فتحت تحقيقات المباحث الفيدرالية الأمريكية الأخيرة, مع كاثرين راسل, أرملة المشتبه به في تفجيرات بوسطن بالولاياتالمتحدة, الكثير من الأسئلة والتكهنات حول ما إذا كانت, علي علم بما كان يخطط له زوجها, وهل شاركته تنفيذ مخططاته, وهل يمكن أن تكون واحدة ضمن ما بات يعرف بأنه نمط جديد من الجهاديات الأمريكيات, الذي كان قد بدأ يثير انتباه السلطات الامريكية, خاصة بعد القبض عام2010 علي كولين لاروز, التي لقبت نفسها ب الجهادية جين وقيل إنها تابعة لتنظيم القاعدة؟ وهل هناك تزايد لما رصده مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية مؤخرا, من توظيف المرأة الامريكية لتكون وجها جديدا وبعيدا عن الشكوك للجماعات التي تدعو للجهاد الإسلامي العالمي؟ كانت كاثرين راسيل24 عاما, أرملة تامرلان تسارناييف, المشتبه في كونه المخطط الرئيس لتفجيرات بوسطن الأخيرة في الولاياتالمتحدة, قد تعرضت لسلسة من التحقيقات المكثفة, بعد ان عثرت سلطات التحقيق علي مواد إسلامية تدعو للتطرف والجهاد ونسخة الكترونية من مجلة إنسباير الإلهام التي يعتقد أنها تعود الي تنظيم القاعدة علي جهاز الكمبيوتر الخاص بها, وبقايا لمتفجرات في جميع أنحاء منزلها, وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت أن الملفات التي وجدت علي القرص الصلب, تتناقض مع ما سبق أن أعلنته الأرملة الشابة من قبل, بأن لا علم لها مطلقا بما كان يخطط له زوجها, أو أنشطته التي أدرجت بالإرهابية, في حين ذكر تقرير للسي إن إن, يؤكد عثور جهات التحقيق علي بقايا متفجرات في بالوعة مطبخها وحوض الاستحمام في منزلها بمدينة ماساشوستس, الا ان نفس السلطات كانت قد أعلنت أن الحمض النووي وبصمات الاصابع التي وجدت علي وعاء الطهي المستخدم في تصنيع المتفجرات, يعود لسيدة, لكنها ليست كاثرين, مما جعلهم يفرجون عنها ويضعونها تحت المراقبة, لتشككهم في أنها ساهمت بشكل أو بآخر في انشطة تصنيع القنبلة التي استخدمها تامرلان تسارناييف مع شقيقه الأصغر جوهر19 عاما, خاصة أن الأخير, المعتقل حاليا, كان قد اعترف بتصنيع القنبلة ومواد اخري متفجرة في منزل شقيقه وزوجته. ومنذ أن أعلن التحقيق مع كاثرين, لم تتوقف وسائل الإعلام الغربية عن إلقاء الكثير من الاسئلة حول الفتاة, التي كانت حتي وقت قريب تبدو وكأنها غير مرئية بالنسبة لمن حولها, خاصة بعد زواجها من تامرلان, قبل أربع سنوات, وتركزت التساؤلات بصفة خاصة, عن كيفية تحول الأبنة الكبري لطبيب الطوارئ الأمريكي وارن راسل, ووالدتها المتخصصة بالرعاية الصحية, التي كانت تجسيدا حيا لحيوية الفتاة الأمريكية صاحبة الأحلام العريضة, والمتجذرة في قيم الاعتدال الخاصة بأسرتها, إلي أرملة إرهابي, أعاد للذهن الأمريكي هلعه الساكن من الإرهاب, وفقا لصديقات كاثرين السابقات في المدرسة الثانوية, كانت الفتاة قد تعرضت لعملية غسل دماغ عندما التقت الشاب الشيشاني, تامرلان تسارناييف, الذي كان قد جاء الي الولاياتالمتحدة منذ وقت قليل, هاربا من الأوضاع المضطربة في وطنه, وقتها كانت طالبة بجامعة ببوسطن, وكان هو رياضيا وملاكما واعدا, لم تمر سوي فترة قصيرة قبل ان تنعزل كاثرين عن حياتها السابقة وتسير كالمسحورة وراء الفتي الشيشاني المسلم, تركت دراستها بالجامعة عام2010, وتخلت عن حلمها بالعمل في منظمات السلام العالمي, ولم يثنيها معرفتها بالقبض علي فتاها من قبل في حادث عنف, عن اكمال مشوارها معه, سرعان ما اعتنقت الإسلام, وتزوجته وسكنا في منزل صغير في ماستشوستس, ثم انجبت له ابنته زهرة, ثلاثة اعوام الآن, خلال سنوات زواجها, كانت قد انقطعت عن أصدقائها القدامي, تماما كما انقطعت عن تحقيق أحلامها, وتقريبا عن شقيقتيها وأسرتها, وانغمست تماما مع زوجها في حياة مختلفة تماما, حتي نسيها الجميع, إلي أن هزتهم المفاجأة الهائلة التي لم يتوقعها احد. لقد لفت عدد, وإن كان قليلا من النساء الأمريكيات المعتنقات للدين الإسلامي, انتباه سلطات التحقيق والامن القومي الأمريكي وقوات مكافحة الإرهاب, خاصة بعد القبض علي الجهادية جين أو كولين لاروز في أكتوبر2009 بمنزلها في ضواحي فيلادلفيا, والتحقيق معها في مارس2010. كانت السيدة الشقراء صاحبة العيون الخضراء, لاروز, سيدة امريكية عادية تتميز بالنشاط وخفة الدم, فيما بعد عندما حقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في نشاطها علي الانترنت, وجد انها كتبت عبر بريدها الالكتروني لبعض الأشخاص, أن مظهرها الأمريكي يساعدها علي الانسجام مع الاخرين ببساطة ولا يمكن ابدا التشكك من نواياها, وإنها سوف تستخدم هذا المظهر إضافة إلي جواز سفرها الأمريكي لتحقيق ما تحلم به, وهو تنفيذ عمليات جهادية عنيفة في جنوب اسيا واوروبا. كانت لاروز أو فاطمة روز( اسمها بعد اسلامها) قد تزوجت أيضا في اغسطس2009 من احد الإسلاميين الراديكاليين, حتي تسهل له مهمة الدخول الي اوروبا, وهو ما يعتقد خبراء مكافحة الارهاب, انه الوسيلة الجديدة لإدخال المتطرفين الإسلاميين إلي أوروبا وأمريكا, بعد التشديد الكبير في دخولهم عقب احداث11 سبتمبر, حيث يتم الوصول إلي سيدات امريكيات عبر شبكات التواصل الاجتماعي, واقناعهن بالزواج, واعتناق الإسلام, ومن ثم تسهيل مهمة دخولهم الي الولاياتالمتحدة, او لقائهن في أحد الدول الاوروبية, لإتمام الزواج ومن ثمة تسهيل مهمة دخولهم, في السنوات الاخيرة تضاعف عدد النساء الامريكيات المتهمات بالتورط في انشطة ارهابية, سواء بتوفير الأموال والمساعدات المادية إلي اعضاء في خلايا ارهابية بعضها تابع للقاعدة واخري تابعة لمنظمات مثل حزب الله وغيرها من المنظمات والجمعيات الاسلامية, حتي ان وزير العدل الامريكي السابق قال, ان هذا يزيل من اذهاننا كل الافكار الراسخة التي تجعلنا نحدد الارهابي علي اساس مظهره, الآن لم تعد القضية كذلك. لكن الواقع انه لم يتم سجن سوي سيدتين أمريكيتين فقط فيما يتعلق بهذه الانشطة, الجهادية جين سجنت مدي الحياة وغرامة مليون دولار, وقبلها المحامية لين ستيورات77 عاما, التي كانت قد ادينت لمساعدتها السجين المصري الاعمي, الشيخ عمر عبد الرحمن, في التواصل مع اتباعه, وقد حكم عليها بالسجن لمدة10 اعوام وذلك في.2010 ويبقي القول أن دخول الجهاديات الي التنظيمات المتطرفة ليس بجديد, فقط اكدت قوات مكافحة الارهاب الامريكية, أن هناك نشاطا متزايدا من قبل المنظمات التي تصفها الولايات بالارهابية, بتوزيع مواد لتشجيع النساء علي الانضمام لانشطة تلك المنظمات, وهي مواد دعائية, خاصة عبر شبكة الانترنت, تعمل علي الوصول الي بعض السيدات, وتذكيرهن بدورهن في انتاج جيل جديد من المجاهدين.