حصلت الأهرام علي التفاصيل الكاملة لجهود تشكيل أول جيش موحد للمعارضة السورية, والتي تجري في سرية تامة علي مدار نحو خمسة أشهر كاملة, بهدف جمع معظم القوي والكتائب العسكرية العاملة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد للعمل ضمن كتلة واحدة وقيادة مشتركة ولأهداف وطنية بعيدا عن التحزبات في اطار جديد سيطلق عليه اسم المجلس الثوري السوري الاعلي في الداخل. وقال القيادي الميداني أبو زيد أحد المشاركين في تأسيس المجلس الجديد في تصريحات خاصة ل الأهرام ان المجلس ستنبثق عنه قيادة عسكرية مشتركة تضم كبار الجنرالات المنشقين,ولم يحدد اسم قائد الجيش بعد لأن القيادة سوف تكون مشتركة بين هؤلاء الجنرالات الكبار, وسوف يتم انتخاب قائد للجيش ونائبين له منهم في القريب العاجل,الا أننا الآن مشغولون بانشاء ادارة التنظيم العسكري وهذه اول خطوة لكي تكون القيادة مؤهلة. وأوضح أن الجيش الجديد يضم20 تكتلا,كل منها يتكون من اكثر من03 كتيبة ولواء, بينما يضم أحد هذه التكتلات بمفرده041 كتيبة. كما يضم الجيش أسماء معروفة علي صعيد العمل الميداني الا أنه لا يمكن الافصاح عنها في الوقت الحاضر. وأوضح أن استراتيجية عمل المجلس الثوري الجديد ستبني علي التركيز علي محوري العاصمة دمشق, والساحل( منطقة ساحل البحر المتوسط الذي تنتشر فيه الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس بشار الأسد), ويرجع سبب التركيز علي الساحل الي محاولة تحقيق3 ثلاثة اهداف محددة هي كالتالي: أولا: العمل علي حماية المدنيين والاقليات منهم من أي عمل انتقامي أو أي عمل متطرف قد يودي بالبلاد الي حرب اهلية, بالاضافة الي حمايتهم من أي عملية اجرامية يحاول النظام القيام بها لاتهام المعارضة بها كي يثير الفتنة الطائفية ويجر البلاد الي اتون الحرب الاهلية. ثانيا: احباط محاولات النظام تقسيم سوريا عبر اقامة دولة علوية للنظام في منطقة الساحل,وأخري للمعارضة علي باقي الأراضي السورية. ثالث: تأمين بيئة آمنة ومناسبة للضباط العلويين الذين يحاولون الانشقاق ولا يستطيعون بسبب عدم توفر البيئة المناسبة لاحتضانهم. وأضاف أبو زيد قائلا ان المجلس الثوري السوري الاعلي يتكون من جمعية عمومية تضم52 مقعدا,وقيادة عسكرية مشتركة تتكون من25 مقعدا ايضا,وتضم الجمعية العمومية ممثلا سياسيا من كل تكتل من التكتلات المنضمة للمجلس,بينما تضم القيادة العسكرية المشتركة ممثلا عسكريا عن كل تكتل أو قائد التكتل,علي أن تنتخب هذه القيادة العسكرية المشتركة رئيسا لها ونائبين,يكونون اعضاء في الجمعية العمومية, ولا يتدخلون في القرار السياسي, ويكون وجودهم لاطلاع العسكريين علي ما يتم اتخاذه من قرارات سياسية, واطلاع السياسيين علي طبيعة الواقع الميداني, اما رئاسة الجمعية العمومية فتكون بالتناوب, وسوف يكون هناك برلمان مصغر يجتمع فيه ممثلون من مختلف المحافظات السورية وسيكون تحت الجمعية العمومية. وقال ان هناك ثمانية تنظيمات رئيسية هي التي بادرت بتأسيس المجلس وهي كالتالي: تنسيقيات ريف دير الزور بشقيها العسكري والثوري, وائتلاف شباب الثورة السورية الحرة, والجبهة المتحدة للثورة السورية,والهيئة السورية للانقاذ,وتجمع انا احب بلدي,والمجلس الثوري الموحد بالعاصمة دمشق وريفها, واتحاد ثوار سوريا, وتجمع القوي الثورية لتحرير سوريا, وهذا الأخير يضم وحده041 كتيبة ولواء. وأكد أن اجمالي القوي والكتائب المنضمة للمجلس الثوري الجديد تمثل أكثر من45% من القوي الميدانية المعارضة العاملة علي الأرض ضد النظام, موضحا أن هناك تكتلات وجبهات أخري انضمت بعد التأسيس,مثل جبهة الجزيرة والفرات, والحراك الثوري الكردي الذي أسسه الراحل مشعل تمو, وقال ان القيادة المشتركة للجيش الحر بكل كتائبهم وألويتهم أصبحوا داخل المجلس. وفيما يتعلق بتنظيم جبهة النصرة الاسلامية( التي توصف بأنها تابعة لتنظيم القاعدة وأدرجتها الولاياتالمتحدةالأمريكية علي قوائم المنظمات الارهابية مؤخرا) قال أبو زيد: نحن في تحالف معهم,وكل الكتائب الاسلامية تسير معنا بنفس الخط, ولكن ماذا عن تنظيم هيئة الأركان المشتركة بقيادة اللواء سليم ادريس, الذي يعتبر بمثابة الذراع العسكرية للائتلاف السوري المعارض؟ يجيب القيادي الميداني عن السؤال بقوله اننا تحاورنا مع اللواء ادريس لكنه طلب منا أن ننضم إلي هيئة الأركان لا أن تنضم هي لنا, فقلنا له ان الوقائع التي يعرفها جيدا علي الأرض هي أن قواته تمثل ما بين41 و81% من القوات الموجودة علي الارض, في حين يمثل المجلس الثوري السوري الاعلي أكثر من45%, فهل الاغلبية هي التي تنضم الي الاقلية ام العكس؟ وأضاف أبو زيد قائلا: علي الرغم من ذلك فاننا لسنا علي خلاف مع اللواء سليم ادريس, وقلنا له اننا علي استعداد لضم كل القوات العسكرية الي هيئة الأركان مثلما طلب, بشرط ان تصبح الاركان جزءا من الجمعية العمومية.