بصرف النظر عن الطريقة التي تم بها فرض الدكتور كمال الجنزوري كرئيس لحكومة الانقاذ الوطني والاصرار عليه تحت ذريعة ان المجلس الأعلي هو الذي يعرف مصلحة مصر, وان المصريين نخبا وشعبا- لايعرفون وغير ناضجين بعد للاختيار, فان الرجل امامه تحديات صعاب عليه مواجهتها فور ادائه اليمين. اول هذه التحديات اصلاح حال الاقتصاد الذي تأثر بشكل كبير بسبب عدم تحقيق الامن وخوف عدد من رجال الاعمال من احتمالات مطاردتهم جنائيا بتهم الفساد, وسوء ادارة حكومة عصام شرف للملف الاقتصادي. فقد مل الخبراء والمخلصون من الكتاب والمثقفين من دعوة شرف الي وضع حد اقصي لمرتبات رؤساء البنوك والمؤسسات العامة والجامعات والبورصة! وشغلت حكومة شرف نفسها بالتفاهم مع المجلس العسكري في ترويع المصريين من التدهور الاقتصادي وانخفاض الاحتياطي من النقد الاجنبي حتي تروج لمقولة ان المظاهرات في ميدان التحرير هي السبب الرئيسي في الخراب الاقتصادي الحاصل وليس سوء ادارتها وعدم مصارحة الشعب بالحقائق والارقام. وعلي سبيل المثال. ثانيا: الامن.. وهو اهم تحد يواجه الجنزوري بعد الاقتصاد.فالامن هو الذي يشجع علي الانتعاش الاقتصادي ويشعر رأس المال- الجبان بطبعه- ان احوال مصر مستقرة. ويبعث برسالة مهمة ليس فقط للمستثمرين الاجانب ولكن لرجال الاعمال الوطنيين من المصريين الشرفاء وليس اللصوص ان مصر هي الباقية لهم وليست اسبانيا او غيرها. وقد فشلت حكومة شرف فشلا ذريعا في تحقيق الامن والقضاء علي البطجية او تطهير الداخلية من اللواءات الحيتان الذين مازالوا يديرونها تماما وكأن حبيب العادلي بداخلها او تطهير امن الدولة من العناصر الفاسدة التي مازالت تلعب! ثالثا: انجاز محاكمات الفاسدين والقتلة من رموزالنظام السابق والتي تحولت الي مسرحيات هزلية لا يصدقها احد, وبات اغلب المصريين علي اقتناع بانه لن يصدر حكم جدي علي احد من رموز النظام السابق مادام ان حيتان الداخلية يحكمون ويخفون كل ما يدين هؤلاء وليس بيد القضاء من حيلة! المزيد من أعمدة منصور أبو العزم