الاشتباكات الدامية التي حدثت في بعض الجامعات المصرية الأسبوع الماضي أصابت البيوت المصرية بالفزع علي أبنائها بعد أن تحولت بعض المشادات البسيطة التي كانت تحدث بين الطلاب إلي اشتباكات مسلحة بعد أن لجأ بعضهم للاستعانة بالبلطجية, فظهرت الأسلحة البيضاء والخرطوش والمولوتوف داخل الحرم الجامعي مما ينذر بحدوث كارثة, وهو ما أجبر الجامعات لتعليق الدراسة حتي تهدأ الأمور. والواقع أن تعليق الدراسة لن يحل المشكلة خاصة أن حالة الانفلات الأمني التي تسيطر علي البلاد تشجع علي مزيد من العنف, بعد أن انتقلت الممارسات السياسية الخاطئة التي تعتمد علي المغالبة لا المشاركة وفرض الرأي بالقوة بدلا من الحوار إلي الجامعات, وتحولت الأسرواللجان الطلابية التي كان هدف إنشائها هو الترابط والتواصل بين الطلاب لممارسة الأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية إلي منابر للأحزاب والحركات والتيارات السياسية. وبعيدا عن المزايدات السياسية لبعض القوي والتيارات الحزبية والدينية لابد من عودة الحرس الجامعي التابع للداخلية حتي يعود الانضباط للجامعة وتتوقف الصدامات والمعارك الدموية, ولا خوف من حدوث أي انتهاكات سابقة للحرس الجامعي بعد سقوط أمن الدولة وانتهاء عهد كتبة التقارير السياسية, ولكن ما حدث يؤكد أنه لا غني عنه للتصدي للأعمال الجنائية التي لن يقدر أمن الجامعة من الموظفين علي التصدي لها لأنه غير مدرب علي مواجهتها ولن يقدر عليها, فماذا سيفعل موظف أمن أمام هجوم400 أو500 بلطجي يحملون أسلحة بيضاء وخرطوش؟!. يا سادة.. لابد أن تعود الجامعات لدورها التعليمي لإعداد الأجيال التي ستقود البلاد في المستقبل, ويتفرغ الأساتذة والعلماء للأبحاث العلمية لتحقيق قفزات علمية تجعلها قادرة علي منافسة الجامعات العالمية, لأنه لا يليق بمصر ومكانتها أن تخرج جامعاتها من التصنيف الدولي للجامعات المتطورة, فجامعاتنا لن تستعيد سمعتها العلمية بالاحتجاجات والاعتصامات والأسلحة البيضاء والمولوتوف! لمزيد من مقالات ممدوح شعبان