموسم تقريبا, فلم يصمد عبد الناصر محمد طويلا مع الفريق في ظل التراجع الواضح في النتائج, لتتعاقد الادارة علي الفور مع عماد سليمان مدرب الاسماعيلي الاسبق والذي يحاول من اسبوع لاخر تعديل المسيرة والخروج من عنق الزجاجة قبل فوات الاوان. ولم يجد المقاولون العرب سبيلا سوي الاستغناء عن خدمات محمد عبد السميع بعد انحدار اداء ونتائج الفريق بشكل رهيب, والاستعانة بمحمد رضوان في الولاية الثالثة له تقريبا مع ذئاب الجبل, وقد توصل رضوان الي التركيبة السحرية التي اعادت للفريق توازنه بعد سكرات الهبوط المطاردة له علي مدار الاسابيع الماضية ووضعه الي حد كبير علي طريق الانتصارات بشكل لافت. وحرص الجونة علي فض الاشتباك مع المدير الفني المخضرم أنور سلامة بعد سلسلة خلافاته مع اللاعبين من جانب, وسوء النتائج من جانب آخر في هدوء, وانفصل الطرفان دون صدام وتعاقدت الادارة مع الالماني راينر تسوبيل المدير الفني الاسبق للاهلي, والعائد بذكريات الماضي الجميل مع الشياطين وان كانت مهمته كما كشفت عنها المباريات الاخيرة لن تكون سهلة خاصة في ظل عدم المامه بشكل كامل بإمكانيات لاعبيه. ولجأ وادي دجلة الي هاني رمزي للخروج من نفق النتائج السيئة خلفا لمحمد جمال الذي لم يتمكن من إثبات وجوده وسط الكبار, وإن كان رمزي لم يقدم حتي الان شيئا ملموسا في مسيرة الفريق الذي لا يزال يعاني من شبح الهبوط.