فرق كبير بين أن يطالب ميدان التحرير يوم25 يناير برحيل مبارك وبين أن يطالب المعتصمون في الميدان اليوم بإسقاط المشير, واقصاء المجلس العسكري عن المسئولية وتسليمها لسلطة مدنية.. أهم ملامح هذا الفرق هو أن الميدان كان يمثل المصريين جميعا في ثورة يناير, بينما لايمكن الجزم بذلك اليوم! ثم ماهي آلية أو دستوريةتسليم السلطة العليا في البلاد, الأشخاص لاصفة لهم ولا شرعية دستورية ويستحيل أن يجري التوافق عليهم بين القوي والتيارات السياسية المتنافرة المطروحة علي الساحة حاليا؟! من المؤسف الا يري كثيرون هذا الفرق الواضح وألا يدركوا تداعياته الخطيرة علي الوطن, ويتجاهلون عمدا أننا علي بعد أيام قلائل من أهم انتخابات هي أوسع الابواب نحو الديمقراطية المنشودة والتي يستحيل أن يقبل الشعب أي تلاعب فيها هذه المرة.. فهل المطلوب حقا هو تعطيل هذه الخطوة التاريخية؟! لا أريد أن اصدق هذا, واثق بحسن نوايا( الثوار) في التحرير الان وأذكرهم وأذكر نفسي قبلهم, بقول الحق عز وجل في محكم آياته: قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا يوم القيامة, الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا( الكهف104,103) صدق الله العظيم. ولاشك أنهم يحسبون فعلا, بل مؤمنون بأنهم تجمعوا لاصلاح مصر, لكن الله وحده أعلم بنتيجة تجمعهم؟! ان الاخوة والاخوات في التحرير وغيره من ميادين مصر, الآن يريدون تكرار ما لايتكرر! فثورة يناير لا يمكن تكرارها, لان الدوافع التي أدت لقيامها وشمولها, كل أرجاء الوطن قد تغيرت, وقد أعجبني قول العلامة د. يوسف القرضاوي: اننا نرفض الديكتاتور, سواء لبس عمامة الشيخ أو خوذة الجندي أو برنيطة الخواجة.. لكنني أضيف إلي ما سبق أننا نرفض أيضا وبكل تأكيد, الثائر الذي يتلفح بعلم مصر وينزل الميدان ثم يتحول إلي ديكتاتور ثورة, يخشي الجميع أن يقولوا رأيهم فيه بصراحة وتتسابق وسائل الاعلام لنفاقه ومداهنته ويهرع السياسيون والمتحدثون من النخبة لاسترضائه, خوفا وطمعا! وأخيرا لابد من اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها, وعلي الجيش بقيادة المشير طنطاوي أن يؤمنها وهو قادر علي ذلك تماما وإلا يؤخرها, كما لايؤخر انتخابات الرئاسة أيضا يوما واحدا عن الجدول الزمني المعلن, وعلي ضوء الدستور الذي يوافق عليه الشعب. وبعدها فقط يعود خير أجناد الارض, والذين هم في رباط إلي يوم الدين إلي ثكناتهم..والتاريخ فقط هو الذي سيحكم لهم أو عليهم. [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم