ينتمي الفنان هاني عادل رئيس فرقة وسط البلد لجيل من الشباب يرفض الأمر الواقع, ويحلم بالمستحيل, ويطمح نحو الحرية والتعبير عن ذاته, فهو من جيل حماسه يسبق عمله, وأحلامه تسبق واقعه, يعشق التمرد حتي علي نفسه وعلي زمن عاشه فخذل أحاسيسه بدلا من أن يبرزها, وهزم مشاعره بدلا من أن ينتصر لها. هذا الفنان الشاب يزقزق أحيانا فوق شجرة الغناء مع فرقته فننسي الهموم ونتخلص من رتابة المشاعروفقر الإحساس, وأحيانا آخري نجده ممثلا قادرا علي الأداء بعفوية, وتجسيد الشخصيات بقدر كبير من البساطة والصدق, لهذا احتل مكانة بارزة بين أبناء جيله من خلال الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي قدمها حتي الآن. هاني يعيش هذه الأيام حالة نشاط فني مكثف سواء في مجال التمثيل والغناء, وفي هذا الحوار يقدم نفسه بدون رتوش, يحكي عن أعماله بحب, ويعبر بحماس واضح, وينفعل بسعاده, فإليكم نص حواري مع هذا الفنان الموهوب. في البداية أعرب الفنان الشاب عن سعادته البالغة بحصوله من أيام قليلة علي جائزة أفضل موسيقي تصويرية عن فيلم' مصور قتيل' لأنها أول جائزة في مشواره الفني, ومن جهة محترمة وعريقة مثل المركز الكاثوليكي, وما يزيد من سعادته هذه الأيام تعاونه لأول مرة مع المخرج السينمائي الكبير محمد خان من خلال فيلمه الجديد' فتاة المصنع' الذي يعتبر أول بطولة له في السينما مع الفنانة' ياسمين رئيس', خاصة أن خان يراهن عليهما بقوة في ضخ دماء جديدة للسينما المصرية, ويتمني أن يكون علي قدر المسئولية التي ألقاها عليه هذا المخرج المتميز الذي يبعث جوا من السعادة والبهجة في الاستديو, ومن هنا يجعلهم سعداء وهم ذاهبون إلي مكان التصوير اللوكيشن ورغم خبرته الكبيرة في مجال الإخراج إلا أنه مستمع جيد لكل فريق عمل الفيلم. رفض هاني الإفصاح عن دوره حتي لا يغضب خان الذي طلب من فريق العمل عدم ذكر أية تفاصيل, لكنه صرح أن الفيلم يناقش قضية عمالة الفتيات وما يرتبط بذلك من مشكلات اجتماعية تنعكس علي الأسرة المصرية, ويقوم بدور مهندس ينتمي لطبقة فوق المتوسطة, ويدعي' صلاح' وهو شاب طموح يعمل في مصنع, وهذا المصنع مجرد محطة تضعها الظروف في طريقه ليدخل إلي عالمه ويعمل من خلاله لفترة يتعرف فيها علي الفتيات اللاتي يعملن به عن قرب, ليصبح حلما لهن جميعا تسعي كل واحدة إلي تحقيقه, وأضاف أن الفيلم يعتبرتجربة مهمة في مشواره الفني, ومن أهم الأحداث التي مرت به حتي الآن. وأكد المطرب الشاب أنه انتهي أيضا من تصوير فيلم آخر بعنوان' فارس أحلام', تأليف الدكتور محمد رفعت, وإخراج عطية أمين, وهوبطولة جماعية تجمعه مع' درة و مي سليم,أحمد صفوت,عزت أبوعوف,أنجي المقدم', وتدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي, حيث يجسد شخصية' فارس' الذي يعمل حارس أمن في جزيرة الدهب, وتجمعه علاقة حب ب'أحلام'. وصرح أن تجاربه التمثيلية لا تقتصر علي السينما فقط, فقد انتهي مؤخرا من تصوير دوره في مسلسل' ذات' تأليف صنع الله إبراهيم, سيناريو وحوار مريم ناعوم, إخراج كاملة أبوذكري, وبعض هذه الحلقات أخرجها خيري بشارة, وتتطرق قصة العمل لتاريخ مصر خلال الخمسين عاما الماضية من خلال بطلة العمل' ذات' التي يروي من خلالها الأحداث المهمة التي مرت علي مصر منذ ثورة عام1952 وحتي ثورة الشعب في25 ينابر2011, ويجسد في المسلسل شخصية شاب ثوري اسمه' عزيز' من ثوار الجامعة في فترة السبعينات حيث شهد النشاط الطلابي في هذه الفترة ذروة نشاطه, وأضاف: كما بدأت تصوير دور' الدكتور راجي' زوج' مني زكي' في مسلسل' دنيا آسيا'. وأوضح هاني أن عمله في التمثيل لم يأخذه من ساحة الغناء, لكنهم كفريق لم يكونوا مهيئين نفسيا للغناء خلال الفترة العصيبة الماضية المليئة بمظاهر القتل والجرح والسحل والتعذيب, كما أنه لايهوي ركوب موجة ثورة25 ينايرمثل ما فعل أناس كثيرون في هذا الصدد, رغم إنهم كانوا من الرواد الذين قدموا أغنيات تدعو للتمرد والثورة, لهذا قللوا نشاطهم بالنسبة للحفلات العامة وتصوير الأغنيات كفيديو كليب, وركزوا نشاطهم في اختيار أغنيات ألبومهم الثاني' كراكيب' الذي إنتهوا من تسجيل أغنياته بالفعل, ويتضمن10 أغنيات كتبها الشعراء' محمود رضوان, منتصر حجازي, رامي علي, أحمد مرزوق, ميدو زهير, وليد عبدالمنعم', وقام هو بتلحين معظمهما, ورغم الظلام الحالك الذي تمر به مصر الآن إلا أنهم استغلوا طاقة النور الموجودة وحرصوا في هذا الألبوم علي توسيعها, وتقديم جرعة كبيرة من الأمل والتفاؤل, وابتعدوا عن الأغنيات التي تحمل دعوة للغضب أو المشاكل.وتابع قائلا: من المقرر أن يطرح الألبوم خلال الفترة القليلة المقبلة, وأتمني أن يحوز إعجاب الجمهورالذي طال انتظاره طويلا لهذا العمل, بعد طرح ألبومنا الأول منذ حوالي ثلاث سنوات. وأشار إلي أن نجاح فريق' وسط البلد' فتح الطريق لفرق كثيرة موجودة الآن في مصر وصل عددها إلي'200 فرقة', وأعطاهم أملا في أن ما يقدموه يمكن أن يحقق النجاح إذا كان علي المستوي الفني جيدا, ويصلوا من خلاله إلي الجمهور في كل مكان, خاصة أن الفرق المستقلة أو' الموسيقي البديلة' لم تكن مشهورة بالقدر الكافي قبلهم, وكان أشهر من يقدمها هو الموسيقار فتحي سلامه, والموسيقار يحيي خليل. وعن تجربة تعاونه مع الفنان زياد الرحباني للمرة الثانية قال الفنان الشاب: انتظرت لقاء الفنان الكبيرزياد الرحباني والعظيم بفارغ الصبر,خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققناه في الحفل الأول, ولقد سعدت جدا بالتعاون مع هذا العبقري الذي نشأت علي موسيقاه وأغنياته, سواء تلك التي تعاون فيها مع والدته' السيدة فيروز', أو التي قدمها مع صديقه الراحل' جوزيف صقر', أوغيرهم من المطربين, وفي المرة الأولي لم يكن ينوي الغناء, كان من المفترض أن يقدم بعض من مؤلفاته الموسيقية فقط خاصة موسيقي الجاز, والتي يعتبر واحدا من روادها في عالمنا العربي, ولكنه علم قبل الحفل أن جمهورا كبيرا من كل العالم العربي سيحضر, فاتصل بي المسئولون عن المهرجان, لعلمهم مدي حبي لهذا العبقري, وطلبوا مشاركتي فسعدت جدا, وعندما اقتربت منه أحببته أكثر, لأنني وجدته متواضعا وبسيطا, ومن كثرة تواضعه لم يكن يدري أن له شعبية جارفة في مصر, وفوجئ أنني أحفظ أغنياته' بلكنتها' اللبنانية وقدمني في الحفل بشكل رائع وقال:' إنني دعم إضافي لفرقته', وحقق الحفل يومها ناجحا باهرا, كما حقق الحفل الجديد أيضا نفس النجاح.