الوفاء من القيم الجميله التي قلما نجدها في عالمنا اليوم.. وقد كان العرفان بالجميل و الامتنان عنوانا للاحتفالية التي اقامهاابناء وتلاميذ العالم الجليل عبد الملك عوده رائد و ابو الدراسات و العلاقات الافريقية الذي تتلمذت علي يديه قامات عالية في كل الموقع. منهم الوزير والاستاذ الجامعي و السفير, وهو اليوم في سرير المرض. كل المحتفين الذين تجمعوا في معهد الدراسات والبحوث الإفريقية بجامعة القاهرة جمعهم حب الرجل الذي لم يبخل يوما عليهم فكان قريبا إلي أبعد حد من تلامذته ومشاكلهم, و كان ولا يهمه سوي شيئين كتاباته وتلاميذه. لم يلجأ إليه أحد ورده, ونهل كثيرون من علمه الغزير وإنسانيته التي ليس لها حدود. كل هذه الأشياء وغيرها جعلت دكتور ابراهيم نصر الدين استاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الافريقية يتبني إقامة هذه الاحتفالية تكريما وعرفانا بجميل هذه الرجل قائلا تعودنا أن نكثر من حفلات التأبين لكن من حق أساتذتنا أن نكرمهم في حياتهم, وأن يشعروا أننا لانزال ندين لهم بالعرفان ولم ننساهم... كانت مظاهرة حب مليئة بالمشاعر تلمس فيها معاني كثيرة صادقة ليس فيها رياء ولا نفاق. الجميع حضر ليعبر ولو بكلمة عن ما قدمه الرجل ليس فقط الجانب الأكاديمي, وإنما الجانب الإنساني أيضا. وقال عنه الدكتور علي الدين هلال استاذ العلوم السياسية أنه كان قريبا من طلابه اكثر مما يتصور أحد كان يعرفنا واحدا ويعرف مشاكلنا.. وقال عنه الدكتور كمال المنوفي وهو أحد تلاميذه عبد الملك عودة شخصية لها قدرها في دنيا الإنسانية تعلمت منه أن استخدام مصر للقوي الناعمة أبقي أثرا وأخلد ذكرا وعائدها يفوق بكثير ماسواها, كما تعلمت منه ان شئون الدول الإفريقية لابد أن يتم تناولها بعيون أبنائها وليس الغرب. أما الدكتور محمد شوقي أستاذ العلوم السياسية فقال ما تعلمته من طريقة تدريس عودة مازال ينضح عليه حتي الآن فقد حببني في الدراسات الأفريقية بأسلوبه السهل الممتنع. أما السفير محمد بدر الدين رئيس الهيئة العامة للاستعلامات وأحد تلاميذ عودة فأعلن أن الهيئة قررت إنشاء مركز إعلامي متخصص بدول حوض النيل ليصبح الذراع الإعلامية لمصر في المنطقة مشيرا إلي أن كل من يعمل به من تلامذة دكتور عبد الملك عودة. أما الدكتور حلمي شعراوي فقال تعرفت علي عودة عام1958 وكنا شبابا يملؤنا الحماس ونلتقي في بوفيه كلية الآداب الذي كان منتدي للفكر والثاقفة حتي عملت بالشئون الإفريقية بالرئاسة وتوطدت علاقتي به. وفي نهاية اللقاء أعلن الدكتور ابرهيم نصرالدين ان قسم السياسة والاقتصاد بالمعهد قرر ان يسجل رسالة دكتوراة عن مجمل أعمال العالم الجليل عبد الملك عودة. وقدم هدية تذكارية تقديرا للعالم الجليل تسلمها نجله الدكتور جهاد عودة.