كتب علي شيخون: تحول الميدان إلي حلبات صراع وصل عددها إلي قرابة 25 حلبة, يتحلقها مواطنون من الشباب وكبار السن, ويتوسطها ثائر يتحدث ويخرج عليه مواطن, وسرعان ما يتناحران بالحناجر, اقتربت من الحلبة الأولي. , وهي الأكبر يتوسطها ثلاثة ثوار ممسكين بملابس ملطخة بالدماء يهاجمون المجلس العسكري ويتهمونه بقتل الثوار فخرج عليه مواطن شاب وقال لهم هل الثوار يحرقون رد عليه أحدهم رافعا يده وهي ملطخة بالدماء قائلا: هذه دماء الشهيد الشيخ عماد, فيقول له الشاب الشيخ عماد كان في الميدان يطالب بمنع الحرائق وسقط شهيدا برصاصة من خائن, فيرد عليه الثائر بصوت عال رافعا يده وهي ملطخة بالدماء قائلا إن الميدان ليس فيه خونة, ونزل بيده علي وجه المواطن لينال صفعة شديدة ومفاجئة ويمسك بالمواطن وينهال عليه بالضرب, ولولا تدخل بعض المواطنين الذين خلصوه من يد الثائر كان قتل في الحال وبعد أن تركه الثائر قال المواطن لماذا لا يقبلون رأيا آخرا مخالفا لوجهة نظرهم. تركت الحلبة إلي أخري, وحدث آخر يقول هناك قناصة أعلي أحد المباني المواجهة للتحرير تصطاد الثوار بدم بارد فيخرج له أحد المواطنين ويتوسط الحلبة ويقول له, ولكن الدكتور الشهيد مات بطلقة من سلاح يبعد عدة مترات أي أن الرصاصة جاءت من الميدان وليس من أعلي مبني المجمع, فيقول له الثائر أمامك الميدان لن تجد فيه إلا الحجارة, فيقول له المواطن وأين المولوتوف الذي أحرقتم به مبني هيئة الطرق والمجمع العلمي, ويعلو صوت الثائر بأن قوات الشرطة العسكرية هي التي أحرقت هذه المباني بالمولوتوف وينسحب المواطن من الحلبة خوفا من بطش الثائر بعد أن رفع صوته قائلا: إحنا بنضحي بأرواحنا علشانكم. وفي حلبة ثالثة, كان الثائر يشرح للمواطنين كيف أن الثوار يتحملون البرد جالسين علي الرصيف منذ أسابيع مطالبين بمحاسبة الفاسدين, فيقول له مواطن في الأربعينيات بيده حقيبة حرام عليكم أوقفتم حالنا وحرقتم البلد, مضيفا بغضب أنا أذهب إلي عملي يوميا حتي أكسب رزقي من عرقي ولا أحصل علي أموال من ناس يريدون حرق البلد. لم يختلف الأمر في باقي الحلبات التي تشير إلي انقسام الميدان, وأن الثائرين في الميدان من الصبية والشباب لا يستمعون لصوت العقل, وأن هناك تنظيما دقيقا وراء ما يتم في الميدان, فهناك شباب يقوم بتنظيم المرور, وآخرون شكلوا حواجز بشرية أمام الحواجز الأسمنتية التي تعزل الميدان عن قوات الأمن بشارعي قصر العيني والشيخ ريحان.