شهد العالم العديد من الازمات, لعل اشهرها ازمة الكساد العظيم عام1929, وأزمة جنوب شرق آسيا في1997, والأزمة العالمية2009 وحاليا لا حديث ألا عن ازمة منطقة اليورو واليونان. وبغض النظر عن اسباب وقوع تلك الازمات فان ما يهمنا في مصر هو التعرف علي الاجراءات التي اتخذتها تلك الدول للخروج من ازماتها, وما اسفرت عنه من نجاح او فشل فمثلا نعلم ان ماليزيا رفضت نصائح صندوق النقد الدولي في تعويم عملتها في حين قبلت دول جنوب شرق آسيا الاخري مثل اندونيسيا وهو ما اضرها ونجت ماليزيا. ايضا فان عدد جريدة لوموند دبلوماتيك التي توزع مع الاهرام نشر مؤخرا مقالا للسفير اليوناني بالقاهرة تحدث فيه عن اخطاء بلاده في قبول شروط الصندوق والترويكا الاوروبية لإنقاذها من الإفلاس, حيث كشف عن دفع اليونان فوائد بقيمة63 مليار يورو نظير تحمل الاتحاد الاوروبي سداد ديونها المستحقة قبل عام2010, وان دافع الضرائب الاوروبي لم يسهم بأي بنس في الازمة اليونانية. وأكد السفير ان الاتجاه لسياسات تقشفية لم يسفر إلا عن اشتداد الازمة دون اي بارقة امل رغم تحقيق بلاده لفائض بميزانيتها خلال يناير الماضي بلغ398 مليون يورو, وفي المقابل كشفت الأرقام التي اوردتها لوموند عن خروج آلاف السيارات من شوارع اليونان زادت علي ال600 الف سيارة منذ عام2010 بسبب الازمة وتخفيض المعاشات والأجور بنسبة50% وارتفاع سن التقاعد الي65 عاما. اذا كان هذا هو حال اليونان مع اوروبا فان الحديث عن ان العالم الخارجي سيتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ مصر, لاشك انه غير واقعي, إنني اضم صوتي لصوت وزير المالية الذي دعا الي التحرك لإنقاذ مصر بالعودة إلي العمل والإنتاج والاتفاق علي تأجيل المطالب الفئوية لفترة تسترد فيها مصر عافيتها وتستقر سياسيا لنمضي قدما في رحلتنا مع التاريخ وإلا. لمزيد من مقالات امال علام