لم تعد آثار التقشف مرتبطة بالكساد أو عجز الموازنة فقط, وإنما تجاوزتهما إلي تدمير صحة الإنسان, حيث تصيبه بالاكتئاب, أو تدفعه إلي الانتحار. هذه الحقيقة خلاصة أبحاث استمرت عشر سنوات, للأستاذين ديفيد ستكلر بجامعة أوكسفورد البريطانية, وسانجي ياسو بجامعة ستانفورد الأمريكية, وأكدت النتائج التأثير السيئ للتقشف علي الصحة بشكل خطير. ويقول الباحثان في كتاب سينشر هذا الأسبوع إنه تم تشخيص عشرة آلاف حالة انتحار, ونحو مليون حالة اكتئاب خلال الكساد العظيم في أوروبا وأمريكا الشمالية, وما ترتب علي ذلك من إجراءات تقشفية. وفي السياق نفسه, لم يستطع5 ملايين أمريكي الحصول علي الرعاية الصحية خلال حالة الركود, بينما دفع التقشف الحكومي في بريطانيا عشرة آلاف عائلة إلي التشرد. ويستدرك الباحثان, أن الآثار السلبية علي الصحة ليست أمرا حتميا, بل يمكن تفادي تحول الأزمات المالية إذا أرادت الحكومات ذلك, أسوة بما حدث في السويد, التي تراجع الانتحار بها برغم ارتفاع البطالة.