تمر ذكري مرورأربع سنوات علي رحيل العالم الجليل وشيخ فقهاء القانون الدولي الراحل الدكتور صوفي أبو طالب ابن عمدة قرية أبو طالب مركز طامية التابعة لمحافظ الفيوم . فتربطني بفقيد مصر علاقة صداقة متينة متميزة وذكريات جميلة قضيتها معه لا تنسي لذلك حزني عليه كان شديدا. لقد رحل ابن مصر البار يوم 21 فبراير 2008 عام بعد رحلة من العطاء عن عمر يناهز 83 عاما في مطار كوالالمبور خلال مشاركته في الملتقي العالمي لجامعة الأزهر التي استضافتة ماليزيا وقد وافته المنية أثناء آداء صلاة الفجر قبل إقلاع الطائرة في رحلة العودة .. ولكن قدره ..( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) .. رحل وهو في قمة لياقته الذهنية والجسدية. فهذا درس لكل الأجيال لكي تعرف من هو الدكتور صوفي أبوطالب. عطاء بلا حدود من أجل مصر فهو ابن فلاح من صغار الملاك تعلم في المدارس الحكومية بالقرية وأكمل تعليمه بكلية الحقوق جامعة القاهرة ودخلت قرية أبوطالب بالفيوم التاريخ بعد إنتخاب ابنها البار صوفي أبوطالب رئيسا لمجلس الشعب ومارس عمله السياسي بحكمة وإقتدار وبأستاذيته التي أصبحت مثلا أعلي يحتذي به كل تلاميذه الذين تعلموا علي يديه فلسفة القيم والمبادئ الحميدة. وعندما يذكر التاريخ أسماء رؤساء مصر بعد الثورة فلا يتغافل عن ذكر اسم الدكتور صوفي أبو طالب الذي رأس مصر لمدة 8 أيام ويذكرنا التاريخ أن رؤساء مصر بعد الثورة هم الرئيس الراحل محمد نجيب و جمال عبد الناصر وأنور السادات و صوفي أبوطالب. فقد نفذ الدكتور صوفي أبوطالب نصوص الدستور المصري في نقل السلطة إلي الرئيس الجديد حسني مبارك في هدوء وبأسلوب ديمقراطي رغم العواصف المتقلبة بعد أحداث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات أثناء العرض العسكري بالإحتفال بعيد النصر في السادس من أكتوبر عام 1981. وسوف يذكر التاريخ البرلماني لصوفي أبوطالب أنه المهندس السياسي الأول الذي حول مبادئ الشريعة الإسلامية إلي مشروعات وقوانين وافق عليها علماء وخبراء من المسلمين والمسيحيين. وعندما استوي عوده البرلماني والسياسي اعتزل الحياة السياسية وعاد يمارس عمله الأصلي أستاذا للقانون بجامعة القاهرة وفضل الأبتعاد عن الساحة السياسية فقد كان مؤمن بأن لكل زمن له رجاله وأحس بأنه قد أدي دوره السياسي بقدر المستطاع. رحم الله الدكتور صوفي أبوطالب الذي شاء قدره أن تصعد روحه إلي بارئها وهو يجدد الدعوة إلي تطبيق الشريعة الإسلامية لإنقاذ العالم الإسلامي من المصائب التي يواجها كل يوم فقد ترك لنا ثروة قومية من مؤلفاته العديدة التي ستكون دائما مرجعا لكل الأجيال أحياءا لذكراه العطرة وسيكون لي الشرف الكبير لعرض مجموعة من الصور النادرة للدكتور صوفي أبوطالب وبعض المحاضرات المسجلة له بكلية الحقوق جامعة فلورنسا عام 2007 لم تنشر ولم تذاع من قبل تقديرا وعرفان لما قدمه في مسيرته العلمية والسياسية.