استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بمقر الرئاسة في رام االله مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير, لبحث آخر مستجدات العملية السلمية, والجهود الدولية لإحياء عملية السلام المتعثرة. وبحث الجانبان خلال اللقاء, المعوقات التي تعترض نمو الاقتصاد الفلسطيني, والإجراءات التي يقوم بها الاحتلال والتي تمنع بناء اقتصاد وطني فلسطيني قوي, بالإضافة إلي الجهود التي تقوم بها فلسطين لبناء مؤسسات الدولة المستقلة. ومن ناحية أخري, أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أمس عن قيام مستوطنين متطرفين بكتابة عبارات تهديد باللغة العبرية علي جدران مسجدين وقاموا بثقب إطارات سيارة في قرية تقوع جنوب الضفة الغربية. وأرجعت المصادر الأمر إلي الحادث الذي وقع في14 مارس الماضي عندما أصيبت طفلة إسرائيلية بالحجارة, حيث كتب المهاجمون بالعبرية علي أحد المواقع دفع الثمن لرمي الحجارة وانتقاما لاديل بيتون في إشارة إلي الطفلة المصابة, كما قاموا برسم نجمة داود مرتين علي باب المسجد. وأكدت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري الأمر, وقالت إن قوات الشرطة والجيش الإسرائيليين التي دخلت القرية لمعاينة المكان تعرضت للرشق بالحجارة من قبل السكان مما أدي إلي وقوع أضرار مادية. وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منظمة تعرف باسم دفع الثمن تقوم علي مهاجمة أهداف فلسطينية, وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان, وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات وأماكن عبادة مسيحية وإسلامية وأشجار زيتون, ونادرا ما يتم توقيف الجناة. ومن جانبه, استنكر محمود الهباش وزير الأوقاف والشئون الدينية ما قام به مستوطنون متطرفون من كتابة خط شعارات عنصرية علي مسجدي صلاح الدين الأيوبي في منطقة دار الشاعر, وبلال بن رباح في حارة العمور في تقوع ببيت لحم, وقال لابد من التصدي لهذه الممارسات العنصرية. وأضاف الهباش أن مثل هذه الأعمال قد تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة, ضمن سياسة ممنهجة يتبعها المستوطنون بالضفة الغربية تحت دعم وحماية الحكومة الإسرائيلية الأمر الذي يشجعهم علي اقتراف مثل هذه الجرائم, موضحا أن استمرار إسرائيل بالاعتداء علي المساجد يعد عدوانا علي العقيدة والأمة الإسلامية جميعا, وأن الحكومة الفلسطينية قررت المضي في جميع السبل علي المستوي السياسي لمواجهة هذه الهجمة الشرسة. وعلي صعيد آخر, اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس خمسة فلسطينيين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية, بينهم أربعة من قيادات الجهاد الإسلامي, وقامت القوات بمداهمة عدد من المنازل والعبث بمحتوياتها.