الأحلام العظيمة تنسجها عقول عظيمة, وتحولها إلي واقع.. الأمم الأكثر عظمة. هذه الحكمة العربية, أصبحت مثار اهتمام واسع في المجتمع الصيني خلال الأيام الماضية, في أجهزة الإعلام, وحلقات النقاش, وجلسات السمر بين المواطنين. فقد أصبحت كلمة حلم بنهاية عام2012, الكلمة الأكثر تداولا في الصين, حيث جاءت تلك الكلمة الأكثر استخداما وأهمية, في المجتمع الصيني. إن الحلم الرائع, الذي ينشده المجتمع الصيني, لا يحمل فقط تطلعات أكثر من1.3 مليار صيني في العيش في حياة سعيدة وجميلة وهادئة, بل ويمثل ثقة الأمة الصينية, في تحقيق النهضة الوطنية العظيمة, والوصول إلي غاياتها خطوة.. خطوة. لقد جاء انتخاب قيادة جديدة للدولة, في جمهورية الصين الشعبية, أثناء عقد الدورة ال12 للمجلس الوطني لنواب الشعب, والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني, التي اختتمت مؤخرا, بمثابة بوابة الأمل, وأزال مخاوف المستقبل, التي يتحسسها المجتمع الصيني. إن برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية, التي وضعتها الحكومة الجديدة, بينت للكافة أن الصين ماضية قدما, في مسيرتها من أجل تحقيق التنمية والنهضة الوطنية. لقد بات الشعب الصيني اليوم, أقرب من أي وقت مضي, من رؤية الحلم الصيني الذي راوده علي مدي أكثر من100 عام, وقد رست سفينته, علي أرض الواقع, وأفرد شراعه للإبحار نحو النهضة الكبري. إن الصين التي تعتز دوما بانتمائها للمجتمع الدولي, وعمق علاقاتها الإنسانية بكل الأمم, تؤكد أن حلمها العظيم, لم يكن نتاجه مقصورا أبدا, علي الشعب الصيني بمفرده, بل هو حلم لمصر, ولجميع الدول العربية, والدول النامية الصديقة جميعا. ويجسد الحلم الصيني مساعي الصين المستمرة دولة وشعبا, من أجل بناء عالم متناغم, يسوده السلام الدائم والرخاء المشترك. فنحن علي يقين أن الحلم الصيني لن يتحقق إلا من خلال بيئة جيدة تحيط به, وظروف دولية مواتية, تهيئ له الأجواء المناسبة لميلاده بشكل صحيح. لقد أكد السيد شي جينبينغ الرئيس الصيني الجديد, أن تحقيق التنمية السلمية, يتوقف إلي حد كبير, علي ما إذا كنا نستطيع تحويل فرصة العالم في الفوز بنتاج نفس الحلم, مثل الفرصة التي تحظي بها الصين, أو ترجمة فرصة الصين في ذلك الحلم ليصبح هذا الحلم نفسه فرصة لكل البشر. إن الصين تبحث دوما عن إسعاد شعبها وسعادة الشعوب كافة, وهذا ما أكده السيد يانغ جياتشي مستشار الدولة الصيني, في ختام أعمال المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي الصيني, عندما أعلن: إنه مع تطور تعددية الأقطاب في العالم والعولمة الاقتصادية, وتقدم التكنولوجيا, أصبحت روابط المصالح بين الدول المختلفة أوثق وأقوي. فقد أصبحنا نعيش عصرالقرية العالمية, بما يحتم علينا أن نتعاون بدلا من أن نتصادم. فلا ننسي ما سطرناه من تاريخ طويل, في حسن الجوار والعلاقات الإنسانية, حينما كان طريق الحرير العريق, يربط الشعبين الصيني والمصري, برباط قوي منذ أكثر من ألفي عام. وأسهم الجانبان معا في دفع ازدهار الحضارة البشرية وتقدمها. وفي ظل الظروف التاريخية الجديدة, تواجه كل من الصين ومصر- باعتبارهما من العالم النامي- مهام مشتركة, لتطوير الاقتصاد, وتحسين معيشة الشعب. كما يتحمل البلدان المسؤولية للحفاظ علي السلام والاستقرار في العالم, ويعتبر ذلك الحمل الثقيل رسالة تاريخية, يحملها العصر للجانبين صاحبي أقدم حضارتين عرفتهما البشرية. إن انطلاق الحلم الصيني لن يحقق النهضة العظيمة للأمة الصينية فقط, بل سيفتح عهدا جديدا للعلاقات الصينية المصرية, في طورها الجديد. فالجميع يعلم أن الصداقة الصينية المصرية ممتدة عبر التاريخ, وهي ترتكز علي أسس شعبية راسخة و تستهدف طموحات مشتركة, وآمال في انجاز مزيد من التقدم والتنمية. سيظل الشعبان الصيني المصري صديقين حميمين, وأخوين عزيزين وشريكين طيبين, تربطهما الثقة المتبادلة, مهما تبدلت الأوضاع الدولية أو عظمت التحديات. فقد ظلت الصداقة والتعاون بين البلدين, سمة أساسية للعلاقات الصينية المصرية. وظلت الصين تولي اهتماما بليغا, من أجل توطيد وتقوية العلاقات الصينية المصرية. ومما يزيد من سعادتنا أن التعاون بين الجانبين قد شهد تطورا أكبر, وتوسعا مستمرا, بفضل الرغبة الشديدة لدي الجانبين في دعم التعاون بينهما طوال العامين الماضين. لقد واصل الجانبان دورهما المتبادل في الدعم والتأييد علي المستوي السياسي, وأجريا تعاونا مثمرا في المجال الاقتصادي والتجاري, علي أساس المنفعة المتبادلة, والفوز المشترك. واستفاد الطرفان بروح الاحترام المتبادل في المجالين الثقافي والشعبي. لقد أصبحت زيارة الدولة الناجحة للرئيس محمد مرسي إلي الصين, في أغسطس الماضي2012, معلما علي طريق العلاقات الصينية المصرية, في المرحلة الجديدة. ونحن علي ثقة, بأن التبادلات بين الجانبين ستصبح أوثق في المجالات كافة, وعلي كل المستويات, خاصة مع تقدم عملية الانتقال السياسي في مصر. وستشهد علاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين ومصر أفقا أرحب في المستقبل. إن تحقيق النهضة الوطنية العظيمة يعتبر حلما مشتركا للشعببين الصيني والمصري. فالصين التي تمر بمرحلة تاريخية جديدة, ونقطة انطلاق جديدة, ستواصل دورها في رفع راية السلام عالية, وستعمل علي دعم برامج التنمية في مصر, والتعاون من أجل احراز الفوز المشترك. وتعمل الصين بكل ثبات, من أجل الحفاظ علي السلام العالمي, ودفع التنمية المشتركة. إن الشعب الصيني علي استعداد للعمل مع الشعب المصري, لمواصلة تقوية جسور التعاون العملي بين الجانبين, مختلف المجالات, وتنفيذ المزيد من البرامج الهادفة والفعالة, بهدف تطوير الصداقة الصينية المصرية, حتي تصبح أحلامنا من أجل السلام والتنمية حقيقة يلمسها كل مواطن في البلدين العريقين. نحن علي ثقة, بأن علاقات الصداقة والتعاون بين الصين ومصر, ستصبح أكثر حيوية ونشاطا, وستكون لها ثمارا أوفر, بفضل الجهود المشتركة من قبل الحكومتين والشعبين لما فيه الخير لمواطني البلدين الحبيبين. لمزيد من مقالات سونغ ايقوه