أنا انسان ملتزم وحاصل علي دبلوم دراسات اسلامية واكمل دراساتي العليا ومتزوج منذ6 سنوات وعندي طفلان, وكنت عندما ابحث عن زوجة كنت ابحث عن ذات الدين واكرمني الله بذلك. ووجدت الانسانة الملتزمة التي كنت ابحث عنها واراد الله ان يكون بيننا الحب ايضا ووجدت هي ايضا في شخصي من كانت تتمناه كفتي لأحلامها. وانا امتاز وهذه منة من الله علي بانني استطيع حل مشكلات كثير ممن حولي لدرجة انني اوقفت طلاق اختها التي تصغرها من زوجها لخلافات كثيرة, وكان الكل سعيدا لما اكرمني الله بفعله. وشخص اخر استطعت التوفيق بينه وبين زوجته بعد أكثر من طلقة ليستقر بيته وغيره وغيره ممن حولي. كنت اعاني من فترة لأخري من صوتها الذي يعلو أو تعبيرها عن ضيقها بنظرات كنت لا أقبلها, وكنت ألومها عليها واوجهها لذلك. في يوم من الأيام الماضية وكان هذا يوم اضراب عمال النقل, كنت معها وطفلي في النادي, وعمره5 سنوات يمارس تدريبا في إحدي اللعبات الرياضية, وكنت في هذا اليوم ألبس جيدا فانا احب الاهتمام بشكلي ومظهري, فأنا أعمل مديرا ماليا لدرجة انها ارسلت لي رسالة اثناء تدريب الطفل قائلة انها خائفة علي من الحسد, وبعد انتهاء التدريب عدنا للبيت وبالطبع كانت المدة طويلة بسبب ظروف الاضراب, وكان الطفلان متعبين احدهما كان متعبا من تدريبه ويبكي والآخر متعبا لصغر سنه, ولاصابته بالتهاب, فاخذت تتحدث بصوت عال انها لن تذهب للتدريب مع الأولاد مرة اخري, فقلت لها لا تتكلمي عن شئ الآن, وحلي مشاكل الأولاد أولا الذين يبكون. ففوجئت بنظرة منها الي كانني اعمل عندها, من فوق لتحت, أو كأنها تحتقر من تكلمه وكنت منذ عام تقريبا اشتكي اليها من صوتها وحدتها واسلوبها الذي اصبح مستفزا, فلم اتحمل هذه النظرة فقلت لها لم اعد اتحمل هذه النظرة, ومددت يدي ابعدها بعيدا عني ففوجئت أنها تشتمني بأحط واقذر الألفاظ وانا آسف لن استطيع ان اكتبها حرصا علي مشاعرك فهي من الألفاظ التي تنتشر بين المتسولين في الشوارع الذين يشربون المخدرات مثلا لا أدري هل يجوز لي ان اكتب ما سمعته. لم اشعر بنفسي فضربتها ففوجئت بأبشع الألفاظ تتزايد, وتنطلق من فمها كأنني اتحدث مع امرأة من اشد النساء انحطاطا. انا في حيرة الآن فقد طلقت هذه الزوجة وهي طلقة رجعية, وجاء اهلها واعتذروا لي عما فعلته, وأنا وهم نتفق علي شيء ان هذه الإنسانة لم يظهر منها هذه الألفاظ لي قبل ذلك. ولكن ماذا افعل فانا اقوم بحل مشاكل اصدقائي وقد يكونون أكبر مني مع زوجاتهم وفي حياتهم ولو عرض علي امر مثل هذا سأقول لمن وقع في ذلك طلق زوجتك, وابتعد عنها لأنها اهانت كرامتك, وهذا ما اقتنع به بعقلي, ولكن المشكلة في اطفالي الذين احبهم ولا ادري ماذا افعل وان اتخذت قرارا برجوع هذه الزوجة لعصمتي سيكون من أجل الأولاد فقط. ولن استطيع أن أكون معها كزوج, فماذا افعل انا في حيرة, ذهبت لدار الأفتاء فقالوا يجوز أن تعود لزوجتك من اجل الأولاد وان تمتنع عن معاشرتها بالاتفاق بينكما علي ذلك. وطوال هذه الفترة تطلب مني السماح وتقول اغفر لي ماحدث انا لا ادري كيف قلت هذا لك فانت تعلم مكانتك عندي, وتعلم كم احبك فانت كل شيء في حياتي, وتقول ان ماحدث هو حسد لنا من اصدقائها في النادي فكل منهن عنده مشكلات مع زوجها وانت طيب واخذتني في ذراعك وأخذت الأولاد فهذا حسد وهو وارد في القرآن. بالله عليك ان ترد علي فان الوقت يمضي علي عدتها وانا في صراع يعلمه الله فأنا كرهتها كانسانة ولم اعد اطيقها فأنا اعامل الناس جيدا, واحافظ علي كرامتي في تعاملاتي مع الآخرين, ولم يهني احد في حياتي ابدا فماذا افعل؟! سيدي.. إذا كنت قادرا علي مساعدة الآخرين لتجاوز المحن والأزمات التي تواجههم, فلماذا تبخل علي نفسك بالقرار المناسب والصحيح؟ وهذا القرار يستدعي أن تخرج قليلا من الدائرة وتنظر إلي الأمر من بعيد وكأنه لا يخصك, ومطلوب منك أن تبدي رأيك المتعقل الأمين, فماذا ستقول إذا قال لك زوج إنه تزوج بسيدة فاضلة, ملتزمة, محبة, ومتفانية, أنجبت له من الأطفال إثنين, ولم يكن يعيبها إلا علو صوتها أحيانا نادرة ونظراتها الغاضبة.. وأنها لمرة واحدة, فقدت صوابها ورمقته بعينيها, فدفعها بيديه, فما كان منها إلا سبه بإقذع الألفاظ وهو يضربها, فطلقها علي الفور.. هو نفسه لم يصدق ما فعلته, ولكن أهلها لم يقبلوا ما فعلته, اعتذروا له وهي بكت بين يديه وطلبت منه أن يصفح عنها ويمنحها فرصة أخري لأنها تحبه وحريصة عليه وعلي طفليها أن يعيشا في بيئة عائلية سليمة, فماذا أنت ناصحة؟! زوجتك أخطأت يا صديقي بلا شك, ولكنها ندمت وتابت, والله سبحانه وتعالي يقبل التوبة, فهل لا نقبلها نحن؟.. ألا تذكر لها شيئا طيبا؟ ألا تري حولك خطايا الأزواج والزوجات؟.. إنها أزمة كبيرة ألمت بحياتك, فلا تغتر بقوتك وبضعفها.. سامحها, تجاوز عما فعلت, فقد تعلمت الدرس.. إمنحها فرصة أخري ولا تعايرها بما فعلت وستجدها نعم الزوجة والأم لطفليك, فما بينكما في ست سنوات يستحق أن تحافظ عليه, فكل البيوت فيها مثل ذلك الكثير, فلا تبالغ في غضبك وثأرك لنفسك وكن كريما ورحيما وعطوفا ومسامحا ستكون لك زوجة وخادمة, محبة أمينة عليك وعلي بيتك.. لا تطل في صدك وعنادك, فالسعادة مازالت حولك وبين يديك.