ليسمح لي الإعلامي المتمكن طوني خليفة أن أستخدم عبارته عنوان هذا المقال لإعجابي بها وبه , وكان هذا الحوار مع أبواسلام صاحب قناة الأمة الذي يقول عن نفسه إنه كاتب ومفكر وصاحب رأي, الغريب أن حوار توني خليفة كان من موقف واحد أو رأي واحد هو موقف أو كلام أبواسلام. أما الحوار فكان معدوما حيث إن الرجل( أبواسلام) لا يسمح لأحد في الدنيا أن يحاوره, لأنه مبرمج علي مفاهيم معينة لا يمكن لأحد مناقشتها, فعندما طلب المذيع أن يأتي له بكبار علماء الأزهر الشريف لحواره ومناقشته, رفض ذلك رفضا باتا, وهو في مناقشته في برنامج, أجرأ الكلام] لا يريد أن يسمع بل يريد أن يتكلم ليعبر عن تعصبه الشديد المريض وكراهيته للمسيحية دون سبب أو علم أو معرفة فهو يقول: لا يوجد إنجيل في العالم..! والمسيحية تحرض علي القتل وسفك الدماء..! والكنيسة ليس لها رب وليست مهذبة..! هاجم أبوإسلام المسيحية هجوما فظيعا, ولا يريد المناقشة, ثم يقول لك إنه مفكر وصاحب رأي!؟ وهل هناك مفكر لا يقبل الحوار أو المناقشة؟ ثم من أين أتي أبوالإسلام بمعلوماته الجهنمية الجاهلة عن المسيحية؟ وما هي مراجعه؟ الاسلام يعترف بالمسيحية وبالإنجيل, بل إن المسلم الحقيقي لابد أن يعترف بذلك تبعا لنصوص القرآن الكريم نفسه, إذن كيف يتجرأ أبوإسلام علي الهجوم الشامل علي المسيحية وعقيدتها ومبادئها التي تدعو الناس جميعا إلي الحب والمودة؟ أوليس هذا الهراء الذي يقوله يضعه تحت طائلة القانون ويعاقبه بازدراء الأديان, وهو الذي لم ينته من مشكلة أو جريمته الأولي التي أحرق فيها الإنجيل المقدس علنا أمام الكاميرات؟ وقد هاجم المذيع نفسه الذي يحاوره, مما جعل طوني خليفة يقول له أنا مسيحي عاشق للإسلام وأنت مسلم كاره للآخرين. عبارة طوني خليفة ذكرتني بعبارة أخري مماثلة كان يذكرها دائما كاتبنا الكبير الراحل سلامة موسي وهي: أنا أحب المسيح وأجل محمد واحترم بوذا وأقدر فولتير فكل هؤلاء منابر في حياة الإنسانية.. هكذا أي مثقف أو صاحب رأي أو مفكر يحترم كل الأديان والأفكار التي تدعو الي الحب والخير والحق والجمال, والي جمع الناس جميعا في منظومة إنسانية واحدة تعمل من أجل الجميع دون تفرقة, من أجل رفعة الإنسان وتقدمه وصحته الجسمية والنفسية, أما الذين يهاجمون الآخرين فهم مرضي بالتعصب الذي يخرب البيوت ويحرق القلوب ويدمر الحياة. إبو إسلام بعد هجومه المفزع الجاهل عن المسيحية, يقول إنه يريد مقابلة القمص زكريا بطرس الذي كان يهاجم الاسلام في قناة تليفزيونية تبث خارج مصر لكي يقبل يده, لأنه هو الذي جعله يهاجم المسيحية! إذن العملية تار بايت بين القمص وأبواسلام, وحتي نقترب من الحقيقة, فإن القمص زكريا بطرس أخطأ كثيرا فيما فعله, وكان كاتب هذه السطور أول من يهاجمه, لأن رجل الدين الحقيقي هو الذي يدعو اتباعه الي الإيمان بالله وبتعاليم دينه الأخلاقية والإنسانية, ولا يتعرض للأديان الأخري إلا بالاحترام, أما أن أهاجم الدين الآخر فهذه دعوة للكراهية والتدمير, ورجل الدين يدعو للتعمير والحب والإخاء, ولست وحدي الذي هاجم القمص زكريا بطرس, بل كل أقباط مصر رفضوا ذلك ولكنه كان يذيع من الخارج ولم نكن نستطيع عمل أي شيء لإيقافه. أما أبواسلام فهو يطلع علينا كل يوم صباحا ومساء يهاجم المسيحية ويخرج حتي عن تعاليم ونصوص القرآن الكريم دون أن يرشده أحد للصواب, وقد هاجمه رجال وعلماء الأزهر الشريف دون فائدة. لمزيد من مقالات فايز فرح