مترو الانفاق دخل مرحلة الشيخوخة المبكرة..الباعة الجائلون والمتسولون سيطروا عليه في ظل الانفلات الأمني..الركاب يصرخون من الاعطال وانعدام النظافة وبطء فترات التقاطر.. ورئيس نقابة العاملين يؤكد أن المترو تتنازعه4 جهات. التدهور لم يقتصر علي الخط الاول بين حلوان والمرج, بل امتد الي الخط الثاني بين الجيزة وشبرا الخيمة, وايضا للخط الثالث بين العتبة والعباسية. ماذا جري لمترو الانفاق الذي ينقل يوميا اكثر من ثلاثة ملايين و200 الف راكب؟ وكيف تدهورت حالته لهذه الدرجة بعد ان كلف الدولة اكثر من12 مليار جنية؟! تحقيقات الاهرام استقلت مترو الانفاق للتعرف علي معاناة الناس وكان هذا التحقيق.. في محطة السادات يقول المواطن سليم فرحات: حالة المترو تدهورت بصورة خطيرة خلال العامين الماضيين. لا صيانة ولا نظافة ولا رقابة, فضلا عن غياب الامن بصورة لم يسبق لها مثيل. الركاب يتعرضون في بعض المحطات لعمليات سطو من بلطجية تحت تهديد السلاح. الحاجة سميحة علي( ربة منزل) تشكو من كثرة اعطال المترو, مما يكشف عن اهمال وانعدام صيانة, اضافة الي طول فترات التقاطر مما خلق أزمة زحام حولت المترو الي علبة سردين. الاخطر من ذلك ما ترويه نادية سالم هي طالبة بجامعة حلوان عن ظاهرة اقتحام رجال لعربات السيدات, بدعوي الهرب من الزحام او الركوب مع زوجاتهم, وهي ظاهرة لم تكن موجودة وتشكل مخالفة للقانون! باعة متسولون مشكلات المترو لا تتنتهي.. فقد احتل الباعة الجائلون والمتسولون مداخل وسلالم معظم المحطات خاصة العتبة وفيصل وحلوان والمرج... وحاصرت الاشغالات جميع محطات الخطوط الثلاثة للمترو...مما تسبب في زحام ومشاجرات واحتكاكات يومية اصبحت تشكل تهديدا لسلامة وأمن الركاب هذه المشكلات يرجعها رفعت عرفان رئيس النقابة المستقلة للعاملين بمترو الانفاق الي انعدام الصيانة وندرة قطع الغيار مما تسبب في اعطال مستمرة علي الخطين الاول والثاني وبطء فترات التقاطر. في عام2001 اصدر الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل الاسبق قرارا باستقلال جهاز المترو اداريا وماليا لكن القرار لم يطبق سوي عامين2002 و2003 ثم ارتفعت الاصوات تطالب بخصخصة الشركة المصرية لتشغيل مترو الانفاق. واشار رئيس النقابة المستقلة الي ان الشركة المصرية لتشغيل المترو وهي تابعة لهيئة سكك حديد مصر ابرمت عقد انتفاع مع الهيئة حصلت بموجبه الاخيرة علي32 مليون جنيه سنويا وبعد ستة اشهر تم تغيير العقد لتحصل هيئة السكك الحديدية علي25% من اجمالي ايراد المترو الذي بلغ في عام2008 نحو128 مليون جنيه. وترتب علي هذا حرمان جهاز المترو من ربع الايراد وفي عام2009 صدر قرار وزاري بنقل بعض الاصول( محطات وخطوط وورش ووحدات متحركة) الي الهيئة القومية للأنفاق. وهكذا اصبح المترو تتنازعه اربعة جهات هي: الهيئة القومية لسكك حديد مصر, وجهاز تشغيل المترو والشركة المصرية لتشغيل المترو والهيئة القومية للانفاق بصفتها هي المالك الان, مما تسبب في ضياع حقوق العاملين بين الجهات الاربعة. وحرمانهم من بدلات الراحة وبدلات العمل وضعف الاجور. ومع ضعف الايرادات تفاقمت مشكلة نقص المعدات وقطع الغيار, كما توقف مشروع الكارت الذكي بعد تنفيذه علي يد شركتين مختلفتين, بسبب عدم التوافق بين الانظمة المستخدمة. عرفان يطالب بان تكون هناك جهة واحدة مسئولة عن مترو الانفاق, لتحسين مستوي الخدمة والحفاظ علي حقوق العاملين, مشيرا الي ان اعادة الانضباط وازالة الاشغالات والتصدي للباعة الجائلين والمتسولين وكل السلوكيات الخاطئة هي مسئولية وزارة الداخلية. ومن جانبه أوضح المهندس عبدالله فوزي رئيس شركة مترو الإنفاق ان هناك خطة تطوير تجري حاليا علي قدم وساق تبدأ بدخول اربعة قطارات مكيفة للخدمة علي الخط الثاني خلال ابريل الجاري بالاضافة الي20 قطارا مكيفا علي الخط الاول خلال الشهور المقبلة بعد التعاقد علي تصنيعها مع شركة كورية, واضاف انه سيتم تشغيل اشارات واجهزة تحكم في بعض محطات الخط الاول كما سيتم تشغيل الكارت الذكي خلال ايام كتشغيل تجريبي للجمهور بعد حل مشكلة التوافق في الانظمة وبوابات الدخول. وحول مشكلة الانفلات الأمني, واكد لجوء جهاز المترو الي شركات امن خاصة بجانب التواجد الشرطي الي جانب الحملات المستمرة لمواجهة الباعة الجائلين والمتهربين من دفع التذاكر.