د . رفعت السعيد: الحديث عن وطن حر وشعب غير حر «أگذوبة كبري» في كلمته قال د . رفعت السعيد إننا نحتفل بذكري شهدي عطية جيلاً بعد جيل شيوخا وشبابا وحتي الاطفال، مع مفارقة أن السفاحين دائماً يذهبون إلي «مزبلة التاريخ» لا أحد يستذكرهم، مؤكداً ان الديمقراطية دائما تكون الهدف الاساسي للمناضلين فمن اجلها يضحي الجميع، وهي كانت خيار الشعب لانه لا أمل في أي نجاح دون الديمقراطية فلا عدل بلا ديمقراطية فهي معيار حرية الانسان وابداعه وولائه لوطنه والحديث عن وطن حر وشعب غير حر هو أكذوبة كبري. وأضاف السعيد أن الشعب المصري إذا كان حاضرا في كل شيء لاختلف الأمر ولكنه لم يكن أمراً ناهيا علي قراراته، وأكد أن راياتنا لم تنخفض حتي إذا عذبوا من شاءوا فستظل اجيال قادمة تحتفل بالذكري الستين والسبعين والمائة، فالشهداء لا يرحلون. وتذكر السعيد وجوده مع شهدي عطية في سجن الحضرة بالاسكندرية قبل يوم من ترحيله إلي «أبو زعبل» يحكي حكايات عن جده الذي عاش مائة وعشرة من السنين وابيه الذي يخطو بثبات وبنية قوية نحو الثمانين ثم قوله لهم «انا قاعد علي قلبكم». وأكد السعيد في النهاية قائلاً: اننا سنظل مدينين لشهدي عطية بالاعتذار لاننا غير لائقين بما فعل وقدم ولسنا تلاميذ جيدين، وأن شهدي عطية قائد لاجيال أتت وستأتي ويمكن اعتبارذكراه أداة وأملا ليذكر الجميع اننا مخلصون. فيما قدم رفعت السعيد وسام الحزب لحنان ابنة الشهيد والذي اعتبره وساما يستحقه كل من يقول لا في وجه الطغاة فما قالت حنان انها تأكدت اليوم ان والدها في قلوب الشباب وتلاميذه ايضا وهو ما يسعدها كثيرا، وانها تمنت ان تعيش والدتها لهذه اللحظة لتفخر انها زوجة شهدي عطية مثلما هي تفخر بأنه والدها. فيما تحدث جمال غالي أحد زملاء شهدي عطية، فقال انه شهدي هو مثل صارخ قوي ضد الاستعمار وفي نفس الوقت من قتله هي قوي ايضا معادية للاستعمار، وهي مفارقة تستحق الالتفات فمن دافع عن عبدالناصر كان هم المناضلين. فيما تحدث الكاتب الكبير والمؤرخ صلاح عيسي ودعا كل المحافل والمنابر اليسارية للاحتفال بكل شهداء اليسار لأننا في مرحلة زائفة تخطط لمحو الذاكرة الوطنية خاصة ذاكرة اليسار. أما عن شهدي عطية فقال عيسي ان قضيته الوطنية كانت هي «الطبقية» لذا يجب تأمل ماحدث والاستفادة منه وأوضح انه مات وهو يهتف بحياة الحليف الوطني الذي اغتاله واضافة الاستشهاد قيمة مطلقة تستحق الاحتفاء به لانها دفاع عن قضية عامة خارج الذات والنفس لهذا فاعتبر شهدي نموذجا ملهما لأجيال متتابعة. ودعا صلاح عيسي إلي مواجهة كل اشكال الاعتداء علي حقوق الانسان وحرياته، وقال ان اليسار الذي ينبغي الا يقبل تقييد أي حرية أي انسان حتي لو كان مخالفا له في الرأي. أما ليلي الشال إحدي تلميذات شهدي عطية في مدرسة الكان فروت ذكرياتها مع الشهيد والمناضل ووصفته باستاذ لأجيال متعاقبة وقد تتلمذ علي يديه الكثيرون فكان يجلس اليهم ليتحدث بكلمات سهلة وجميلة عن تاريخ مصر والماركسية والالتزام الحزبي ودعت الشال للتمسك بتعاليم شهدي عطية.. فيما قال د / محمد أبو الغار إن شهدي استشهد ولم يكن يحمل سوي قلمه وفكرته ورؤيته مات وهو يدافع عن الديمقراطية والحرية لتحقيق أكبر قدر من العدالة الاجتماعية والكرامة للانسان المصري ودعا لجعل يوم مقتل شهدي عطية هو يوم حقوق الانسان المصري واسترجاع حقوقه. فيما قال محمد عبدالعزيز شعبان عضو مجلس الشعب، انه يتذكر وجوده في أوردي أبو زعبل بإحدي الزنازين حينما سمعوا بمقتله داخل السجن قبل حتي دخوله الزنزانة. وقد أرسل د / أنور عبدالملك رسالة خاصة من باريس احتفالا بهذه المناسبة أكد فيها ان شهدي عطية دخل سجل الفاتحين قائدا للحركة الوطنية التقدمية المصرية.. فقد شارك في الرسالة التي دعت إلي اقتحام سياج الاستعمار والرجعية لعمل جبهة وطنية متحدة تجمع الساحة الكبري من مختلف طبقات وفئات الأمة المصرية شعب مصر المعنية بالاستقلال والحرية.. وعن الجيل الحديث تكلم رجب بدوي عضو لجنة التجمع بالسيدة زينب مشيرا إلي أننا جميعا علي الدرب سائرون حتي يتحقق حلم مصر في الاشتراكية.