كتب - وليد عبد اللطيف: تكررت في الآونة الأخيرة بلاغات لاعبي كرة القدم ضد وكلائهم, وأيضا بلاغات وكلاء اللاعبين ضد اللاعبين الذين يقومون بتمثيلهم..وتعددت الشكاوي أمام مسئولي اتحاد الكرة من هذا الطرف وذاك, بل إن الأمر وصل إلي أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا حتي أوشكت الشكاوي المتبادلة بين الطرفين أن تصل إلي حد الظاهرة.. فلماذا وصل الحال بنا إلي هذه الدرجة؟ وكيف يمكن أن نخطو خطوة إيجابية نحو تنظيم العلاقة بين اللاعب والنادي والوكيل واتحاد اللعبة؟. البداية تكمن في بيت الداء وهي الشروط التي وضعها اتحاد كرة القدم فيمن يحق له التقدم لامتحان وكلاءاللاعبين.. فقراءة سريعة لهذه الشروط توضح كيف ينظر الاتحاد لمهنة وكيل اللاعبين, حيث تقتصر الشروط المطلوب توافرها فيمن يرغب في التقدم لامتحان وكيل اللاعبين علي خمسة شروط فقط هي: الحصول علي مؤهل عال وألا يقل عمره عن21 عاما, وألا يكون موظفا باتحاد الكرة أو بأحد الأندية سواء بأجر أو بدون أجر, وأن يكون ملما باللغة الإنجليزية قراءة وكتابة, وألا يكون قد صدر ضده حكم قضائي نهائي في جناية أو جنحة مخلة بالشرف. وهكذا تنتهي الشروط الخمسة, لكن يتعين علي من يرغب في التقدم للامتحان أن يقدم بعض المستندات لكنها جميعا لا تختلف عن تلك التي يتقدم بها أي راغب في العمل لأي وظيفة بأي مصلحة حكومية أو خاصة, وبعدها يمكن لأي شخص كان أن يجرب حظه في الامتحان الذي يتلقاه اتحاد الكرة المصري من الاتحاد الدولي ثم يقوم بإرسال أوراق الإجابات للفيفا لتصحيحها وإعلان الفائزين والراسبين. وبغض النظر عن سهولة أو صعوبة أسئلة الامتحان, فإن سهولة شروط التقدم للامتحان هي التي تجعل الباب مفتوحا أمام كل من يحلم بالثراء السريع من خلال العمولات التي سيجنيها من وراء أي انتقال موكله من ناد لآخر, والمحصلة هي وكلاء لاعبين لا يعرفون كيفية إدارة حقوق موكليهم, وغير مطلعين بشكل كاف علي لوائح انتقالات اللاعبين المحلية والدولية, وبالتالي تظهر مشاكل من عينة شكوي قيام وكيلي أعمال أبوكونيه مهاجم طلائع الجيش باللجوء للاتحاد الدولي للحصول علي نصيبهما من انتقال اللاعب من الانتاج الحربي للزمالك مطلع الموسم الماضي, وانتقاله من الزمالك للطلائع, وهو ما يعني أن وكيل اللاعب الذي من المفترض أن يحافظ علي حقوق اللاعب الموكل ربما يقع هو نفسه فريسة لضياع حقوقه لدي اللاعب. بالطبع لن نقارن مايجري عندنا في مصر بما يجري في الخارج, حيث لا يقتصر دور وكيل اللاعبين علي البحث عن عقد احتراف للاعبه هنا أو هناك, بل يتعداه لأبعد من ذلك حيث يكون للوكيل دور محوري في تحديد النادي الذي يلعب له اللاعب من خلال المشورة الصادقة المبنية علي تحليل علمي لامكانات اللاعب الفنية وامكانات النادي المالية, ومدي الاستفادة التي من الممكن أن يجنيها اللاعب من خلال اللعب لهذا النادي أو ذاك. كما أن الوكيل ليس مجرد شخص له علاقات طيبة بالأندية يتمكن من خلالها من تسويق موكله, بل هو في الأغلب عبارة عن شركة تضم خبراء متخصصين في مختلف المجالات الاستثمارية لا شاغل لهم ليل نهار سوي استثمار أية أموال وعوائد مالية خاصة بموكليهم وتعظيمها بالشكل الذي يحقق أكبر استفادة للاعب والشركة, وبالتالي فإن ما يحققه اللاعب طوال مسيرته الكروية لا يقتصر فقط علي قيمة العقود التي يوقعها والاعلانات التجارية التي يجني من ورائها الملايين, بل يتعداه إلي عوائد مالية لا أول لها ولا آخر من خلال الأرباح التي يجنيها من استثماراته سواء في البورصات والشركات وغيرها.. فأين نحن من كل هذا؟!.