هو الشهيد أحمد محمد صالح(21 سنة)الذي سلم الروح إلي بارئها في الساعات الأولي من صباح يوم السبت الماضي, متأثرا بجراحه, أثر إصابته بطلق ناري في الرقبة, ودخل في غيبوبة لمدة3 أسابيع, ليصبح آخر شهداء موقعة شارع محمد محمود. والباشا الجدع لم يعد وصفا يطارد المتهم باصطياد عيون الثوار وحده, بل باتت هناك قائمة سوداء- طويلة عريضة- تتقدمها أسماء الذين أمروا بتصويب فوهات البنادق إلي عيون وأعناق وصدور أبنائنا في ميدان التحرير وشارع محمد محمود, ومن قبلها أمام ماسبيرو والعباسية ليضاف إلي قائمة الشرف والمجد45 شهيدا, وليصبح الإجمالي- منذ بداية الثورة في يناير وحتي تاريخه- نحو الألف, وليصل عدد المصابين إلي نحو12 ألفا, بينهم المئات الذين فقدوا أعينهم, إضافة إلي ألف مفقود. كنت في زيارة لأحد مصابي الثورة بقصر العيني, وشاءت الظروف أن تتزامن الزيارة مع خروج جثمان الشهيد أحمد محمد صالح من المستشفي, وأن أشاهد- بنفسي- العشرات من النشطاء وأصدقاء وأهل الفقيد وهم يهتفون بأعلي صوتهم: وحياة دمك يا شهيد.. لتقوم ثورة من جديد.. يا شهيد نام وارتاح.. هنجيب حقك من السفاح.. القصاص القصاص.. قتل إخوتنا بالرصاص.. الزميل محمد أبو ليلة من صحيفة صوت الأمة قدم وصفا تفصيليا لحالة مصابي التحرير وشارع محمد محمود, مشيرا إلي أنهم لا يزالون يعانون ويرقدون في المستشفيات, بعضهم في غيبوبة كاملة, وبعضهم أصيب بالشلل, والبعض الآخر إصابتهم خطيرة ومهددون بعاهات مستديمة. أمثلة لستة أسماء وردت في صوت الأمة وتفاصيل إصاباتها كالتالي: طارق خالد جعفر(21 سنة) طالب بكلية الهندسة, يرقد في مستشفي قصر العيني بعد إصابته بطلق خرطوش في الظهر. أحمد محمد الأنصاري(21سنة) مصاب بطلق ناري في العمود الفقري وقطع في النخاع الشوكي وفي غيبوبة ومحتجز بقسم5 في مستشفي قصر العيني. عمر فتحي(20 سنة) يعمل في معرض سيراميك بالمريوطية ومصاب بانفجار في القرنية وقطع شريان ونزيف داخلي في العين بالإضافة إلي إصابته بخرطوش في الظهر. محسن الورداني(20 سنة) فقد عينه اليسري بطلقة رصاص مطاطي.. ولا تزال رصاصة في عينه!! بسام أحمد( طالب) مصاب بطلق ناري في الرأس نتج عنه تدمير الفص الشمالي للمخ ويرقد حاليا في غيبوبة وفي شلل نصفي بمستشفي قصر العيني. رمضان أحمد محمود صالح, طالب بمعهد الحاسب الآلي, تلقي رصاصة في رقبته, قطعت النخاع الشوكي ودخل في غيبوبة. الزميل أبو ليلة نسب لمنسق لجنة شباب الإغاثة والطوارئ بميدان التحرير شادي سامح قوله:إن مستشفي قصر العيني لا يريد علاج المصابين وان إدارة المستشفي تريد إخراج المصابين في أسرع وقت ممكن وبدون إكمال علاجهم!! بالذمة هل تجوز مثل هذه المعاملة غير اللائقة إذا كانت صحيحة من جانب إدارة المستشفي مع مصابي الثورة خاصة أنها تأتي بعد مطاردتهم وسحلهم في الميدان, مما أشعل المواجهة المؤسفة مع قوات الأمن بشارع محمد محمود. قيل في وقت لاحق علي لسان الدكتور الجنزوري إنه سيتم ضم شهداء ومصابي المجزرة ليضافوا إلي ضحايا ماسبيرو ومنحهم الامتيازات والعطايا الخاصة بشهداء ومصابي الثورة, وتردد أنه يجري إنشاء مجلس قومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين, وأن قضيتهم لن تقتصر علي المعاش والتعويضات وستكون لهم ولأسرهم الأولوية في معاملة خاصة لدخول النوادي والاختيار منهم لعضوية المجالس النيابية, مع تحديد52 مستشفي لعلاج المصابين وأسرهم. كيف نصدق مثل هذا الكلام المرسل بشأن تحسين معاملة شهداء الثورة ومصابيها في الوقت الذي لم يتقرر فيه حتي تاريخه ومنذ يوليو الماضي مصير شهيد موقعة العباسية, الشاب الأسواني الراحل محمد محسن ؟! بالمناسبة, هل رأيتم الرئيس التونسي الجديد, المنصف المرزوقي وهويقسم بأن يكون وفيا للشهداء وأهداف الثورة خلال أدائه اليمين؟ هل رأيتموه وهو يبدأ عهده بدموع أثارت إعجاب شعبه, ولفتت أنظار العالم عندما تذكر بكل تقدير واحترام مصابي الثورة التونسية؟. [email protected] المزيد من مقالات كمال جاب الله