أصدر المؤتمر السنوي السابع عشر للجمعية القومية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد الذي عقد مؤخرا بالفيوم, قواعد ارشادية مصرية اتفق عليها جموع الأطباء لتشخيص وعلاج سرطان الكبد. كما ناقش الأطباء نتائج ابحاث علاجات جديدة لفيروس بي أكثر فاعلية في إيقاف تناسخ الفيروس وجعله غير قادر علي النمو وكذلك عرض المؤتمر أسباب ضعف حركة المعدة, وأحدث طرق علاجها من خلال زرع جهاز بالبطن لتقوية المعدة. وأوضح الدكتور عمر هيكل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بالأكاديمية الطبية ورئيس المؤتمر, أن التشخيص الجيد للالتهاب الكبدي وتحديد شدة المرض هو أساس العلاج السليم, ويعتمد علي تحليل عينة كبدية لتحديد درجة الالتهاب, وإذا كان مصحوبا بتليف أم لا, ويجب قبل بدء العلاج التأكد من عدم وجود أمراض كقصور وظائف الكلي, أو هبوط عضلة القلب أو القصور الحاد في الدورة التاجية, أو وجود أمراض نفسية أو عصبية كالصرع, لأن كل هذه العوامل تحد من استجابة المريض للعلاج وتزيد من مضاعفات العلاج. ويضيف أن شفاء المريض يعني اختفاء الفيروس من دمه في الاسبوع12 بعد إجراء تحليل( بي سي أر) ويجري الآن إجراء المراحل النهائية لتجربة علاج جديد ل فيروس سي بالأقراص الفمية بدلا من حقن الانترفيرون. ومن المتوقع أن تطلق منظمة الصحة العالمية هذا العلاج الجديد خلال عامين بعد نجاح تجاربه علي عدد من المرضي كان بينهم14 مصريا من المصابين بالنوع الرابع للفيروس. وعن الجديد في علاج الفيروس بي, أوضح الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس, أنه قد تم التوصل إلي علاجات جديدة أكثر فاعلية, يتم تعاطيها بالفم لإيقاف تكاثر الفيروس في مراحله الثلاث, وجعله غير قادر علي التحور والمقاومة, وذلك خلافا للعلاجات الأخري التي كان من مضاعفاتها مقاومة الفيروس للعلاج وكانت تمنع تناسخ الفيروس دون القضاء التام عليه, ويجري حاليا إضافة مركبات خاصة من بعض جزيئات الحمض النووي للفيروس أو محفزات للخلايا المناعية للأدوية الحديثة, لتحفيز الجهاز المناعي للقضاء علي الفيروس والشفاء التام منه, كما اكتشف العلماء حدوث درجة من الشلل لبعض الخلايا المناعية التي تعمل ضد الفيروس كالخلايا الليمفاوية تي, حيث تكون محاطة بأجسام مضادة تعوق عملها. وتوصل العلماء لبعض المستضدات الجزيئية لمساعدة الخلايا المناعية والليمفاوية المضادة للفيروس بي علي التخلص التام منه, وتمثل هذه التجارب ثورة حقيقية في علاج الفيروس. وعن مرض ضعف حركة المعدة, يوضح الدكتور مجدي الدهشان أستاذ الأمراض الباطنة بطب الأزهر, أن من أهم أسبابه مرض السكر, وهناك أسباب أخري مثل السمنة, والمشروبات الغازية, والتدخين ولعلاج هذه الحالة يجب عدم زيادة مستوي السكر العشوائي عن180 ملجم, وأن يتم العلاج بالأنسولين بدلا من الأقراص, كما يمكن الحقن بمادة تساعد علي تسهيل إفراغ المعدة, و حديثا يمكن زرع جهاز بالبطن لتقوية حركة المعدة. وتناول الدكتور حسن الجارم أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب قصر العيني, القواعد الإرشادية المصرية الأولي لتشخيص وعلاج سرطان الكبد موضحا أنها تبدأ بعمل موجات صوتية علي الكبد, وتحليل ألفا فيتوبروتين كل4 أشهر عند المصابين بتليف الكبد الناتج عن الفيروسين بي, وسي وعند اكتشاف بؤرة بالموجات الصوتية مع ارتفاع مستوي ألفا فيتوبروتين لأكثر من200, يتم إجراء فحص بالأشعة ثلاثية المقاطع بالصبغة علي الكبد, لتأكيد وجود الورم من عدمه, وإذا لم تقطع الأشعة الشك باليقين, يتم فحص الكبد بالرنين المغناطيسي بالصبغة لكونه الأكثر دقة. ويضيف أن خطوات العلاج تحدد تبعا لحالة كل مريض, فلو كانت حالة الكبد جيدة, وحجم الورم يقل عن2 سم, والضغط البابي طبيعيا, يتم استئصال الورم جراحيا. أما لو كان الضغط البابي مرتفعا, فيفضل زرع كبد بديل, وإذا كان الورم ما بين2 و4 سم, يتم الكي بالتردد الحراري أو بالموجات الدقيقة أو حقنه بالكحول, أما إذا كان الورم أكبر من4 سم, فيتم حقنه بمادة كيماوية عن طريق الشريان المغذي له. وللوقاية من الفيروسات الكبدية, ينصح الدكتور الجارم بتجنب استعمال أدوات الغير, خاصة للحلاقة, وإبر المحاقن, وأدوات طبيب الأسنان, وقساطر القلب غير المعقمة جيدا. وينصح الدكتور حسن حمدي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس, بضرورة عمل فحص دوري للمخالطين لمرضي الفيروس بي الإيجابي بالنسبة للمستضد السطحي للفيروس, وكذلك الفئات الأكثر عرضة للإصابة, وعلي رأسهم الحوامل وحديثو الولادة من أمهات مصابات بالفيروس, والجراحون, وكل من لديهم ارتفاع مزمن بمستوي إنزيمات الكبد ومن يعانون نقص المناعة, ومن المعروف أن عدد الإيجابيين بالنسبة للمستضد السطحي للفيروس يقدر بنحو5 ملايين مصري يشكلون نواة لنقل العدوي لغيرهم بالطرق الشائعة. وبالنسبة للسلبيين للمستضد السطحي, يجب تطعيمهم ضد الفيروس لحمايتهم من الإصابة, أما الإيجابيون فينبغي علاجهم بالأدوية, كما يتم متابعة المريض طيلة حياته بفحص الموجات الصوتية وتحليل دلالات الأورام مرتين سنويا.