ثلاث ساعات وأكثر قليلا قضتهم' نجوم وفنون' في كواليس برنامج' البرنامج' لباسم يوسف, بدأت تلك من لحظة وضع الشروط المسبقة للحضور وانتهت عند باب الخروج في الواحدة والنصف صباحا.. وما بينهما كان هناك العديد من الأحداث والمشاهدات والتفاصيل التي بالفعل لايراها أحد في برنامج' البرنامج'في أثناءعرضه علي شاشة قناةcbc يوم الجمعة من كل أسبوع, خاصة أن تلك الحلقة التي حضرنا تصويرها كانت حلقة خاصة جدا, فالتوتر حولها كان كثيرا بسبب التهديدات التي خرجت من بعض المتظاهرين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بالزحف للمسرح الذي يعد فيه باسم يوسف حلقاته, أو تهديدات كانت قد وصلت من جانب المستشار مرتضي منصور قبل أن يتغير موقفه فور أمر النائب العام بضبط واحضار باسم- فتسجيل الحلقة يوم27 مارس كان يوما مكدسا بالأحداث والكواليس ولحظات الترقب والمراقبة الشديدة لحركة الشارع ومن هنا نرصد الكواليس التي لايراها المشاهد كما عشناها. بداية يختار فريق الإعداد والعلاقات العامة للبرنامج أسماء الضيوف عن طريق الموقع الرسمي للبرنامج بعد أن يتم ملء البيانات في استمارة خاصة بذلك علي الموقع, بعدها يقوم الفريق باعداد بحث شخصي عن الشخصية التي تطلب حضور التصوير سواء من ناحية تواجهاتها السياسية أونشاطها علي' الفيس بوك وتوتير' بعدها يتصل بك فريق البرنامج لإرسال الدعوة علي الإيميل أو علي التليفون المحمول, وهذه الإجراءات يتم اعتمادها مع بعض الجمهور العادي الذي يتم اختياره بدقة شديدة, وغالبا لايحضر أعضاء من الاخوان أو السلفين لأن النخبة التي شاهدناها كلها من المعجبين بشخصية باسم يوسف نفسه أو بالبرنامج وحتي المحجبات منهن من أنصاره, ومن يأتي من الدول العربية سواء من الجزائر والمغرب و من سوريا أو من تونس وغيرها' يكونون عادة من أنصار ومحبي البرنامج, فلم يلاحظ وجود أي شخص غير معجب به او حضر من أجل الحضور فقط, كما لم يلاحظ وجود أي فتيات محجبات في المسرح إلا واحدة أو اثنتين قادمتين مع أزواجهن, فالاختيارات علي مايبدو تتم بدقة كبيرة, أما الطريقة الأخري لاختيار الحضور فهي: إما أن تكون معروفا أو شخصية عامة, وعادة تلك الشخصيات التي تحضر الحلقات تجلس في أول الصفوف ليرحب بها باسم, ويشاهدها المشاهد في بعض الحلقات, أما الطريقة الأخري فهي من جانب العاملين في البرنامج أنفسهم من' المعدين والمصورين والمخرجين والفنيين وغيرهم', حيث يتم توجيه دعوات إلي هؤلاء بالاسم, وهم شخصيات معروفة للجميع أو توجيه دعوة إلي عائلة من يعمل في البرنامج أو من أصدقاء ومعارف باسم نفسه, حتي يتم ضبط الشكل العام للمسرح في الداخل. أما خارج المسرح فهناك أعداد غفيرة من الحرس الخاص التابع للشركة المنتجة, ويبدو ظهورهم من أول الشارع المؤدي للمسرح إلي آخر نقطة عند الباب الداخلي للمسرح, وعليك أن تمر بثلاث مراحل للدخول بعد أن تبرز الدعوة وإثبات الشخصية, أولها مع دخول الشارع ثم في منتصف الشارع حيث يتم مراجعة اسمك علي جهاز' أي باد' يمسك به شخص من العلاقات العامة, ومعه افراد شخصان أو ثلاثة يقومون بمراجعة للدعوة, وبعد التاكد من شخصيتك يتم السماح لك بالدخول إلي أقرب نقطة قرب بوابات الدخول في وجود ملحوظ من جانب الحراسة الموجودة في المكان. ولعل أهم الشروط التي ترسل لك علي الإيميل الشخصي, ويحرص فريق عمل البرنامج أيضا علي توضيحها لك في أثناء الدخول هي: الدخول لمدة ساعة فقط بداية من الساعة التاسعة مساء, وتغلق الأبواب في العاشرة تماما, ولن يسمح بالدخول بعد الموعد المحدد, ينتهي العرض في الساعة12:15 صباحا ويتم فتح الأبواب للخروج فقط الساعة12:3, بما يعني أنه ممنوع الخروج في أثناء تسجيل البرنامج, أو الحفل, أو الاستعراض كما يسمونه. غير مسموح بدخول التليفونات أو الحواسب الآلية المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية, مع لافتة' برجاء العلم أنه لا يوجد أماكن لحفظ أية أجهزة فيما عدا التليفونات المحمولة'. غير مسموح بدخول المأكولات والمشروبات. برجاء إظهار التذكرة والبطاقة الشخصية عند الدخول ولن يسمح بالدخول بدون تذكرة. التذاكر شخصية ولا يمكن استبدالها. ممنوع الدخول لأقل من16 عاما. الدخول بالملابس العادية تبدأ اجرءات الدخول للمسرح في طابور طويل بسبب وجود جهاز فحص المفرقعات في الداخل وذلك في حراسة مشددة من جانب أفراد الأمن الموجودين بمحازاة الطابور, وعندما تصل إلي جهاز كشف المفرقعات عليك أن تخلع كل شيء بداية من الحزام وحتي النقود المعدنية التي توجد في جيبك, قبلها تقوم بتسليم تليفونك المحمول مغلقا, وتحصل علي رقم الحفظ في العلاقات العامة, بعدها تستقبلك العلاقات العامة لتوصيلك إلي المقعد الذي ترغب في الجلوس به بحريتك, لكن حسب الأماكن الشاغرة. مع كل فترة زمنية يقوم صوت مسجل بتذكريك بقرب بدء الاستعراض, ومن هنا فعليك أن تذهب إلي الحمام إذا كان لديك رغبة والطريف أنه يتم تشغيل مؤثر صوت يذكرك دائما بالحمام; ثم بعدها يبدأ التحذير عن طريق فيديو يقدمه' خالد منصور' محذرا من وجود أية تليفونات محمولة وفي حالة تهريب موبايل من أحد الخلابيص كما يقول- أو كاميرته فسيتم أخذه للتفتيش جنب مصنع الكراسي, ويشير خالد في الكلمة أيضا إلي ضرورة الحفاظ علي النظام, وتعرض التفاصيل أولا بأول علي الشاشات المنتشرة في أرجاء المسرح بكافة الأحجام, خاصة أن فريق العمل يحرص علي وجود الشاشات أمام الجمهور في كل مكان, وفي الصف الأمامي القريب من المسرح توجد شاشات صغيرة مثل شاشات الكمبيوتر حتي يشاهد الجمهور كل شيء يتم في الحلقة; فالمشاهد في المسرح يشاهد الحلقة بكامل لقطات الفيديو التي تظهر علي الشاشة أثناء العرض الحقيقي لها يوم الجمعة, بل إن الجمهور في المسرح يتمتع بكل الحلقة دون حذف أو وضع صوت صفيرعلي' الكلمات الخارجة' والتي يتم التشويش قبل أن يبدأ باسم في الدخول لتقديم حلقته يقوم' خالد منصور' بتقديم استعراض يقول فيه: أنا جاي أسخن الجمهور لباسم, ويقدم نفسه علي انه من أفراد الاعداد والبحث والتعليق الصوتي في فريق البرنامج, ثم يقدم' استاند أب كوميدي' لمدة15 دقيقة كاملة في إطار هذا التسخين وتجهيز الجمهور لدخول باسم يوسف كإجراء روتيني للحلقة, بعدها يدخل باسم بعد عرض' تتر البرنامج' علي الشاشة, ومن أهم الملاحظات التي لفتت نظرنا أن باسم منذ دخوله إلي المسرح يقدم الحلقة كأنه علي الهواء مباشرة, بمعني أن مدة الحلقة بالفواصل مثل الشاشة بالضبط, فهو لايقوم بالتسجيل او إيقاف التصوير لإعادة اللقطة, إنما كل شئ معد بدقة ليتم التصوير كأنه علي الهواء مباشرة, بحيث يكون فريق الإعداد قد كتب كل تفاصيل الحلقة علي' جهاز الأوتو كيو' أمامه ليقرأ كل كلمة حسب الفقرة التي يقولها, بالإضافة إلي انتشار المصورين علي الكاميرات, لأخذ رد فعل الجمهور حتي تسير الحلقة بدون أي مشكلات أو إيقافات. في الفاصل الأول يحرص باسم يوسف علي إجراء حوارواسع مع الضيوف موضحا أنه يحب أن يتعرف علي جمهوره بشكل واضح, كما يرحب بأي اسئلة له والرد عليها بحرية, وهو هنا يجلس كرسي هزاز استعدادا للفقرة التالية مع استقبال أهم اسئلة الضيوف, وفي هذه الحلقة الاستثنائية كان أول سؤال من إعلامي جزائري طالب باسم بأن يتنقل البرنامج من مناقشة الشأن المصري إلي الشأن العربي؟ فرحب به باسم بطريقته قائلا مهلا وقافزا في الهواء قائلا' فشخناكم أربعة صفر في بطولة إفريقيا وواحد صفر في إفريقيا للشباب ولسه كمان' ثم قال:' أنا بوعدك إنك مش هتتضرب خلاص ياجماعة الراجل ضيف' فينفجر المسرح بالضحك, بعدها أجاب باسم قائلا: الحقيقة اختلاف اللكنات هو السبب, فبعض الكلمات هنا لها معني وفي تونس مثلا لها معني آخر, وفي الجزائر لها معني ثالث, وضرب مثلا قائلا:' أنا مثلا قابلت واحد في تونس مثلا وضحك وقال لي أنت' معرص' فقلت له: ليه بتشتمني فوجدت أن الكلمة بالسين وليست الصاد وتعني' معرس' يقصد متزوج, كما أن أحد أفراد البرنامج, وهو مدير التصوير في المغرب أو في احدي الدول قال' عاوز أبص علي المكان' وكلما قال للمسئولين هناك' عاوز أبص' علي المكان لضبط الاضاءة يجدهم يسقطون من الضحك ووجدت أن الكلمة معناها' قبيح جدا' وهي خروج الغازات من الإنسان, إذا هذه فقط التي تمنع من التطرق لمناقشة الشئون العربية في الحلقات, وانتقل باسم إلي سؤال آخر من أحد الضيوف وهو' أحمد عادل' الذي قال له: لماذا لم تتناول في هذه الحلقة مشكلتك مع المستشار مرتضي منصور؟, فأجاب باسم ضاحكا: أنا قلت في الحلقة الماضية أنا لن أتحدث مرة أخري في هذا الموضوع, لقد فعلت ما أريد وانتهي الموقف, حتي لو خرج المستشار مرتضي منصور يهاجمني فلن أرد, ثم ماذا أفعل في شخص يقول لي' أمك أمك أمك, أرد عليه إزاي يعني أنا مش فاضي بقي للشغل ده', أما لماذا هاجمته بهذا الشكل خاصة الاستعراض الأخير, فهذا رغما عني خاصة بعد أن خرج مرتضي علي القنوات الإسلامية, ومنها' قنوات السلفيين' وهاجمني بضراوة, مع أن الموقف كان يمكن أن يقتصر علي' رج بسيك' لو اكتفي مرتضي بالرد عليه في قناة واحدة فقط, لكني وجدته يدور علي القنوات ويتحدث بتحد, لذا فكرت في الرد عبر الاستعراض الأخير الذي قدمته في الحلقة الماضية. وأكد باسم أنه يعرف أسلوب مرتضي جيدا, وضرب مثلا بالسائل فقال له اسمك أحمد عادل, هل انت متزوج؟, فقاله نعم, قال له باسم اسم زوجتك إيه؟ فاجاب' راندا' فقال باسم' أهو مرتضي بقي هيقولك يا أحمد ياللي متزوج رندا يالي ساكن في كوبري القبة الدور الثالث هه انا عارفك اهو واضح', وعلي أثر ذلك رفض باسم بشده أن يستجيب لرغبات الجمهور في توجيه أي نقد في الفقرة التالية لمرتضي منصور حتي لو كان علي' سن المعلقة' كما قال له أحد من الجمهور, بعدها بدا باسم فقرته الثانيه وهي بعنوان' ألف نيلة ونيلة', والتي ظهرت في الحلقة وتم حذف أكثر من نصف الكلام منها لأنه خارج عن النص في كلام باسم التي عرضت علي الشاشة. في الفاصل الثاني والثالث والأخير يقوم باسم بالتواجد مع فريق عمله المنتشر في المسرح والحاضر بكامله بما يزيد علي'15 فردا' من الفتيات والشباب الجالسين علي الأرض كي يتابعوا الفقرات, ويتابعون الصوت والصورة, خاصة أن السماعات التي توجد تحت كل صف من المقاعد أو منتشرة علي أجناب المسرح تجعلك تسمع كل كلمة يقولها باسم أثناء التصوير أو الفاصل, فعندما قدم باسم فرقة' وسط البلد' جلس بجوار فريقه علي الارض يتابع الأغاني التي تؤديها الفرقة, ولم يتحرك إلا للحديث مع أحد السائحين الانجليز قليلا, وعاد إلي مكانه علي الارض بجوار فريقه المتكامل في إطار الحرص علي الحماية, والتأكيد أنهم حريصون علي العمل في فريق واحد, وأن حضورهم العمل بهذه الطريقة نابع من عشقهم الفكرة والبرنامج, ويحرص باسم علي أن يقف مع الجمهور بعد انتهاء الحلقات, والتوقيع علي اتوجرافات المعجبين, والحديث بطرافة معهم حيث يكون الحوار مفتوحا بينه وبين الجمهور الذي أصبح هو حصن الأمان الأول والأخير ل'باسم يوسف', وكما أكد لنا' محمد بخاتي' مصمم الصورة في فريق باسم قائلا: ستخرجون في الساعة الواحده صباحا, وهو حدث بالفعل كنا خارج المسرح في هذا التوقيت تماما.