علي الرغم من أن السينما المصرية من أعرق صناعات السينما في العالم ومن ضمن أكثرها قوة.. إلا أن ذلك لا يمنعنا من الاستفادة من تجارب الآخرين بالذات في هذا التوقيت الصعب التي تمر به سينمانا الآن. . وخلال زياراتي المتكررة للمغرب وتحديدا خلال زيارتي الأخيرة لطنجة لمتابعة المهرجان القومي للفيلم هناك.. تأكدت كم قطعت المغرب أميالا كثيرة عنا في أكثر من نشاط سينمائي.. وكم نحتاج أن نقتدي بها في عالمنا السينمائي المصري اليوم, والأنشطة هي نشاط صندوق دعم السينما بالمغرب وهو المصدر الرئيسي لتمويل كل الانتاج السينمائي للأفلام الطويلة الذي بلغ15 فيلما وللأفلام القصيرة الذي بلغ36 فيلما.. وآلية الانتاج هناك شديدة البساطة وهي أن يتقدم المخرجون بنصوص السيناريو من خلال مسابقة ويتم اختيار الأفضل بغض النظر عن أسماء المتقدمين وسابق خبراتهم.. ويتم منح أكثر من80% من ميزانية الفيلم في صورة أموال سائلة تنفق علي الفيلم.. وبمقارنة هذا الدعم بمشروع الدعم المصري الذي اقيم منذ سنوات ولم ينته حتي الآن.. سنجد أن الدعم المصري حفل باجراءات بيروقراطية عقيمة مثل عدم دفع أموال سائلة للمنتجين ودفع الأموال لشركات الخدمات التي استأجر منها المخرج معداته.. وتحديد مشاركة الدعم بما لا يزيد عن25% من ميزانية الافلام وقد تعطل الدعم لسنوات طويلة عندما تم اكتشاف ان السيناريوهات الممنوحة الدعم ليس مع مخرجيها مصادر تمويل أخري.. وتم تفضيل الأسماء الكبري المعروفة بالدعم وبدون الالتفات للشباب.. بالاضافة للنقطة الأهم وهي أن لجنة التحكيم كانت من الأسماء الكبري التي تكاد تكون ثابتة في كل المسابقات من مشروع الدعم للمهرجان القومي لجائزة ساويرس ما يشكل احتكارا لذوق واحد في اختيار الأفلام في أغلب المسابقات والجوائز.. وتتفوق المغرب ايضا بمهرجانها الوطني للأفلام الذي يأتي بلجنة تحكيم دولية لضمان الحيادية.. ويقام في قاعةسينما احترافية وبقيم انشطة موازية لتشجيع الصناعة مثل لقاءات الانتاج المشترك مع35 منتج من بريطانيا.. والمقارنة مع المهرجان القومي في مصر ليست في صالحنا.. لأن العروض تقام منذ أكثر من عشر سنوات في مسرح الجمهورية الذي يعد مكانا غير مؤهل بتاتا للعروض السينمائية بالاضافة للآفة الكبري, وهو تكرار اسماء كثيرة في لجان التحكيم بدون اشراك أجيال جديدة أو عناصر تتابع السينما الحديثة أو أصوات مستقلة بحق.. فضلا عن عدم الاجتهاد لعمل أي أنشطة تساعد صناعة السينما علي النهوض بخلاف التكريمات التي باتت باهتة ولا يحضرها الجمهور بسبب عدم تجديد رؤاها وتكليف النقاد بكتابة كتب عنها قبل المهرجان باسابيع قليلة فتخرج أغلب الكتب انطباعية أكثر منها عميقة... وعلي عجل.. في المغرب رأيت المهرجان يدعو صحفيين ونقادا أجانب ليروج للسينما المغربية في حين أن نقادا كثيرون وممثلين وفنيين مصريين لايحضرون مهرجانهم لأنهم يشعرون أنه يعبر عنهم, المغرب أيضا يقيم مهرجانات سينمائية في كل مدينة مغربية كبيرة كل منها يحمل تخصصا ما ومنها ما هو دولي عام كمراكش.. في حين أننا ندور في فلك ثلاث مهرجانات أساسية هي القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية.. أما النشاط الرئيسي للمغرب فهو نجاحه في أن يصبح أهم مكان لتصوير الأفلام العالمية في العالم ويحقق سنويا مدخولات تبلغ مائة مليون دولار في حين لا لانستضيف حتي ولا1% من هذا الرقم.. ولهذا حديث مطول بالمقارنة مع الظروف والعوائق امام اجتذاب فرق التصوير العالمية لبلادنا.. وراء كل هذا الجهد بالمغرب الناقد الكبير نور الدين صايل الذي حول المركز القومي للسينما هناك والذي يرأسه الي مؤسسة سينمائية حقيقية تضم كل الأنشطة السينمائية..