صدق أو لا تصدق.. قنبلة المولوتوف التي تستخدم في أعمال الشغب والهجوم علي المنشآت العامة والحكومية لا تزيد تكلفتها علي جنيه واحد. الأغرب أن أجرة من يستخدمها تتجاوز200 جنيه يوميا خلال الأحداث الملتهبة مع مراعاة أن التحقيقات أثبتت أن هؤلاء الأشخاص لا ينتمون إلي أي فصيل سياسي فانتماؤهم الوحيد لمن يدفع. الأخطر أن معظم المتهمين بالهجوم بزجاجات المولوتوف علي المنشآت العامة تم إخلاء سبيلهم لشيوع التهمة! زجاجات المولوتوف عرفتها المناطق العشوائية والأحياء الشعبية منذ سنوات علي يد المسجلين خطر فهي سلاح غير مكلف يتكون من زجاجة وقليل من البنزين, لكنه يحدث حالة من الرعب بين الأهالي ويمكن أن يتسبب في حدوث حريق ضخم خلال ثوان معدودة. وهناك أنواع متعددة من المولوتوف منها البسيط الذي يحتوي علي بنزين وكيروسين وشريط الاشتعال.. ومنها المركب الذي يضاف إلي خليط من المسامير والرولمان بلي.. والحديد الذي يساعد علي وقوع أكبر عدد من الإصابات في الأماكن المزدحمة ويثير الفزع أكثر خاصة مع صوت الانفجار المدوي له. وهناك أيضا مولوتوف العجينة وهو الأخطر لأنه يتم تصنيعه بعشوائية شديدة حيث يتم وضع البلي والمسامير والمواد الحارقة والمواد شديدة الاشتعال والانفجار معا بنسب كبيرة في زجاجة صغيرة مما يجعل لها أثرا كبيرا جدا في الإصابات وربما في الوفاة. أما الآن فيوجد المولوتوف المتطور والذي تجده علي مواقع الانترنت فهناك أكثر من1000 موقع تعرض خدمات مجانية لعرض صور ولقطات فيديو لكيفية تصنيع قنابل مولوتوف بصورة سهلة وبسيطة وغير مكلفة.. وتعدد الخامات وطرق التركيب التي تضمن سلامة البلطجي وتحقق هدفا أكبر له بإيقاع عدد كبير من الاصابات في وقت بسيط. المولوتوف المفاجئ.. وهو أحدث فكرة لصناعة قنابل المولوتوف دون أن يكتشف أحد أنك تحمل قنابل مولوتوف.. حيث إن الاعتماد هنا علي التفاعل الكيميائي الذي يحدث الاشتعال وليس علي شريط القماش المشتعل حيث يتم إحضار زجاجة يوضع داخلها بنزين وبعض المواد التي تساعد علي الاشتعال ومعها بعض الفلين.. ويتم رج الزجاجة جيدا حتي تصبح خليطا.. ويتم مسح الزجاجة من الخارج حتي لا تكون ملابس مستخدمها ملوثة بالمواد الحارقة لأن التفاعل يمكن أن يجعلها قابلة للاشتعال فورا ثم يتم تثبيت قطعة من القماش عليها ويتم إلقاؤها علي الهدف دون أن يتم إشعالها وهي بمجرد اصطدامها بالهدف ستشتعل فورا نتيجة التفاعل الكيميائي. وعن العقوبة يقول محمد عبد السلام المحامي أنه لا توجد عقوبة خاصة لحامل أو مصنع زجاجات أو قنابل المولوتوف حيث إن أكثر من95% منهم يحصل علي البراءة من أول جلسة لضعف الأدلة ولشيوع الاتهام.. فهناك خلل في القوانين التي تعالج ظاهرة البلطجة والتعدي بالزجاجات الحارقة فالمولوتوف يحتاج إلي نص قانوني خاص به يحدد عقوبة مشددة ومغلظة علي مستخدم زجاجات المولوتوف ضد الأفراد وضد الممتلكات العامة والخاصة ويضيف شريف عبد الرحيم المحامي اننا يمكن أن نلجأ للنص الذي اعتمدته الدول الغربية وتعمل به البحرين الآن( وهو يعاقب بالحبس والغرامة أو باحدي العقوبتين كل من صنع عبوات قابلة للاشتعال أو الانفجار بقصد استخدامها لتعريض حياة الناس أو الاموال العامة والخاصة للخطر أو حاز أو أحرز مواد ما صنع منها لذات الغرض) ففي هذا النص من المرونة القانونية بتجريم تصنيع وحيازة المولوتوف لسد الفراغ القانوني ولوقاية المجتمع من الجريمة. وبشكل آخر فقد استخدم المشرع لفظ المواد الحارقة وليس المفرقعات فأي شخص يقوم بحيازة المولوتوف بقصد ترويع الناس ينال عقوبة حبس3 سنوات حتي ان لم يقم باشعال المولوتوف.. حيث ينقسم استخدام المولوتوف إلي قسمين شق جنائي إرهابي وتصل عقوبته إلي الإعدام إذا نتج عنه الموت.. وشق جنائي عقوبته تصل إلي السجن25 عاما إذا كان علي سبق الإصرار والترصد حسب الأدلة.