فقد الإنسان لبصره ليس نهاية الحياة.. هذه حقيقة نراها كل يوم بأعيننا عندما نشاهد قصة نجاح, ويؤكدها اليوم باسم نبوي حسن عرفه, الطالب المجتهد الذي فقد بصره وعمره 4 أشهر . وأكمل مشوار حياته متحديا الجميع, وتفوق في دراسته حتي تخرج في كلية الآداب قسم التاريخ بتقدير عام جيد جدا, ولكن جامعة طنطا حرمته من التعيين معيدا بقسم التاريخ. يقول باسم: فقدت بصري وأنا عمري4 أشهر, ورضيت أسرتي بقضاء الله وقدره, وحاول والدي تعويضي عن حرماني من نعمة البصر, فكان دائم التواجد معي وتشجيعي في كل شئ أقدم عليه, تفوقت في دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوية, حتي وصلت إلي مرحلة الجامعة, ودخلت كلية الآداب بجامعة طنطا قسم التاريخ, وتفوقت طوال سنوات دراستي بالكلية, وحصلت علي تقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف, وترتيبي كان الأول علي القسم, ورغم ذلك لم يتم تعييني معيدا بالكلية. ويضيف: لقد واجهت صعوبات كثيرة في أثناء فترة الدراسة متمثلة في طريقة مذاكرة المواد مقارنة بزملائي الأصحاء, ومع ذلك حرصت علي تخطي كل العقبات من أجل تحقيق هدف التفوق والتعيين معيدا بالكلية, وواصلت الليل بالنهار من أجل تحصيل دروسي, وكنت أذاكر عن طريق شرائط الكاسيت المسجلة بما تحتويه من صعوبات تتمثل في قطع الشريط أو تلفه, ومع ذلك وفقني الله وتمكنت من التفوق طوال السنوات الأربع, وبعد طول انتظار لأفرح نفسي وأسرتي التي تعبت معي كثيرا أفاجئ بتعنت إدارة الجامعة في تطبيق اللوائح, حيث إنني لم أتمكن من التعيين معيدا في القسم بسبب عدم رغبة رئيس القسم في طلب تعيين معيدين وبسبب اللائحة الظالمة. ويتساءل باسم: هل يعقل أن يتم تعيين الأول والثاني معيدين في كل قسم من خريجي جامعة الأزهر بناء علي قرار رئيس مجلس الوزراء, ويترك الأول علي القسم في الجامعات الأخري؟ فأي ظلم هذا؟ وهل التفوق الذي حققه رغم ظروفي الخاصة والصعوبات التي واجهتني في تناول المواد العلمية تكون نتيجته لا شئ, ويساوي صفرا؟ ويكمل باسم: عندما سألت عن حرماني من التعيين ضمن ال20 الأوائل علي الكلية فوجئت بأن تعليمات الحكومة بشأن ترتيب أوائل الخريجين في الجامعة طبقا لقرار رئيس مجلس الوزراء وجدت أن الترتيب يتم علي مستوي الكلية بشكل عام دون مراعاة للترتيب داخل الأقسام رغم تنوع تلك الأقسام واختلاف ظروف كل قسم عن الأخر ابتداء من اختلاف أعضاء هيئة التدريس إلي اختلاف المحتوي العلمي وصولا إلي اختلاف طريقة الامتحان من قسم لأخر وأيضا اختلاف طريقة التصحيح مما ينتج عنه اختلاف في مستوي التقديرات, ومعأ إنني الأول علي قسم التاريخ فقد تم ترتيبي24 علي الكلية في حين أن هناك قسمين آخيان مرتب فيها من الأول إلي الثامن في العشرين الأوائل وهو ما لا يحقق العدالة وتكافؤ الفرص بين المتفوقين علميا. ويختتم باسم كلامه قائلا: إنني قد وقع علي ظلم شديد, وأطالب وزير التعليم العالي- الذي ذهبت إليه وطرقت بابه أكثر من مرة- برفع الظلم عني والتدخل لتعييني معيدا بقسم التاريخ, لأن ذلك يرسخ مبدأ تحقيق العدالة وأعطاء كل ذي حق حقه, حتي لا يضيع تعبي ومجهودي وتعب أسرتي هباء.