حالة من الهدوء الحذر تسود مبني جامعة الإسكندرية عقب تراجع رئيس الجامعة المنتخب د.أسامة ابراهيم عن تصريحاته التي أدلي بها في المجمع الإنتخابي بتطوير المنظومة العلاجية لأعضاء هيئة التدريس. أو رغبته في إسناد منصب أمين الجامعة إلي أعضاء هيئة التدريس مما أثار حفيظة الموظفين الذين يرون في هذا المنصب قمة الهرم الوظيفي لهم فكيف ينتزع منهم ويذهب إلي أعضاء هيئة التدريس. و جاء الاجتماع الذي عقده رئيس الجامعة مع الموظفين لتسود حالة من الهدوء الحذر في إنتظار القادم الأهرام وصل لحقائق الأزمة و أسبابها. عدد من الموظفين داخل إدارة الجامعة أجمع علي أن الأزمة مع رئيس الجامعة نبعت من تصريحاته أثناء الإنتخابات برغبته في تطوير منظومة الرعاية الصحية لأعضاء هيئة التدريس في ظل إلحاح أعضاء هيئة التدريس للفصل بين الموظفين و الأساتذة في العلاج, و لكن المشكة الأكبر كانت في التصريح الذي أدلي به أثناء انتخابات رئاسة الجامعة,وهي رغبته في استحداث منصب نائب رئيس الجامعة للشئون المالية و الإدارية و هو ما تسبب في أزمة مع الموظفين لأن إستحداث المنصب في قانون الجامعات يمثل إقصاء لمنصب أمين الجامعة و هو قمة الهرم الوظيفي للعاملين بالجامعة خارج إطار الأساتذة. كما أثار هذا التصريح الخوف لدي الموظفين لأن هذه الفكرة كان قد تم طرحها قبل الثورة من الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية الأسبق مبررا طرحه بتقاعس الموظفين عن أداء المهام الإدارية, و أنهم سبب الروتين و بطء الإجراءات المالية و الإدارية في الجامعة و هو ما رفضه الموظفون باعتبار أن السبب الرئيسي في البطء يرجع إلي القواعد و القوانين التي تعتمد علي المناقصات و المزايدات و أن الموظف لابد أن يلتزم بها و إلا سيلاحق قانونيا. و إن كان تراجع رئيس الجامعة عن التصريحات في لقاء جمعه مع الموظفين أعاد الهدوء الحذر داخل مبني الإدارة الجامعية و كذلك قراره برفع حافز الإثابة للموظفين إلي200% بدلا من150% إلا أن الموقف سيعود للإشتعال في حالة استحداث منصب نائب رئيس الجامعة للشئون المالية و الإدارية و قتل الطموح الوظيفي لدي الموظفين. و يقول أحد الأساتذة إن تلك الأزمة كانت مفتعلة في ظل إنتخابات رئاسة الجامعة التي تميزت بالتنافس الشديد بين رئيسة الجامعة السابقة د.هند حنفي و رئيس الجامعة الحالي المنتخب د. أسامة إبراهيم الفائز بفارق3 أصوات, و أن الاوضاع الحالية هي الصحيحة وعلينا انتظار العمل من رئيس الجامعة و إعطاءه الفرصة كاملة بلا ضغوط, و أن الأمر لم يتعد سوء فهم للتصريحات من قبل الموظفين. أما الدكتور حسن السعدي الأستاذ بكلية الآداب فيري أن الموظفين هم أحد أضلاع مثلث المنظومة التعليمية في الجامعة و الإهتمام من القيادة الجامعية لاينبغي ألا يكون لطرف علي حساب آخر فالطلاب والأساتذة وأعضاء هيئة التدريس شركاء في المنظومة التعليمية. و أضاف أن منصب أمين الجامعة هو قمة الطموح الإداري للموظف و ليس من العدل سلب هذا الإختصاص لحساب ضلع آخر و هو عضو هيئة التدريس كما أن سلب هذ الإختصاص من الموظفين يمثل إنهاء لطموح الموظف, مؤكدا أن الحكم الفصل في طرح منصب نائب رئيس الجامعة للشئون المالية و الإدارية علي وجهتها تخضع للمواد المنظمة لقانون تنظيم الجامعات شريطة ألا تتعارض مهامه في حالة إقراره مع اختصاصات أمين الجامعة المنصوص عليها في القوانين المنظمة للهياكل الإدارية بالجامعة.