شيخ الأزهر.. أرفع منصب ييجب عدم المساس به أو ربطه بشخص أو تيار, فهو يعبر عن وسطية الاسلام.. ولايجوز تسييس هذا المنصب أو الزج به في أي خلافات سياسية أو غيرها, ولايجب ان تمتد إليه يد العزل أو الاقالة لتصفية خلافات أو غيرها.. وهذا ما أكده قانون هيئة كبار العلماء وكذلك فقد كفل الدستور استقلالية.. وما يحدث من محاولات لاسقاطه الآن يعتبرها كبار العلماء محاولة لاسقاط هيبة الأزهر. يقول الدكتور القصبي زلط عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أنه من المعروف أن هناك نصا دستوريا يبين استقلال الأزهر, وتنص المادة علي أن: الأزهر هيئة إسلامية مستقلة قائمة بذاتها تختص وحدها بالقيام علي كافة شئون الأمة الإسلامية, وجاء في المادة الرابعة أن شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل, يحدد القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء. وكل ذلك علي النحو الذي ينظمه القانون, ومعني هذا أن شيخ الأزهر لا يعزل ولا يقال من منصبه, وأنه يختار من بين هيئة كبار العلماء, وعلي هذا الأساس فلا يمكن أن تمتد يد إلي شيخ الازهر بالعزل او الإقالة, فالدستور الحالي نص علي ذلك وبين أن منصب شيخ الأزهر الحالي مستمر إلي أن يقضي الله أمر إلا إذا تقدم هو بالإستقالة, ثم ما الهدف من إثارة مثل هذه التساؤلات بالشارع المصري, هل الهدف هو إحداث البلبة حول منصب شيخ الأزهر, أم إحداث التطاول بالالسنة علي هذا المنصب الرفيع الذي له مكانته في العالم الإسلامي كله, ومن هنا أحب أقول إن كل ما يحدث وما يثار لا قيمة له ولا يهز من مكانة شيخ الأزهر ويكفي إلتفاف علماء الأزهر والشعب المصري والعربي كله وراءه, وقد شاهدنا جميعا يوم الجمعة الماضي من يدافع عن شيخ الأزهر, ومسيرات بعنوان, إلا الأزهر, وأحب أن أقول أيضا إن شيخ الأزهر كان ينوي أن يقدم استقالته, ولكن مجمع البحوث الإسلامية قبل أن تشكل هيئة كبار العلماء أصر علي بقائه لاقتناعهم التام بأنه هو الأصلح لتولي هذا المنصب, ونسأل الله عز وجل أن يجعلل الأزهر منارة ليهتدي بها السائرون في ظلمات الحياة. ويري الدكتور محمد المختار المهدي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن ما يحدث الآن هو محاولة لإسقاط هيبة الأزهر الشريف مثلما اسقطت هيبة الدولة. كما يؤكد أن قانون استقلال الأزهر نص فيه علي عدم عزل شيخ الأزهر, وقد قام شيخ الأزهر بعمل لجنة لاختيار هيئة كبار العلماء, وبناء عليه طبقت هذه اللجنة المعايير الموجودة من القانون علي أعضاء مجمع البحوث الإسلامية, فوجدت فيهم نفس المعايير متوافرة, فقدمت لشيخ الأزهر هذه الأسماء فوافق عليها شيخ الأزهر لأنهم مستوفيين الشروط, واختار شيخ الأزهر4 شخصيات لا تنطبق عليهم الشروط لتميزهم مثل الدكتور علي جمعة, والشيخ الراوي, والدكتور اسماعيل الدفتار, واختار بعض الاسماء من خارج مجمع البحوث تنطبق عليهم الشروط, أمثال الدكتور القرضاوي, والدكتور محمد أبوموسي استاذ البلاغة بجامعة الأزهر,حتي تم اكتمال24 عضوا, فأصبحت بذلك العدد أكثر من النصف, وبقي16 فردا في هيئة كبار العلماء حتي تكتمل الهيئة40 فردا ومن الشروط الواجب توافرها فيهم أن يكونوا جميعا مصريين, ووصلوا لدرجة الاستاذية علي أن يختار منهم شيخ الأزهر بعد مدة الشيخ. وقد اقترح الطيب أن يظل المنصب حتي70 سنة, وهو ما رفضه أعضاء الهيئة, وقالوا إما أن يستقيل أو يتوفاه الله, وبحسب قانون الأزهر لا يستطيع أحد أيا كانت سلطته عزل شيخ الأزهر مادام لم يقدم استقالته. يؤكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه لا يجوز إقالة شيخ الأزهر لأنه رمز للمسلمين جميعا علي مستوي العالم الإسلامي, فهو ليس عالم دين أو قمة دينية علي مستوي مصر وإنما علي مستوي الأمة العربية والإسلامية, فمنصب شيخ الأزهر هو منصب يجمع بين المعرفة الدينية والدنيوية, وينزل الأحكام الشرعية علي الواقع المعيش بعدالة وأمانة وشفافية بحيث لا يتأثر بالإنتماء إلي فصيل سياسي أو حزب أو جماعة أو سلطة, وإنما يكون توجه نحو ما يحقق التبليغ برسالة الإسلام في اعتدالها ووسطيتها وإستنارتها وفي ذات الوقت يوجه علي ما يقوم علي شئون الأمة ومصلحة الوطن, فهذا هو محور رسالة الإسلام وتوجيه القرآن في قوله تعالي: وما أرسالناك إلا رحمة للعالمين, وقوله تعالي أيضا: إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فهدفه هو الصالح العام وإرساء قيم العدالة والشوري, وما ينفع الأمة كلها, وبالتالي فإن منصب يحتاج الي هذه المؤهلات وتلك الجدارة والاستحقاق ينبغي أن يحصن ضد العزل أو الإقالة وألا يستغل الحاكم سلطته في العزل أو الإقالة لشيخ الازهر لأنه يمثل الأمة كلها ويعبر عن ضميرها,ويجتهد لصالحها, فإذا كان هناك ملاحظة أو تعقيب علي رأي شيخ الأزهر من قبل السلطة الحاكمة فإنما يتم ذلك بشكل موضوعي وبطريقة تحفظ لشيخ الأزهر هيبته ومكانته خاصة. ويضيف الجندي أن الأزهر بالنسبة لمصر القوة الناعمة الأولي التي طالما أضافت لمصر وأعلت مكانتها بين الدول العربية والإسلامية, وكما قيل بحق فإن مؤسستي الأزهر والجيش هما عماد الأمة المصرية, فإذا كانتا قويتان قويت مصر والعكس صحيح.