بالرغم من وجود مصنع لتعبئة أسطوانات بالاحايوة شرق بمركز أخميم وتحويل أكثر من41 ألف وحدة سكنية بمدينة سوهاج للعمل بالغاز الطبيعي, ويحدث ذلك علي الرغم احتدمت أزمة البوتاجاز بمحافظة سوهاج إثر قيام أهالي مدينة البلينا أمس الأول بقطع خط السكك الحديدية احتجاجا علي نقص الأنابيب إن وجدت بعد ارتفاع أسعارها لأرقام غير مسبوقة بلغت03 جنيها رغم قيام أجهزة الأمن باستعانة بنحو3000 أسطوانة من محافظة أسيوط لتوزيعها علي الأهالي. وأمام هذه الأزمة الخانقة التي بدأت قبل عيد الأضحي المبارك ومازالت مستمرة وفي تصاعد يوما بعد يوم لم يجد الكثيرون من سكان القري وبخاصة الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل مفرا من العودة من جديد لاستخدام الكانون والفرن البلدي والتي كان قد تم هدمها ولاستغناء عن معظمها خلال السنوات الماضية في إعداد الطعام والمشروبات والمياه الساخنة خاصة ونحن في فصل الشتاء حيث البرد القارص, دون النظر إلي ما ينبعث منها من أدخنة تؤدي إلي تلوث البيئة بالإضافة إلي ما ينتج عنها من حرائق ناهيك عن اصابة المواطنين بالأمراض الصدرية. أما المدن فالوضع بها ليس أفضل حالا بل الأمر أكثر سوءا من القري التي وجدت بديلا للبوتاجاز بالعودة للكانون والفرن البلدي كما سبق أن ذكرنا فإن المدن لا يوجد أمامها بديل إذا استمرت الأزمة لفترة أطول من ذلك سوي العودة إلي وابور الجاز أو الكيروسين بعد أن ودعه سكان المدن منذ سنوات طويلة ناهيك عن ما ينتج عنه من تلوث للبيئة وغطاء الحوائط باللون الأسود بالإضافة إلي اختفاء عربات بيع الكيروسين من الشوارع منذ فترة طويلة. هذا في الوقت الذي سبق أن أعلن فيه السيد وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج عن توفير42 ألف أسطوانة بوتاجاز يوميا تزيد إلي54 ألف أسطوانة لتغية متطلبات مراكز ومدن وقري المحافظة بالإضافة إلي دعم دور الرقابة ووضع آليات مستحدثة لمواجهة الاتجار في السوق السوداء بالنسبة للبنزين والسولار والبوتاجاز وتفعيل دور الرقابة الجماهيرية في عملية التوزيع خاصة لسلعة البوتاجاز بالقري والتشديد علي ضرورة أحكام الرقابة والسيطرة لمنع التلاعب. ولكن يبدو أن ما يقال في الغرف المغلقة شيء وما يحدث علي أرض الواقع شيء آخر يختلف تماما بدليل بيع الأسطوانة في السوق السوداء بأكثر من30 جنيها في حين لا يتعدي ثمنها الرسمي5 جنيهات. والسؤال.. هل هناك ايد خفية لديها رغبة في استمرار أزمة البوتاجاز لأطول فترة ممكنة.. وكيف تصل الأسطوانات للسوق السوداء وتباع بخمسة أضعاف سعرها في وضح النهار وأين اللجان وغرفة العمليات والرقابة التي صدعنا بها المسئولون وكأنهم يعيشون في كوكب آخر.. مجرد أسئلة تبحث عن جواب؟!