انفصال قطاع القنوات الإقليمية عن قطاع التليفزيون المصري ماليا وإداريا والاحتفال باعادة بث ارسال قنواته علي الفضاء من جديد يتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للتليفزيون المصري ومرور خمسين عاما علي انشائه، تم ذلك في ظل اعادة هيكلة القطاع الاقليمي هندسيا بالاتفاق بين «عادل معاطي» رئيس القطاع و«حمدي منير» رئيس قطاع الهندسة الاذاعية والذي سيشمل 11 تغيير نظام البث من خلال حفظ المواد المرئية علي «سيرفر ديجتال» بعد أن كانت طريقة البث بنظام «المانيوال» بالاضافة إلي تحديث البث من القاهرة وعلي طول خط الصعيد حيث تطوير القناة الرابعة لتشمل محافظتي جنوب وشمال سيناء. والقناة الثامنة تشمل مد البحر الأحمر حتي حلايب وشلاتين، وبذلك اعتقد البعض أن قطاع «قنوات المحروسة» سيصبح قادرا علي تغطية جميع انحاد الجمهورية، ولكن هناك مفارقات علينا الوقوف أمامها في هذا القطاع الذي سيعاد بثه علي الفضائيات من جديد بعد تطويره ومنها الميزانية الجديدة التي انفصل بها عن التليفزيون والتي قدرت ب 35 مليون جنيه في حين وصل اجمالي ما تم صرفه حتي الآن إلي 72 مليون جنيه. فمن أين يتم تغطية هذا الفارق؟ سؤال علينا التفكير في الرد عليه، وكان قرار الانفصال المادي قد جاء حتي لا يكون هناك دور أو سلطة للمحافظين في عمل هذه القنوات الاقليمية ويمكنها تناول جميع القضايا الخاصة بها كما يريد الشارع هناك، وهو ما وصفه البعض بانتهاء الشكل الحكومي للإعلام. معركة قادمة البعض اعتبر اعادة بث الاعلام الاقليمي علي الفضائيات هو معركة قادمة لأنس الفقي في ظل منافسة الفضائيات الخاصة لهذا القطاع، فقد خصصت قنوات تليفزيون «مودرن مصر» ساعتين كل يوم لتغطية كل اقليم من أقاليم المحروسة. الذي ظل مهملا من مسئولي التليفزيون لعشر سنوات حتي جاء قرار مجلس الدولة بإلزام الإعلام باعادة بث القنوات المحلية فضائيا، وكأننا كنا في حاجة لقرار من جهة عليا للتطوير وإعادة النظر في هذا الكم المهمل من محلياتنا!! خطة عمل وقد أثار قرار انس الفقي تطوير هذه القنوات وإجراء تعديلات عليها ثورة عدد من المخرجين والمذيعين ، الأمر الذي حاول عادل معاطي التصدي له وتهدئتهم مطالبا بضرورة التكاتف من أجل خلق خطة برامجية جديدة تعتمد علي الكيف وليس الكم كخطوة لتغيير الفكر الإعلامي فيما يخص الجانب المهني، أما الجانب التقني والهندسي فجاء متمثلا في تطوير الاستديوهات والكاميرات وتحويلها من النظام الرقمي إلي الديجتال للتمشي مع التطور العالمي في الصوت والصورة ، وإن كان الأهم ليس التقنية الجديدة، وإنما مدي قدرة العاملين في القطاع علي اتفاق هذه التهيئة والتعامل معها، الأمر الذي يتطلب اسلوب العمل الجماعي والذي اختفي من القطاع واختفت معه الخصوصية الثقافية المتعلقة بعادات وتقاليد وبيئة كل اقليم ينتمي للقطاع، جاء ذلك ليحل محله برامج التوك شو لتأخذ مساحة، متجاهلين أهمية الفنون الشعبية مثلا بحجة جذب المشاهد. حلول رمضان ويأتي شهر رمضان بمفاجأة من العيار الثقيل ألا وهي أن قطاع القنوات الاقليمية والمعروف باسم «قنوات المحروسة» خارج نطاق الخدمة ونطاق اهتمام السادة المسئولين حيث يتم سحب كل وحدات المونتاج الخاصة بالقطاع ونقلها لقطاع التليفزيون لتسهيل عمل قنواته، فالأهم طبعا مسلسلاته! بالإضافة إلي سحب سيارات التصوير الخارجي. أما القرار الأهم والمضحك والمبكي في نفس الوقت هو قرار رئيس التليفزيون «نادية حليم»بمنع استعانة أي مذيع من المحليات بمكتبة التليفزيون واستعارة أي شريط في حين أن مكتبة القطاع مازالت تحت الانشاء مما جعل العاملين في قنوات المحروسة يشعرون بأنهم دائما خارج اهتمام الوزير وليست فقط قنواتهم، فمتي يدخلون دائرة الاهتمام ومتي سنجد قنوات محلية قادرة علي المنافسة واشباع احتياجات جمهورها؟! طلب «صفوت الشريف» رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون من «سامية صادق» رئيس قطاع التليفزيون مشروعا لانشاء قناة جديدة تبث ارسالها إلي جانب القناتين الأولي والثانية، وسعدت «سامية» لخروج هذه القناة الثالثة للنور والتي عرفت باسم «قناة العاصمة» عام 1985 وقبل خروجها إلي المعاش بشهرين فقط كان ميلاد القناة الرابعة والتي شملت منطقة القناة عام 1988، حتي عرفت سامية صادق بمؤسس القنوات المحلية والتي توالت بعد ذلك حتي وصلت إلي ثماني قنوات، القناة الخامسة 1990 والسادسة 1994 في مايو ، أما القناة السابعة فجاءت في يوليو من نفس العام وأخيرا القناة الثامنة عام 1996، والتي عرفت حاليا باسم «قنوات المحروسة» برئاسة عادل معاطي.