قرأت قصة الفرصة الأخيرة وتعاطفت جدا مع هذا الشاب والزوج المسكين وأصدقه بنسبة مائة بالمائة, وأنا أؤكد لزوجته أنه تغير بالفعل وانها سوف تعيش معه حياة سعيدة وهانئة ومستقرة عندما تعود له مرة أخري. وما جعلني أكتب لك سريعا بمجرد انتهائي من القراءة هو حرصي الشديد أن أوجه كلمة للزوجة ان تثق تماما في زوجها هذه المرة وتتأكد انه صادق وانها ستجد السعادة الحقيقية والاستقرار بإذن الله فأرجوها أن تتراجع عن طلب الطلاق ليلتئم الشمل مرة أخري. أنا ياسيدي شابة في الثلاثينيات, مررت في حياتي بظروف مشابهة للغاية, فقد نشأت في أسرة كان أحد الوالدين فيها عصبيا قاسيا لا يعطي أي حب, وهناك تفاصيل كثيرة مؤلمة جدا مررت بها وأوقعت علي عبئا نفسيا شديد الوطأة لسنوات طويلة حتي كدت أفقد زوجي الرجل الطيب المحترم الذي لم يكن يرغب في شيء سوي اسعادي والذي رزقني الله به رحمة منه لي, وليعوضني عن افتقادي كل ما كان حقا مكتسبا طبيعيا لأي طفلة من حب وحنان واهتمام ورعاية معنوية حرمت أنا منها مع سبق الإصرار. ولم يظهر أثر الإيذاء النفسي الذي وقع علي سوي بعد الزواج فقد بدأت بدون مقدمات أعامل زوجي الذي أحبه معاملة قاسية مثلما كنت أعامل أنا بدون ذنب كبير من ناحيته, وكأنني كنت بلا وعي أو إدراك انتقم في شخصه من كل ما وقع علي وأحمله هو المسئولية, حتي وصلنا لمرحلة مفترق الطرق التي يتحدث عنها الشاب في رسالته, ولولا رحمة الله الواسعة بي والذي كنت طوال عمري قريبة منه ألجأ اليه في كل أمر عسير ولولا محبة زوجي الحقيقية لي ولله الحمد ما كان زوجي قد وافق علي العودة لي بعد ماشعرت انني فعلا سأفقده حقا, ومادت الأرض بي عندما أخبرني انه سيطلقني ومر أمامي شريط حياتي بالكامل وحدثت لي الصحوة الكاملة من كل آلامي وتعلمت درسا قاسيا وشفيت من أمراضي وأوجاعي عندما رأيت وفهمت أن ما يهم الآن ليس الانتقام للماضي ولكن حبي لزوجي وأسرتي التي هي كل ما لي في الحياة, وعندما وافق زوجي أخيرا والتم شملنا في بيتنا بعد فترة عصيبة للغاية من الانفصال, نحن الآن نعيش في منتهي السعادة والاستقرار والحب والوئام ووجد زوجي ان جميع وعودي له في الفترة العصيبة قد حققتها, والتزمت بها ومر بنا أكثر من عام ونحن في سعادة واستقرار ولله الحمد, ولم يعد لدي أي رغبة في العودة أبدا لما كنت عليه, واتعجب من نفسي عندما اتذكر ما كنت أفعله, وكأنني كنت شخصا آخر, ولذلك فأنا متأكدة تماما أن نفس الصحوة حدثت للشاب الذي كتب لك الرسالة, عندما تأكد انه سيفقد زوجته من جديتها في طلب الطلاق واناشد زوجته ان تقبل العودة اليه وتثق به لانه سيعوضها عن كل ما فات حقا وسيكون هو سبب ومصدر سعادتها في الحياة فهو حقا يحبها ومن الآن فصاعدا سيعاملها علي أنها كنز ثمين.