لم تكن هذه السيدة المنتقبة البسيطة التي توجهت إلي احدي المصالح الحكومية بكفرالشيخ للتعرف علي الشروط والأوراق المطلوبة للحصول علي قرض مالي لإقامة مشروع بسيط أو كشك للانفاق علي أطفالها بعد ان تخلي عنها زوجها وقام بطلاقها. ان يوقعها القدر في يد هذا الموظف الحكومي الذي اعتاد النظر بشراسة وشراهة إلي السيدات اللاتي يدخلن مكتبه خاصة انه مسئول عن صرف قروض المشروعات الصغيرة, التي غالبا ما يلجأ اليها المحتاجون ومحدودو الدخل والارامل والمطلقات نظرا لظروفهن وبدلا من ان يسخر هذا الموظف جهوده لمساعدة المحتاجين خاصة ان الساعي إلي الخير والذي يساعد المحتاجين والأرامل اللاتي يعلن أيتاما كالمجاهد في سبيل الله. إلا أن هذا الموظف سخر جهوده ووقته في البحث عن الملذات المحرمة لاشباع رغباته الغانية, كما سخر وظيفته لاجراء اختبارات أخلاقية لكل سيدة تلجأ اليه للحصول علي قرض مالي بسيط. حيث توجهت هذه السيدة المنتقبة المطلقة التي تعول أربعة أبناء وتعاني الأمرين في الانفاق عليهم بعد ان تخلي والدهم عن مسئولياته للموظف الذئب للحصول علي قرض مالي معلنة استعدادها تقديم جميع الأوراق المطلوبة والمستندات التي تثبت انها محتاجة وظروفها قاسية ولا يوجد لها أي مصدر رزق وكل ذلك من أجل الحصول علي مبلغ القرض الذي قد لايتعدي ثلاثة آلاف جنيه لإقامة كشك يساعدها علي مواجهة أعباء الحياة مع استعدادها تقديم الضمانات الخاصة بالقرض. لم يرحم هذا الموظف ضعف هذه السيدة ولم تشفع لها ظروفها وبدلا من ان ينظر اليها بعين الرحمة والشفقة والعطف ويساعدها علي قضاء مصلحتها الملحة, أخذ ينظر في عينيها نظرة الذئب الحيوانية المفترسة رغم انها منتقبة وكأنه قد عثر علي ضالته في هذه المرأة التي تعاني ظروفا صعبة وقاسية وأخذ يداعبها بكلمات متتابعة حتي يختبرها, وقد تقبلها السيدة المسكينة في البداية علي اعتبار انها مجرد كلمات مجاملة لا تسمن ولا تغني من جوع لموظف فاسد اعتادت علي مقابلة البعض من أمثاله. حتي عندما طلب منها هذا الموظف ضرورة كشف وجهها للتأكد من شخصيتها وفقا للقانون طبقا لبطاقة الرقم القومي كما قال لها, قامت علي حياء برفع النقاب بعد رفضه تنفيذ طلبها بقيام أي زميله له في المصلحة بالاطلاع علي وجهها ورغم تضررها من سابق افعاله. إلا أن هذه السيدة لم تكن تتوقع ما حدث من الموظف بعد ذلك عندما قام من فوق كرسيه محاولا الاقتراب منها فاكتفت بإبعاده وتعنيفه وتهديده بابلاغ رؤسائه في العمل إلا انه قام بايهامها بندمه علي ما حدث وطلب منها احضار الأوراق المطلوبة للحصول علي القرض ووعدها بمساعدتها للحصول عليها. وعادت هذه السيدة اليه في اليوم التالي وقدمت له الأوراق وقام باقناعها بالحصول علي رقم هاتفها المحمول حتي يبلغها بموقف القرض أولا بأول وانصرفت وهي تدعو له. إلا أن هذا الموظف عاد ليحدثها تليفونيا بحجة الاستفسار عن بعض البيانات والتحدث معها عن حياتها الشخصية والخاصة وعاد لاسلوب المداعبة والتمادي في مغازلتها. وكانت الطامة الكبري التي لم تكن تتوقعها هذه السيدة المسكينة عندما وصل الأمر إلي قيام الموظف الذئب بطلب لقائها لإقامة علاقة غير مشروعة في منزلها لضمان موافقته علي حصولها علي القرض؟ وأمام ذلك لم تجد هذه السيدة الأرملة الا التقدم ببلاغ للرقابة الإدارية بناء علي نصيحة احدي صديقاتها التي قامت بحكاية مشكلتها لها حتي تنصحها ماذا تفعل حتي توقف هذا الموظف عند حده خاصة انها وحيدة ليس لها اقارب حتي يتدخل احدهم في الأمر. وفي مقر هيئة الرقابة الإدارية بكفرالشيخ جلست هذه السيدة أمام الضابط تروي له ما حدث لها من هذا الموظف الذئب منعدم الضمير حتي وصل الأمر إلي طلبه إقامة علاقة غير مشروعة معها في منزلها مقابل الموافقة علي صرف مبلغ القرض, حيث طلب منها الضابط مجاراته بمزيد من المكالمات التليفونية التي سيتم تسجيلها له من قبل هيئة الرقابة الإدارية حتي يتم ضبطه متلبسا. وقد دأب الموظف في مكالماته الهاتفية علي مغازلة السيدة بكلمات خارجة معبرا لها عن مدي اعجابه الشديد بها وانه لم يعد يستطيع الانتظار أكثر من ذلك طالبا منها سرعة تحديد موعد لقضاء سهرة حمراء معها في منزلها, فتظاهرت السيدة له بالموافقة علي تلبية رغبته الحيوانية. وتم بالفعل التنسيق مع الرقابة الإدارية وفي الوقت والمكان المحددين حضر الموظف المتهم بعد ان قامت السيدة بمنحه عنوان المنزل الذي كان يعرفه من خلال أوراق الحصول علي القرض, وفتحت له السيدة باب الشقة فدلف اليها وعندما تهيأ لممارسة الفحشاء كما كان يصبو اليه دخل عليه رجال الرقابة الإدارية وتمكن المقدم هشام عطا الله عضو هيئة الرقابة الإدارية من ضبطه واقتياده إلي مقر الهيئة بكفرالشيخ, وبمواجهته بالتسجيلات الصوتية والقبض عليه متلبسا في منزل السيدة اعترف بمحاولته إقامة علاقة غير مشروعة مع السيدة المطلقة مقابل انهاء اجراءات صرف قرض مالي بسيط لها بعد ان أغواه الشيطان وجعله يضل عن طريق الخير ويسلك طريق الشيطان. تم علي الفور تحرير محضر بالواقعة وتدوين اعترافات المتهم والتسجيلات الخاصة بالمكالمات الهاتفية والصور التي تم التقاطها له داخل منزل السيدة, وتم احالته إلي النيابة العامة التي قررت حبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق جددها قاضي المعارضات بمحكمة كفرالشيخ لمدة51 يوما علي ذمة القضية.