جاء اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وفد الجامعة العربية الذي عقد أمس الأول في بلير هاوس بواشنطن ليؤكد أن الصراع السياسي الذي يؤجج الخلاف الشديد بين مختلف القوي السياسية وأدي إلي انهيار الاقتصاد المصري هو نتيجة الصراعات الدينية والسياسية بين عدد من الأنظمة العربية التي استغلت حالة الانفلات الأمني وارتماء القوي السياسية في أحضانها لهثا وراء أموالها لتتخذ من مصر مسرحا لمحاولة حسم الصراع بينها. فقد كشفت التقارير الصحفية والسياسية عن الجهود التي قام بها مسئولو البيت الأبيض لكسر حدة الخلاف بين حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بعد أن كشف المسئولون الأمريكيون النقاب عن أن هناك معسكرين متضادين يقودان الصراع المشتعل في دول الربيع العربي, المعسكر الأول تقوده قطر وتركيا لدعم التيار الإسلامي في مصر وتونس وليبيا وسوريا, في مواجهة المعسكر الآخر الذي تقوده الأسر الحاكمة السنية بقيادة السعودية والإمارات والأردن وهي ضد الإخوان المسلمين ولهذا تسعي لعدم استقرار البلاد التي تولي الإخوان فيها الحكم. وأكد المسئولون الأمريكيون أن ذلك الصراع أكثر وضوحا في مصرحيث قدمت قطردعما للاقتصاد المصري يبلغ8 مليارات دولار علي مدي أكثر من عامين منذ ثورة25 يناير في حين امتنعت السعودية والإمارات عن تقديم أي منح أو استثمارات مالية لدعم الحكومة المصرية التي يقودها الإخوان. أرجو من الشعب المصري أن يتنبه لما يحاق له, وألا ينخدع بالشعارات الرنانة لأي تيار سياسي أو ديني, فللأسف الكل يبحث عن مصالحه الخاصة وإرضاء ولي نعمته, ومصر هي آخر شيء يفكرون فيه, ولتأخذوا العبرة من المسئولين الأمريكيين فهم لم يكشفوا المستور إلا من أجل محاولة تنقية الأجواء في الشرق الأوسط لحشد الدعم لاستئناف مباحثات السلام بين العرب وإسرائيل وليس حبا في أي تيار سياسي أو ديني. لمزيد من مقالات ممدوح شعبان