ماذا حدث للمصريين في قضية الالتزام بالمواعيد والوفاء بالعهد وإعلاء قيمة الوقت. إننا نلتمس الأعذار التي تكون مقبولة ولكن إذا قام أحد الأشخاص أيا كانت صفته بتحديد ميعاد مع شخص وحدث ظرف طارئ عليه أن يقوم بالاتصال به أو ترك رسالة له يشرح فيها أسباب تأجيل الميعاد أو عدم قدرته علي الحضور ولكن هناك لا مبالاة بمواعيد العمل وإهدار الوقت. قديما قال أحد الحكماء بالعمل واحترام المواعيد تتقدم الأمم كيف لإنسان يقتطع جزءا من وقته وجهده وماله للذهاب إلي مصلحة ما فيجد تغيب الأشخاص والموظفين المختصين ويعود بخفي حنين حيث يقول له من يجده الجملة المعروفة فوت علينا بكره ياسيد. إننا لن نتقدم في جميع المستويات الفنية والاجتماعية والسياسية إلا اذا غيرنا من أنفسنا وعدنا للإسلام وتعاليمه التي تقدر قيمة العمل وقيمة الوقت واحترام الآخر, حينئذ سوف نحقق نهضة حضارية تجاري الركب الحضاري العالمي, إننا ننقد الغرب وفي بعض الاحيان نعاديه دون ان ننظر لماذا تقدموا في المجالات المختلفة وماهي الأسباب التي أدت بهم إلي ان يسبقونا ونعود نحن للخلف بعد ان كنا سادة العالم ومنارة للعلم تعلم منا العالم القديم, والحضارة الغربية الآن هي نتاج إنتاجنا القديم حينما كنا نقدر قيمة العمل والوقت, ماذا حدث لنا؟ إنني أذكر هنا كلام الإمام الراحل محمد عبده حين قال ذهبت إلي الغرب فوجدت إسلاما بلا مسلمين, أما هنا فيوجد مسلمون بلا إسلام, فكثير من دول الغرب تجدها تطبق ما جاء به الإسلام دون ان يؤمنوا به, ولكن أخذوا من ديننا ما رأوا فيه أنه صالح لإحداث نهضة وتقدم, اننا بحاجة إلي بث الحماس والقيم والسلوكيات الحميدة في بعضنا بعضا لنعود للالتزام بقيمة الوقت واحترام الآخر الذي هو في الأساس احترام لأنفسنا. المزيد من مقالات جيلان الجمل