تباينت الآراء وردود الأفعال من جانب خبراء الإعلام تجاه التغطية الإعلامية لأحداث التحرير, سواء تلك التي قدمتها القنوات الفضائية الخاصة أو القنوات الحكومية, وتعليقا علي تلك التغطية يقول د.حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة: إن أداء الإعلام الرسمي والخاص كان سيئا, بينما انجاز التليفزيون الرسمي في تغطيته لمصلحة القوات المسلحة وقوات الأمن, وكانت القنوات الخاصة منحازة ضدهم. وهذا الاختلاف بين الرأيين أحدث حالة من التخبط والعشوائية لدي الجماهير أدت لعدم قدرتها علي تقويم الأمور علي النحو الصحيح, وأعتقد أن منظومة الإعلام التليفزيوني في مصر في حاجة إلي إعادة هيكلة بالكامل. أما الكاتبة والناقدة د. عزة هيكل فتقول: إنه خلال تغطية أحداث التحرير كان الإعلام الفضائي به نوعا من التحيز والمحاباة والمزايدة علي مقدرات الوطن, والظهور بمظهر الحرية لأنه يعتمد علي ممولين ورجال أعمال بعضهم له توجهات أيديولوجية, والآخر له توجهات مالية تعتمد علي الإعلانات التي تأتي من الإثارة وجذب أكبر عدد من المشاهدين عن طريق الفرقعات الإعلامية ومحاولة جذب الشباب الذين يدخلون علي مواقع هذه القنوات علي الفيس بوك واليوتيوب, وكلها تضاف إلي حصيلة تلك القنوات. أما فيما يتعلق بالإعلام الرسمي فإنه انقسم إلي قناة النيل للأخبار والقناة الأولي فقدمت قناة النيل للأخبار تغطية شاملة لما يجري في الميدان, لكنها تنحاز لصوت دون الآخر, وهو صوت المتظاهرين والمعارضين, ولا تفسح المجال مهنيا وإعلاميا للصوت الآخر, وبالقدر نفسه, كما أنها تعتمد في الأخبار التي ترد إليها علي بعض المراسلين وشهود العيان دون التحقيق والتوثيق من الخبر. أما القناة الأولي فكانت إلي حد كبير تمتثل للموضوعية وعدم إثارة الرأي العام, وإن كانت في بعض الأحيان تخشي أن تتهم بالانحياز للدولة, وهو ما يؤثر سلبا علي وضعها, بمعني أن القنوات الفضائية الخاصة تعبر عن أصحابها وتوجهاتهم, بينما لا يعبر عن الدولة المصرية سوي تليفزيون الدولة.