اليوم لا يمكن أن ينسي.. لا يمكن أن يمحي من ذاكرة التاريخ في لندن وشم يحمل تاريخا في باريس وشم يحمل نفس التاريخ وفي تل أبيب علامة فارقة أسمها23 ديسمبر في عام يحمل أربعة أرقام التحم الجيش مع شعبه في1965 المصريون ردوا علي العالم بعبارة مازال الكل يرددها: الله أكبر فوق كيد المعتدي... الله للمظلوم خير مؤيد. اليوم عيد النصر لن نحتفل بعرض أو أغنية أو أفلام يأتي والدمعة تطفر والألم يمزق في الأعماق. وسؤال يتردد دون إجابات.. كيف نفوز علي العظمي وفرنسا وإسرائيل, ونعجز أمام اللهو الخفي؟ فزنا لأننا عرفنا يومها من يناصبنا العداء. انتصرنا لأن الجيش والشعب كانوا يومها ايد واحدة. رفعنا راياتنا خفاقة لأننا كنا نستظل يومها بحلم واحد.. حلمنا جميعا بأن نري مصر قوية أبية عظيمة تعتمد علي سواعد أبنائها أولا وثانيا وثالثا وأخيرا. في23ديسمبر ضحكنا كثيرا... وفي23 ديسمبر أيضا نبكي كثيرا.. ضحكنا منذ55 عاما لأننا انتصرنا حين اكتشفنا ذواتنا فحققنا بها النصر.. وبكينا هذا العام لأننا لا نعرف من هو عدونا وفي أي صورة يتخفي وخلف أي جدار يختبيء. اليوم عيد النصر. سنحتفل بك رغم أنف اللهو الخفي. سيقول الأب للابن كيف انتصرنا.. سيضع الابن يده في يد جندي القوات المسلحة.. سيذوب الجسدان في جسد واحد. نفس الرأس ونفس القلب ونفس الأفرول. لن يفتشوا عن اللهو الخفي في القاهرة أو في الاسكندرية أو في بورسعيد. لن يجدوه في أي مكان لانه سيتبخر حين يري شعب مصر وجيش مصر روح واحدة وليس أيد واحدة. في25 يناير سنفني قطعا للنصر سنعيد بناء المحروق مع المتهتك والمهدوم سنحول أنفسنا سجادة حمراء سنستدعي أبطال56لنسير خلفهم. سنقول لنبيل منصور وعسران ومهران شكرا. سنقول لكل شهيد من شهداء الثورة أبدا لن تتلوث نقطة دم بخيانتنا. اليوم23ديسمبر2011 يوم التحدي لن نحتفل بعيد النصر بل نطلق نوبة صحيان. لن نتساءل من أخطأ في حق الآخر. لن أنتظر مبادرة من جندي الميدان سأسعي نحوه سيسعي نحوي سألقي نفسي في أحضان جنود الوطن الأبرار سنعيد بناءك يا وطني في يوم النصر.. في يوم الحب.. وفي لحظة عرفان.