نصائح لإكتشاف اللحوم المصابة بالأمراض

حالة من القلق والهلع لابد أن تصيبنا عندما نفكر في تناول اللحوم في ظل ظهور بعض الأمراض بين الحين والآخر علي المواشي بأنواعها وخاصة البقر,
فتارة نسمع عن مرض جنون البقر أو السل البقري, وتارة أخري نسمع عن الحمي القلاعية, و من يدري.. ربما تكون هناك أمراض أخري لم تكتشف بعد, وسط هذه المخاوف.. هل يمكن أن نتناول اللحوم و كيف نكتشف اللحم المصاب؟
د.سيد بكري أستاذ علم الحيوان بكلية العلوم جامعة الأزهر يبدأ الإجابة علي هذه التساؤلات بتوضيح أن الأبقار من أكثر أنواع الحيوانات التي تتعرض لهذه الأمراض, وللأسف يمكن أن تنتقل الإصابة للإنسان في حالة عدم اكتشافه اللحوم المصابة عندأكلها أو ملامستها, ولكن لا داعي للقلق حيث يمكن اكتشاف أي مرض من خلال أعراضه, فمثلا مرض جنون البقر تراجعت نسبة إصابة الحيوانات به بنسبة كبيرة جدا بعد إدراك أوروبا- التي كان المرض ينتشر بها منذ فترة- ذلك عندما قاموا بتغذية الأبقار علي مخلفاتها من أجل التوفير ولتسمينها بسرعة, ولكن عندما انتشر جنون البقر- الذي يعرف طبيا باعتلال المخ- علي الأبقار امتنعت أوربا عن اتباع هذا النظام الخاطيء وخاصة بعد إنتشار المرض علي مستوي العالم.
وعند تعرض الإنسان للإصابة بالعدوي وتظهر عليه بعض الأعراض مثل فقدان التوازن والشعور بالاضطراب, وقد يتعرض لفقدان الذاكرة في المراحل الأخيرة من المرض, وتشخيص المرض من خلال اجراء بعض الفحوصات مثل وظائف الغدة الدرقية والكبد لكشف العامل المسبب لظهور أعراض اختلال الدماغ, وللعلاج يوصي بضرورة توقف المريض عن تعاطي أي عقاقير دوائية تؤثر علي الذاكرة علي أن يتابع حالته طبيب مخ وأعصاب وأمراض معدية.
أما عن طرق الوقاية من الإصابة بجنون البقر فيقول: في حالة انتشار المرض لابد من تجنب تناول اللحم الذي يحتمل أن يكون مصابا بالمرض, ويمكن للإنسان اكتشافه بسهولة عند الشراء إذا لاحظ تغير لون اللحم و ميله إلي اللون الأبيض أو أن يكون أغمق من اللون الطبيعي.
ومن المعروف أن اللحم السليم بالنسبة للبقر يميل إلي اللون الوردي أما الجاموس فيكون أغمق قليلا.
وبالنسبة للألبان فإانه عند غليان اللبن إذا كان لماشية مصابة فان لونه يميل إلي الإصفرار قليلا أو تتغير رائحته وهنا يجب تجنب تناوله.
و يوضح د.سيد بكري أن هناك مرضا حديثا تم اكتشافه مؤخرا ويطلق عليه السل البقري وهو يصيب البقر والكلاب والقطط والأغنام والماعز والجمال والخنازير, ومن العوامل المسببة له حرص بعض مربي الماشية علي استخدام طرق تغذية خاطئة لتسمين المواشي وإعطائها هرمونات لزيادة وزنها.
و هذا المرض ينتقل للإنسان عن طريق الرذاذ وشرب الحليب الملوث, ولذلك فمن الضروري تناول الألبان المبسترة, أما في حالة الألبان الأخري فيجب غليها جيدا.
ويؤكد أنه لا يمكن الوقاية من هذا المرض وفي حالة حدوث الإصابة لابد من إعدام اللحم. ولكن يبقي المقياس الأساس لكشف هذه الأمراض اللون حيث يعد ترمومترا لتغير مؤشر الإصابة بالعدوي. ومن جهة أخري يطمئن د. سيد المستهلكين بأن المرض نسبته محدودة للغاية في مصر.
وعن مرض الحمي القلاعية والذي تصاب به الأبقار أيضا يقول أنه لا يختلف كثيرا في خطورته علي الإنسان عن الإمراض السابقة, وينتقل بالطريقة نفسها ولكن يمكن تناول اللحم في هذه الحالة وذلك بتقطيع اللحم قطعا صغيرة, ورفع درجة الحرارة إلي الغليان100 درجة أثناء الطهو حيث تسهم في قتل الفيروس.
و ينصح بضرورة شراء اللحوم من مصادر موثوق بها.