تجري عملية تجميل مستمرة منذ عدة سنوات لحلف شمال الأطلنطي( ناتو) الذي تأسس سنة1949 لحماية الدول الأعضاء في التكتل الغربي في مواجهة الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي السابق. والتي انضوت تحت مظلة حلف وارسو, الذي تفكك مثلما تفكك الاتحاد السوفيتيوأصبحت بعض دوله أعضاء في الحلف المناوئ الذي مابرح يتمدد شرقا باتجاه روسيا. الحلف الذي كان يفترض أن تنتهي مهمته بنهاية الحرب الباردة, وزوال العدو أضاف لمهامه العسكرية مهام سياسية وخرج في نطاق عمله عن حدود حماية الأعضاء. عملية التجميل تتمثل في إطلاق حملة دبلوماسية عامة للترويج للحلف عبر ندوات تتناول دوره في العالم كان آخرها تلك الندوة التي شهدتها القاهرة مؤخرا تحت عنوان تعاون الناتو ومصر في إطار حوار المتوسط والذي نظمه الحلف بالتعاون مع المجلس المصري للشئون الخارجية ضمن مساعي التعرف علي الرؤي لصياغة استراتيجية الحلف الجديدة. السفير عبد الرءوف الريدي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أعرب عن الاهتمام بالحوار مثلما عبر عن المخاوف والقلق من تعاون الحلف مع إسرائيل التي تسعي للانضمام للحلف وهي تحتل أراضي عربية. أما السفير محمود كارم, عضو المجلس المصري للشئون الخارجية, فأكد أن مصر منفتحة بشكل حذر علي الحوار مع الناتو, فهي تتجاوب في ظل انفتاحها علي كل المؤسسات, ويوضح السفير أن مصر علي سبيل المثال مقتنعة بأهداف عملية المسعي النشط لمكافحة الإرهاب وضمان عدم تهريب الأسلحة بصورة غير شرعية, ولكنها لاتشارك فيها وتطبق المبادئ علي شواطئها باعتبارها قادرة علي حماية سواحلها وأمنها القومي. الدكتور البرتو بين المسئول بقسم الشئون السياسية والسياسات الأمنية بالحلف اعترف بأن الحلف يواجه مشكلة الصورة الذهنيةtheimage لذا بدأ الحوار لتنفيذ المفاهيم الخاطئة وهو الأمر الذي أكده الدكتور مصطفي علوي بالقول إن صورة الناتو سلبية في العالم العربي. البرتو بين رد علي سؤال مندوب الأهرام حول مايمكن أن يقدمه الحلف لمصر في مجال إزالة الألغام التي زرعتها دول أعضاء فيه هي ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بالقول إن الناتو قدم لمصر مشروعا رائدا لاستكشاف الألغام بتكلفة500 ألف يورو ضمن التعاون في المجال العلمي. وردا علي سؤال آخر حول حرص الحلف علي استفزاز روسيا بالاقتراب من تخومها وضم دول كانت أعضاء في الاتحاد السوفيتي السابق أو في حلف وارسو المنحل, قال إن تلك الدول هي التي تسعي للانضمام بارادتها. الندوة التي عقدت بالقاهرة جاءت ضمن جهود استكشاف وبلورة استراتيجية الحلف الجديدة قبل مؤتمره القادم في لشبونة عاصمة البرتغال في نوفمبر القادم.