خيوط كثيرة تقطعت في العلاقات بين مصر وروسيا الاتحاد السوفيتي سابقا طوال السنوات الماضية. ولا شك ان هناك ما هو أكثر من العتاب لدي الروس تجاه المصريين لأنهم لم يكونوا علي قدر من الوفاء لسنوات طويلة من التعاون في كل المجالات..بعيدا عن إخواننا الشيوعيين المصريين ومنهم أشخاص نحترمهم كثيرا وإحساسهم بالمرارة لما انتهت إليه العلاقة بين البلدين, إلا ان التاريخ يقول ان الروس وقفوا معنا سنوات طويلة وشاركوا في بناء مؤسسات كثيرة في مصر..كان الروس يستحقون معاملة أفضل من كل ما حدث لهم في مصر, لقد شاركوا في بناء السد العالي اهم مشروع اقتصادي سياسي, اجتماعي في مصر الحديثة.. وشاركوا في بناء الجيش المصري وقدموا السلاح والذخيرة في موقف يحسب لهم تاريخيا ووقفوا مع مصر في المحافل الدولية حين تخلي الغرب عنها فقدموا المساعدات والقروض وكانت سفن القمح الروسية تغير مسارها في البحر لتصل الي ميناء الأسكندرية دعما لمواقف مصر واحتياجات شعبها في الظروف الصعبة..وفي مصر ايضا عشرات المشروعات التي قام الروس بتمويلها وإنشائها وقد انتهت كل هذه الصفحات التي تركت الكثير من المرارة لدي الروس.. ومع سقوط الاتحاد السوفيتي سقطت اشياء كثيرة في مصر.. تراجعت علاقات تاريخية مع شعب شارك في بناء مصر في مرحلة مهمة من تاريخنا الحديث..وسقطت احلام عدد من العقول المصرية النبيلة في مجتمع اكثر عدالة من رموز اليسار المصري امثال إسماعيل صبري عبدالله وفؤاد مرسي وامين العالم وعودة وإبراهيم سعد الدين والهلالي وأحمد حمروش وسقطت علاقة سياسية كانت تعطي قدرا من التوازن والاستقلالية في علاقاتها الدولية وقبل هذا كله سقطت علاقات اقتصادية كثيرا ما وقفت معنا وساندتنا.. ولهذا كانت رحلة د.محمد مرسي الي روسيا محاولة لاسترجاع بعض ما ضاع وهو كثير فهل نجحت الزيارة وهل يمكن ان تقدم روسيا لمصر دعما حقيقيا في هذه الظروف الصعبة ام ان ما ضاع ضاع ولن يفيد البكاء علي اللبن المسكوب؟..كانت العلاقات المصرية الروسية في يوم من الأيام مصدرا من مصادر القوة والدعم ولكن الحسابات تغيرت. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة