اليوم قفزت أخبار الحوادث الي الصفحات الأولي في كل الصحف المصرية, حتي بات الصحفيون ومحررو أبواب الحوادث لا يستطيعون أن يديروا رءوسهم ولا يعرفون كيف يختارون ما يكتبونه بين الأكثر أهمية. لقد هالني كل هذا الصخب الذي يحدث في مصر. وكل تلك الخلافات التي جرت وتجري بين الجميع, ولم أتصور أن كل هذا يحدث في الشارع المصري, وللأسف فالكل يتفرج كأن البلد ليس بمصر, ما هذا العبث؟ ما هذا الجدل البيزنطي حول أولويات مصر حاليا؟ كل صاحب مصلحة يريد أن يفرض فكره ومشروعه حتي لو لم يكن مشروعا, كيف توافق أو حتي تتبني حكومة تسيير أعمال أي مشروعات كبري وهي غير قادرة علي توفير الأمن والغذاء وأنبوبة البوتاجاز للناس, ولم تتمكن حتي من أن تحمي المواطن من البلطجة, ويدلل علي ذلك ما حدث من حوادث السرقة والقتل والاختطاف والتعدي علي المنشآت العامة, فلم يسلم منها أحد حتي المستشفيات وحالات الطوارئ. إن الأمن اليوم أصبح قضية مصر الأساسية, بل أصبح أهم مشكلاتها, فمعدلات الجريمة واخبارها أصبحت محور الحديث في كل التجمعات وأتت أحدث تقارير البنك المركزي لتضيف بأن خسائر البلطجة في الفترة الماضية وصلت الي مليار جنيه, ليعود السؤال فارضا نفسه من جديد, متي يعود لمصر أمنها؟ وهل غيابه تباطؤ أم تواطؤ؟ لقد أصبحت العبارة التي تتصدر مداخل مصر في كل المواني ادخلوها بسلام آمنين, وهي العبارة التي طالما اقترنت باسم مصر, بلد الأمن والأمان, أقول إنها اقتربت هذه الأيام من فقد سحرها وذلك برغم مرور عدة شهور علي قيام الثورة, فالأمان لم يعد بعد فهناك مدن وقري تعيش في رعب يومي تحت تهديد البلطجة وأصوات طلقات السلاح, وهناك سيدات يخشين السير في الشوارع ليلا أو في الصباح الباكر خوفا من الاعتداءات, وهناك أسلحة تباع في الشوارع جهارا نهارا وأهال يقتصون من البلطجية بأنفسهم, ماذا يحدث في مصر, انني أشعر بأننا في كرب, ونحتاج الي أن نلجأ جميعا الي الله فهو المنقذ الرحيم بعباده, والملجأ الوحيد. ومن نافذة بريد الأهرام, أدعو الشعب بجميع فئاته, العامل في مصنعه, والفلاح في أرضه, والطبيب في عيادته, والمعلم في مدرسته, وربة البيت في بيتها, لا فرق بين مصري وآخر فنحن كلنا في الهم سواء, بأن يقوم قومة واحدة يصلي لله ويدعوه أن يكشف الغم وأن يفرج الهم عن المصريين, فقد قال النبي (صلي الله عليه وسلم) لسيدنا علي: يا علي, ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذنه تعالي, ويفرج عنك, توضأ, وصل ركعتين, واحمد الله, واثن عليه, وصل علي نبيك, واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات, ثم قل: اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم, لا إله إلا الله الحليم الكريم, سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم, الحمد لله رب العالمين, اللهم كاشف الغم ومفرج الهم, مجيب دعوة المضطرين اذا دعوك, رحمن الدنيا والآخرة, ورحيمهما, فارحمني في حاجتي هذه بقضائها, ونجاحها رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك صدق رسول الله (صلي الله عليه وسلم), هل من مستجيب لدعوة صلاة فك الكرب؟ د. حامد عبدالرحيم عيد أستاذ بعلوم القاهرة