اذا كنت واحدا من هؤلاء الذين تراودهم الافكار السلبية باستمرار, او تهاجمهم نوبات الاكتئاب من حين لاخر.. وتشعر بالحرج من فكرة الذهاب الي طبيب نفسي تفرغ امامه ما في جعبتك.. فعليك بالفن. نعم.. العلاج النفسي بالفن الذي تطور علي يد المعالجين الذين يعتمدون منهج العلاج الكلامي. حيث تؤكد الطبيبة النفسية و المعالجة بالفن سوزان رضوان انه وسيلة فعالة لعلاج الاطفال والمدمنين واصحاب الاعاقات السمعية, و بشكل عام كل من يجد صعوبة في التعبير عن نفسه او عن مشاعره بالكلام, و احيانا بمثابة علاج تكميلي بجانب العقاقير الكيميائية في حالات الاكتئاب الحاد.. اي نوع من الفن والابداع الحر يصلح للعلاج, الا ان افضل وسيلة هي الرسم, لذا ستطلب منك سوزان ان تقوم بعمل اكثر من رسم, ومن خلاله يمكنها تحليل ما تعانيه من مشكلات. قد تعتقد ان هذا النوع من العلاج لا يصلح لك اذا كنت لا تجيد الرسم, لكن الامر لا علاقة له بمهاراتك في الرسم, وانما بما يخرج منك بشكل بدائي وتلقائي وبدون تفكير. عندما تتعامل سوزان مع الاطفال تطلب منهم رسم بيت وشجرة وشخص, وبتحليلها تعرف كيف ينظرالطفل لنفسه وللافراد المحيطين به من اسرته واصدقائه, وما أن ينتهي تسأله لماذا قام برسم الشخص بتلك الطريقة, ولماذا رسم نوافذ المنزل بهذا الشكل, وكأنها تتحدث عن الرسم وليس عنه, فيتخلص من الشعور بالحرج..ويتكلم. تلك الطريقة تفلح ايضا مع الازواج, الذين يقومون بالرسم سويا ومن خلال حديثهما تكتشف سوزان المشكلة في علاقتهما, كالتسلط من جانبه,او وجود حواجز,لكن الجميل في الامر انه يأخذ شكلا ممتعا بعيدا عن الحساسيات ومشاعر الحرج او التحفظ. والسؤال.. هل يناسب مثل هذا النوع من العلاج المثقفين اومن يتميزون بمستوي فكري عال, حيث من المفترض انهم قادرون علي ادراك ما بداخلهم والتعبير عنه بالكلام مباشرة؟ تري سوزان انه ليس بالضرورة ان يكونوا قادرين علي التعبير, بل ربما قد يحكي احدهم عن المشكلة التي تؤرقه, لكن في حقيقة الامر هو يحكي ما يراه من وجهة نظره, وليس المشكلة الحقيقية, وقد يقوم بعمل نوع من الرقابة علي عقله وكلامه ومشاعره, فيأتي الرسم ليفضح كل ذلك. تحاول سوزان, وغيرها من المعالجين بالفن, ان يستنتج الشخص المشكلة بمفرده, ويصل الي مرحلة الاستبصار والتصالح مع النفس, وذلك بالاعتماد علي فكرة العلاج السلوكي المعرفي والذي يعني ان السلوك يتاثر بالافكار والمشاعر, وبالتالي لو تغيرت الافكار والمشاعر يتغير السلوك.