نشرت مجلة ريدرز دايجست عددا خاصا عن الفيتامينات والمكملات الغذائية دراسات تفيد في الوقاية من أمراض البرد والانفلونزا, وذلك باستخدام فيتامينات وأعشاب معروفة, وقبل أن أوضح أهمية هذه المواد من واقع ما جاء في الإصدار وما نشر في مجلات علمية, أود أن أوضح دور أنسجة المناعة الموجودة في بطانة الأنف في مقاومة الفيروسات التي تجد سبيلا إلي الأنف عن طريق العدوي, فحينما يتعرض الإنسان للبرد تحدث تغيرات في بطانة الأنف من شأنها تقليل الدم الذي يحتوي علي خلايا مناعية وأجسام مضادة للفيروسات والبكتيريا, ويترتب علي ذلك قلة الدم وبالتالي قلة الخلايا والأجسام المناعية وتنشيط الفيروسات الموجودة في الأنف نشاطا يمكنها من إحداث تلف في بطانة الأنف ينتج عنه إفراز مواد مثيرة لها, أهمها الهستامين الذي يترتب علي زيادته حدوث العطس والرشح والزكام, وهي من أهم أعراض البرد والانفلونزا, بالإضافة إلي أعراض أخري مثل الصداع والحمي والأوجاع البدنية والسعال. ولقد اهتمت دراسات استهدفت مقاومة فيروسات البرد والانفلونزا بالكشف عن لقاحات تساعد في منع الاصابة بالمرض, بيد أن اللقاحات لم تساعد في مقاومة الفيروسات في عدد كبير من الأفراد, كما أن اللقاح قد يسبب أعراض حساسية في عدد ضئيل من الناس, ولذلك اتجهت الدراسات الحديثة إلي البحث عن منتجات طبيعية تساعد في تنشيط المناعة ضد فيروسات البرد والانفلونزا دون أن تسبب أعراضا جانبية أو متاعب لمن يتناولها, ولقد أبرز إصدار مجلة ريدرز دايجست استخدام أهم المنتجات الطبيعية التي تساعد في الوقاية من هذه الفيروسات ومنها استخدام عشب إكينشيا يوميا لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل بداية فصل الشتاء, مع مراعاة ألا تتجاوز مدة الاستخدام شهرين, حيث من المحتمل أن يترتب علي ذلك إصابات في الكبد, وتجدر الإشار إلي أن هذا العشب استخدم في البحرية الأمريكية للمساعدة في التئام جروح الجلد ومعالجة لدغات الثعابين وعلاج السعال المصاحب لأمراض البرد والإنفلونزا, ولقد أثبتت دراسات حديثة أن هذا العشب يساعد في إفراز مادة بروبردين التي تساعد في زيادة كفاءة جهاز المناعة في القضاء علي الفيروسات والبكتيريا, ولقد أشارت المجلة إلي أن تناول فيتامين سي (250 مجم) يوميا يقلل فرصة الإصابة بأمراض البرد والانفلونزا, وبخاصة في المسنين والمدخنين, ومن أهم مصادر فيتامين سي البرتقال واليوسفي والجريب فروت والجوافة والطماطم. وهناك دراسات حديثة عن فيتامين د من أهم مصادره زيت السمك حيث إن إعطاءه للأطفال يوميا يؤدي إلي منع الاصابة بانفلونزا ويفيد تناول فيتامين د أيضا في الوقاية من مرض السكر والمعتمد علي الأنسولين والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المنتشر, مما يساعد علي علاج هشاشة العظام, وفي إحدي كليات طب هارفارد بأمريكا أجريت دراسة بينت أن تناول الشاي الأخضر يساعد في تنشيط المناعة ضد الفيروسات والبكتيريا, وتشمل المشروبات التي تساعد في علاج أمراض البرد والإنفلونزا والوقاية الزنجبيل والقرفة. وفي بريطانيا أجري أحد الباحثين دراسة عن تأثير العنصر الفعال في الثوم, وهو أليسين, وكذلك باعطائه لعدد من المتطوعين علي هيئة كبسولات مع بداية الشتاء, وذلك بالمقارنة بأفراد لم يتناولوا مادة الثوم, حيث دلت النتائج علي انخفاض ملحوظ في نسبة الإصابة بسبب تناول مادة الثوم. وتفيد بعض الدراسات أن تناول خلاصة أوراق شجرة الزيتون يوميا لمدة6 أشهر قبل الشتاء يؤدي إلي تقليل نسبة الاصابة بالبرد والإنفلونزا. د.عزالدين الدنشاري