فتش عن اتحاد الكرة.. إبحث عن الجبلاية.. كل المشاكل تبدأ من هناك.. قد لاتنتهي عندها إنما البداية لابد وأن تكون من داخل هذا المكان الذي من المفترض أن يكون المسيطر والمهمين الأول علي كل أمور كرة القدم.. أن يكون كفيلها وراعيها.. أن يكون قائدها وبانيها.. لكن وللأسف الشديد.. أصبح اتحاد الكرة خاصة في ظل هذه الفترة الانتخابية كالزوج.. أخر من يعلم.. وحتي لو علم.. فإنه لايتحرك.. وحتي لو تحرك جاءت حركته للخلف.. غير منتجه ولا مدركه ولامؤثره. في مشكلة حسني عبدربه وما تردد حوله وما أشاعه بعض الرجال غير المسئولة أو المعتمدة وما استتبع ذلك من أفراح هناك وأفراح هنا.. من تكريم واشادة وسعادة بالاسماعيلية ومن أحزان وكآبة بالقاهرة جعلنا نتجه صوب الجبلاية.. نستفسر من رجالها النقاة عن الحقيقة.. نسأل عن مسئوليها العتاة حول القول الفصل.. لا أحد يرد ليس من مجيب.. صلاح حسني لايعبأ برنات هاتفه المحمول.. محمد السياجي خارج الخدمة.. أما الباقي فأما في منبره الاعلامي يفبرك ويؤلف.. أو يستعد ويتجهز للظهور أمام الكاميرات والوقوف في بؤرة الاضواء.. وقد دفعنا هذا لنسأل بعض الخبراء من خارج الجبلاية حول الملف الغريب والشائك الذي يعرف بملف وكلاء اللاعبين والوسطاء الذين يتاجرون في الخلية الاساسية في لعبة كرة القدم في السماسرة الذين يتحكمون في مقدرات ومعطيات النجوم. مشكلاته مربحة عندما تعامل الاتحاد الدولي 'الفيفا' في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي بلوائح وأنظمة الاحتراف استحدث بعض الوظائف والمهام.. من بينها ما يسمي بوكلاء اللاعبين.. أو الوسطاء وهو ما نسميه عندنا باللغة الدارجة السماسرة.. وهؤلاء السماسرة بدلا من أن يتعاملوا مع العقارات او السيارات فأنهم يتاجرون في اللاعبين.. ويزايدون علي الاندية.. ويقول الكابتن احمد مجاهد رئيس لجنة شئون اللاعبين السابق.. ان 'الفيفا' كان هو الجهة الشرعية الوحيدة المسئولة عن هذه المهنة.. هو الذي يجري لهم الاختبارات.. هو الذي يستخرج لهم الرخص.. هو الذي يضمن لهم الحقوق من الصفقات التي يبرمها.. وعندما نقلت احمالهم وكثرت مشكلاتهم.. فوض الاتحادات الوطنية لادارة مثل هذه الامور.. وفرض علي الاتحادات ان تجري اختبارات نصف سنوية لهم في شهري 3 و9 من كل عام.. كما اعطي لهذه الاتحادات سلطة المحاسبة والمتابعة والمراقبة.. ووضع لوائح عقوبات تبدأ بلفت النظر والغرامة ثم الايقاف وتنتهي بسحب الترخيص والحرمان من العمل بهذ المهنة.. ووضع لها ضوابط لتقوم الاتحادات الوطنية بتطبيقها.. مثلا وضع ما يعرف بنماذج عقد يمثيل قياس.. واشترط ان يكون الوكيل مندوبا عن اللاعب في تصريف شئونه.. والا يقوم بالدور المزدوج بين اللاعب والنادي.. وان يتحصل علي اتعابه من جهة واحدة فقط.. وعندما كنت رئيسا للجنة شئون اللاعبين بالاتحاد قمنا بتحصيل مبلغ 300 الف جنيه من الوكلاء المعتمدين رسوم توثيق عقود فقط. اما الان ومنذ ان تناوب علي تلك اللجنة بعض الدخلاء الي ان استقرت حاليا مع الكابتن محمد السياجي لم يحدث ان تم اتخاذ قرار واحد طيلة الستة شهور الماضية.. ولا احد يدري شيئا عن وكلاء اللاعبين الذي تضخم عددهم من 8 الي .33 ويضيف احمد مجاهد بمرارة مشكلة الكرة المصرية ليست في الوكلاء المعتمدين وانما المشكلة الحقيقية مع مدعي الوكالة.. او الوكلاء غير المعتمدين والذين يعملون دونما رخصة كالذي ردد الشائعات عن حسني عبدربه.. هذا الرجل مثلا رسب في اختبار الوكلاء اكثر من ثلاث مرات.. ومع ذلك من المشاهير الذين يتعاملون مع اللاعب كسلعة وله في اروقة الاتحاد كرامات وارتبط اسمه مع نائب الرئيس في قضية الخطاب المزور الخاص بشيكابالا.. هذا الرجل لايخضع لاي لوائح او محاسبة ومن ثم فهو لاتوقع عليه عقوبات ولا يوجد له انذارات ويعمل بحرية كاملة تحت مظلة غير قانونية مدعيا انه وكيل شركة عالمية تعمل في هذا المجال.. وكم من الجرائم ترتكب تحت هذا المسمي. وكلاء من الباطن ومع الفوضي في هذا الملف وجدت 'الأخبار' العجب العجاب.. مثلا هناك امبراطور غير متوج بالجبلاية يسيطر علي مقدرات هذه المهنة ويتحكم في كل شيء فيها وله معاونين في ارجاء مصر المحروسة بل يفرض آتاوات علي كل صفقة واذا لم يتم دفع المعلوم لابد وان يعيق عملية انمامها وقد تنتهي بالفشل فيهرع الاطراف اليه ملتمسين رضاه مستعدين لرفع ما يأمر به. مثلا هناك وكلاء لاعبين يقرأون العربية بالكاد وبالتالي لايعرفون شيئا عن اللغة الانجليزية.. ومع ذلك فلديهم رخصة بل عدة رخص وينجحون في كل الاختبارات سواء التي يدخلها او التي يدخلها احدا غيره لكن باسمه والنتيجة طبعا النجاح والفلاح. مثلا ايضا هناك بعض اعضاء مجلس الادارة او ربما اعلي من ذلك يعملون كوكلاء لاعبين ويتفاوضون في الصفقات ويجرون الحوارات ويتقاضون نصيبهم بنسب اعلي ولايستطيع احدا ان يحاسبهم علي هذه التجاوزات وهم معروفون اسميا وفعليا سواء بين زملائهم او حتي قيادات الاتحاد ويمثلون شريحة مفروضة ومعروفة في عالم البيزنس الخاص بكرة القدم. الاغرب وغير المتخيل هناك رؤساء اندية بعضها هبط الي الدرجة الاولي وبعضها الاخر لايزال يشارك في الدوري الممتاز ويحتل مراكز متقدمة في جدول الترتيب لديهم رخصة كوكيل للاعبين.. وهناك ايضا اعضاء بالمجلس القومي للرياضة لديهم هذه الرخصة.. صحيح اوقفوها عندما تم اختيارهم بالمجلس.. لكنهم فضلوها وتركوا المجلس تمسكا بالرخصة. واستكمالا لمسلسل الغرابة.. لدينا 33 وكيلا معتمدا.. لايعمل من هذا العدد الكبير سوي عشرة او حتي اقل.. وبقية ال 33 لديهم الرخصة اما للمكسب المادي دونما عمل يقومون به.. واما للمنظرة او لاستخدامها وقت الحاجة واذا تأزمت مواقفهم الوظيفية. هناك بعض القضايا التي لفتت انظار الجماهير الرياضية مثل خطاب شيكابالا المزور وعقد عبدالواحد المزيف وعقد احمد السيد مع الاهلي وجمال حمزة مع الزمالك.. الا ان احدا من اتحاد الكرة لم يعط اية اهتمامات لهذا الملف الشائك وجميعهم رفع شعار 'الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح' بل وكما يقول احد الخبراء اذا كان رجال الاتحاد لا يعبأون بأمور كرة القدم حاليا ويتركونها تجري علي عواهنها وبطريقة عشوائية.. فهم من باب اولي ليس لديهم اية استعدادات للدخول في عش الدبابير. وكيل بالصدفة ويقول تامر النحاس احد وكلاء اللاعبين المعتمدين.. دخلت هذا المجال بالصدفة فلم يكن بنيتي اطلاقا ان اعمل به.. لكن عندما سعيت لمعاونة زميل لي تدخل في انتقال اللاعب محمد فهيم من الشمس وخسرت في هذه المعاونة مبلغا من المال اصررت ان اخوض هذا المجال لاعوض خسارتي وقد كان.. وعن المقومات الضرورية التي يجب ان يتحلي بها الوكيل فهي المامه التام باللوائح والقوانين وبالنشرات المعدلة لها سواء الداخلية او الخارجية.. لديه خبرة سابقة بالملاعب ومعرفة كاملة بدوربها وطرقها.. كما لابد وان يتوفر له الالمام باللغات الاجنبية.. ويقول النحاس ان هناك خلطا في مهام الوكيل.. عندنا بعض الوكلاء يتعاقدون مع اللاعبين ويلقون بعقودهم بالاتحاد ثم ينتظرون نصيبهم في الصفقات وهذا خطأ فادح فالوكيل لابد ان ينوب عن اللاعب في السعي لتسويقه وترويجه ولاينتظر فقط ان يروج اللاعب نفسه ثم يكتفي هو بتحصيل النسبة.. ايضا الوكيل اما ان ينوب عن اللاعب او ينوب عن النادي.. لكن ان يكون عميل مزدوج ويحصل علي نسب مفروضة من هنا وهناك فهذا ايضا خلط في الاوراق خلط في الاوراق وازدواج في المهام. لاشك ان مهنة الوكيل مجزية ومربحة والا لما تهافت علي العمل بها اعداد كبيرة رغم القيود والشروط التي يضعها الاتحاد الدولي وتطبقها 'احيانا' الاتحادات الوطنية.. وعن اهم القضايا التي شاركت فيها فهي شيكابالا وعودته من باوك للاهلي ثم الزمالك وريكا جوري وانتقاله الي بتروجيت اما اهم ما يمكنني قوله حاليا كوكيل اتهم تماما تلك المهنة وما تحوي من اسرار فأنني اوكد ان عصام الحضري لم يستكمل عملية انتقاله لسيون السويري بل هو حاليا يلعب بتصريح مؤقت لأن 'الفيفا' يرفض تعطيل اللاعب عن ممارسة اللعبة.. وان مصير الحضري هو الايقاف الحتمي ودفع غرامة كبيرة لتوقيعه لناديين في وقت واحد.