ماذا تفعل حينما تري ثمرة مشروعك الذي تكلف الكثير من المال والجهد قد اغتصب منك عنوة ويباع امامك علي الأرصفة بل مجانا علي الانترنت.. وأخيرا يعرض في عدد من القنوات الفضائية مجهولة الهوية..! ولا أحد يتحرك من الدولة التي أخذت ضرائبها مسبقا عن هذا المشروع؟ بالطبع سوف تصاب بالقهر وتفكر مرات عديدة قبل الدخول في مشروع جديد.. وغالبا لن تدخله مرة أخري.. هذا ما يحدث مع الأفلام السينمائية المصرية.. وهو ما كبد صناعة السينما العديد من الخسائر.. في عام0102 وبالتحديد في مهرجان القاهرة السينمائي اقيمت ندوة حول قرصنة الأفلام وكانت بعنوان تأثير قرصنة الأفلام علي صناعة السينما بحضور عزت أبو عوف رئيس المهرجان ومنيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما وادارتها سعاد يونس بصفتها منتجة التي قالت: نحن نسرق جهرا بسبب تطور التكنولوجيا وحقوقنا تغتصب كل دقيقة دون وجود رادع أو عقاب للقراصنة.. وكان في الندوة آن دومنيك رئيس جمعية المنتجين بفرنسا ورئيس منظمة الاتحاد الدولي, التي قالت ان صناعة السينما من القطاعات المكلفة جدا والفيلم الذي يتكلف الملايين يصبح بعد القرصنة بلا قيمة وأضاف رئيس رابطة السينما الهندية لاكسي نانا ان القرصنة اصبحت وباء عصريا وهي سرقة ومحرمة في كل الأديان.. ونحن نضيف أنها خراب للاقتصاد.. وبعد هذه السنوات لم يتخذ ضدها أي رد فعل يحمي أو يمنع هذه السرقة.. ولم نجد رادعا لهؤلاء القراصنة معدومي الضمير اللصوص الذين بدأوا بسرقة الفيلم من دور العرض مستخدمين الكاميرات ثم تطور الآن بسرقته من غرف صناعة الفيلم نفسه سواء من قسم المونتاج أو الصوت ثم رفعه علي النت ليكسب هذا اللص المتخلف خمسين دولارا.. نظير الاعلانات علي الصفحة التي عليها الفيلم.. ايضا تباع هذه الأفلام علي الأرصفة جهارا نهارا وهي مسروقة من السينما بنسخ رديئة والبوليس لا يتحرك.. كانت صناعة السينما تشارك في الاقتصاد بجانب زراعة القطن المصري.. انتهي القطن والسينما في الطريق. ملحوظة: فيلم سمير أبوالنيل آخر أفلام أحمد مكي الذي بدأ عرضه في السينما الأسبوع الماضي كان متاحا للعرض علي النت قبل نزوله السينما مفاجأة.. طبعا بعد كل هذه السنوات لابد من المفاجأة.